لا تفرحوا كثيراً بفوز بايدن !!!

حجم الخط

بقلم د. عبد الحميد العيلة

 

 

 لاشك أن الكثير من الشعب الفلسطيني وبعض الحكام والشعوب في العالم كانوا ينتظرون فشل ترمب في الإنتخابات الأمريكية لما قام به من تنكر للحقوق الفلسطينية وإنسحابه من مؤسسات دولية كمنظمة الصحة العالمية واليونسكو ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تعاطفاً مع الكيان الصهيوني وخلافاته مع معظم الدول الأوروبية والصين وغيرها وهذا متوقعاً ..

لكن من هو البديل ؟!!  أنه جو بايدن الذي لا يختلف عن أي رئيس أمريكي سابق سواء ديمقراطي أو جمهوري وإن تجاوز  ترمب كل الخطوط الحمراء بشأن القضية الفلسطينية التي أدت الى حد الحقد والشماته في فشله ..

لكن هل وعود بايدن بشأن القضية الفلسطينية ستنفذ على الأرض وسيلبي مطالبها العادلة ؟!! لا أعتقد فاليهود صوتوا لبايدن ب 70‎%‎ وهذا العجوز سياسي محنك ويعتبر أصغر سادس سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بعد إنتخابه وهو في الثلاثين من عمره وكان أول الداعمين للحرب على العراق وكان ينادي بإغتيال صدام حسين والتخلص منه ثم كان من المؤيدين لتقسيم  بعض الدول العربية وتقسيم فلسطين الى دولة يهودية وأخرى للفلسطينيين !!! وهو معروف لدعمه المطلق للكيان الصهيوني وأن يصبح كيان قومي يهودي وعلينا ألا نغتر بتوجيه خطابه الإسلامي الديني باللغة العربية مخاطباً مسلمي أمريكا فهي دعاية إنتخابية لإستقطاب الصوت الإسلامي وسار على نهج سلفه الأسود باراك أوباما الذي تفأل فيه العرب عندما خاطبهم بنفس الطريقة وكانت النتيجة مزيداً من الدعم الأمريكي للصهاينة على حساب العرب والقضية الفلسطينية ..

وهنا أوجه كلمتي للسلطة الفلسطينية ولرئيسها محمود عباس .. عدم الإستعجال وأخذ القرارات بهذه السرعة بعودة التنسيق الأمني وإستلام المقاصة منقوصه رغم الرفض باستلامها لعدة أشهر وإلا لماذا هذا الشقاء الذي تحمله كل موظفي السلطة ؟!! لنقدم هدية لدولة الكيان بإستلام المقاصة منقوصة إبتهاجاً بفوز بايدن الذي وعد بعودة الدعم المالي للسلطة أثناء حملته الإنتخابية وهذا نذير بالكارثة التي ستحل على الشعب الفلسطيني الذي أصبح شعار سلطته هو المال والمال فقط فأين حقوق الشعب الفلسطيني وهل سيبقى حالنا هكذا راح المال عاد المال ونحن ندفع يومياً ثمناً باهظاً في تهويد الأرض الى أن أصبحت الضفة الغربية عبارة عن كنتونات ممزقة يفصلها عن بعض المستوطنات الإسرائيلية ..

الحل يا سلطة ويا قيادتها ليس في يد ترمب ولا بايدن !! الحل في وحدة الشعب الفلسطيني والذهاب فوراً لإنتخابات رئاسية وتشريعية وكفانا إدارة للإنقسام من خلال اللقاءات المتعددة التي كتب لها الفشل ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن نذهب لمفاوضات مباشرة مع الكيان الصهيوني وأن تكون هذه المفاوضات مفتوحة كسابقتها دون أن نوحد أنفسنا وللأسف إن واقع الحال لا يبشر بخير للقضية الفلسطينية فلا تفرحوا بقدوم بايدن فلن يأتي بايدن بمصباح سحري لحل القضية الفلسطينية وأنصحكم إذا فشلتم في الوحدة ولملمة الشعب الفلسطيني إذهبوا لبايدن لعله يصلح بينكم !!!                                

الرحمة للدكتور صائب عريقات ناضل من أجل القضية الفلسطينية ومات مدافعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني .