"لم أنهٍ بعد ما ولدت لأجله"

خلال مقابلة معه.. صحفي "إسرائيلي" يتحدث عن حلم عريقات الذي لم يتحقق

عريقات
حجم الخط

القدس المحتلة - وكالة خبر

تحدث الصحفي الإسرائيلي سمدار بيري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن رسالة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الذي وافقتة المنية إثر إصابته بفيروس كورونا.

وكتب الصحفي بيري في مقالته تحت عنوان "الوطني عريقات في تغريدته الأخيرة: لم أنه بعد ما ولدت لأجله”.

وقال: "في رحلة إلى جسر اللنبي، محطة العبور إلى الأردن، قررت الدخول إلى أريحا، لزيارة صائب عريقات، كانت هذه المرة قبل الأخيرة التي التقيناها وجهًا لوجه، جلسنا في الحديقة".

وأضاف "في حديثنا أشار عريقات إلى ابنه، علي، وقال “لم أسمح له في زمن الانتفاضة بالذهاب إلى المدرسة، لأني خفت أن يرشق حجارة كبيرة على جنود الجيش الإسرائيلي"، وفقًا لترجمة وكالة "فلسطين الآن".

وتابع "وجد عريقات من الصواب التشديد في ذاك الحديث: "أنا مستشار كبير لأبو مازن، كنت مستشارًا كبيرًا لعرفات، والعنف من الطرفين يبعث بالجنون، وهو نفسه لم يكن قط مشاركًا في العمليات، ولكن قبل شهر من ظهور مرض كورونا لديه، قرر أن يتهم جنود الجيش الإسرائيلي بنشر الفيروس في مناطق الحواجز، وفي حينه أيضًا، دعا إلى تنحية أمين عام الجامعة العربية من منصبه، لأنه تخلى عن الفلسطينيين، وانتقد إمارات الخليج بسبب اتفاقات السلام مع إسرائيل".

وأشار إلى أنّ "عريقات سيُذكر ككبير المفاوضين الفلسطينيين مع إسرائيل، فحلم حل الدولتين كان مشروع حياته، كمادرج زعماء المنطقة على دعوته إليهم، فقد كان قبل اللقاء مع الرئيس الفلسطيني، هو الرمز البارز"، مضيفًا "أتذكره من عهد مؤتمر مدريد، شاب فلسطيني ابن 36، ونائب رئيس الوفد حيدر عبد الشافي، وكي لا يتشوش أحد للحظة، احتل مكانه خلف الطاولة الطويلة، أمام الوفد الإسرائيلي، وأحاط رقبته بالكوفية الفلسطينية".

وأوضح أنّ عريقات "ترك انطباعًا قويًا على الطرف الإسرائيلي في السنوات الأولى، لذلك قال محبو السلام عندنا، وجدنا شريكًا حقيقيًا، فلم توجد شخصية إسرائيلية إلا التقى عريقات بها، من رئيس الدولة عيزر وايزمن عبر رؤساء الوزراء المختلفين وحتى رؤساء المخابرات".

وأكمل قوله: "أنا بالنسبة لنتنياهو، كانت لعريقات تصريحات قاسية، منها: "أعرف أنه يعمل على تصفية السلطة الفلسطينية"، وكذا: "نتنياهو يتحدث عن السلام فقط لأغراض العلاقات العامة". كما أنه انتقد بشدة حكام الإمارات في الخليج، بل وتمكن حتى من الحديث بحدة ضد لقاء بين نتنياهو والزعيم العسكري للسودان الذي طعن الفلسطينيين في الظهر".

وذكر أنّه عريقات كان وطنيًا فلسطينيًا حتى آخر أيامه، مضيفًا في رثائه: "كان أحد القلائل في القيادة ممن لم يأخذوا أموال الرشوة، يحمل شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة بريطانية، وهو حاضر في جامعة النجاح في نابلس، وسياسي ذو دم حار أثار انتقادًا في المعسكر الفلسطيني أيضًا، فقد أحب هؤلاء اتهامه بالتقرب الزائد للإسرائيليين. “ما الذي يمكنني فعله؟”، قال لي ذات مرة، “عندما يكون الطرفان غير راضين عني، ينبغي لي أن أكون فخورًا".

وحول عمل عريقات في مجال المفاوضات، قال: "منذ اتفاقات أوسلو في 1993، لم يكلف عريقات فقط بالمفاوضات، بل تراكض على مدار الساعة، ووضع خططًا مع شركائه بعد الاتفاق، وسافر للمحاضرات في أوروبا، ودُعي كضيف شرف للمؤتمرات في الولايات المتحدة، وأكثر من اللقاءات الصحفية عندنا، وأمس، غردت وزيرة الخارجية الأسبق، تسيبي ليفني، ببلاغ رفعه لها عريقات قبل لحظة من دخوله مستشفى هداسا: لم أنه بعد ما ولدت لعمله".

وفي ختام المقال، بيّن أنّه قرار عريقات في دخول مشفى هداسا ليس غريبًا، ردِّ عرض سخي من المملكة الأردنية لإرسال مروحية تنقله إلى المستشفى العسكري في عمان، فقد كان عريقات يعرف أن الأطباء في المستشفى الإسرائيلي سيفعلون فوق ما يستطيعون كي يحاولوا إنقاذ حياته. وصباح أمس تبدد الأمل، فرحل إلى عالمه، وفقًا لتعبيره.