كشف تقرير الاستيطان الأسبوعي الذي يعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، أن حكومة الاحتلال الاسرائيلي تستغل نتائج انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة أبشع استغلال.
وبحسب التقرير، يأتي ذلك في مسعى لتكريس الضم الفعلي لمساحات واسعة من أراضي الضفة الغربية المحتلة، في وقت قياسي، مستفيدة بدعم إدارة ترمب المطلق قبل الفترة الانتقالية لهذه الخطوات قبل الاعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات الأميركية.
وأكد التقرير الذي يغطي الفترة من ( 7-11 تشرين الثاني) بهذا الخصوص، إلى أن إدارة ترمب تدعم حكومة الاحتلال بسلسلة من الخطوات في هذا الاتجاه، ومنها: الزيارة المنتظرة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع المقبل لهضبة الجولان المحتل، وعدد من المستوطنات في الضفة الغربية، وهي أول زيارة من نوعها لوزير خارجية أميركي، حيث تجري السفارة الأميركية لدى إسرائيل وجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، استعدادات مكثفة لهذه الزيارة غير المسبوقة.
وقال إن بومبيو سيقوم بزيارة مصنع نبيذ في "بساغوت"، سبق أن أنتج صاحبه دفعة خمور أطلق عليها اسم الوزير الزائر، بعد توجيهه بوقف اعتبار المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية من قبل الولايات المتحدة العام الماضي، في وقت كانت فيه المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي تطلب من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد وضع علامة خاصة على البضائع القادمة من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وفي هذا السياق، يبدو أن ترمب سيدفع إسرائيل نحو ضم جزئي لأراضي في الضفة الغربية، لبث الخلاف بين إسرائيل وإدارة الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن.
وأوضح أن كل هذا يجري في الوقت الذي تسعي فيه حكومة نتنياهو لتبيض وشرعنة وجود 1700 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، في محاولة لكسب ود المستوطنين، وهي وحدات استيطانية بنيت على الأراضي الفلسطينية، خلافا حتى لقوانين الاحتلال، الذي كان يعتبرها غير قانونية، أي من دون مصادقة سلطات الاحتلال.
ويجري الحديث هنا عن منازل جرى بناؤها للمستوطنين بانتظار تحويلها إلى "قانونية"، عبر تفعيل بند في قانون الاحتلال يسمى "بند السوق" دون أي حاجة بسن قانون جديد، ويسمح هذا البند المذكور للمستوطنين بتسجيل الأراضي المستولى عليها بسهولة".
وقد استخدمت سلطات الاحتلال هذا البند لشرعنة مبانٍ قليلة نسبيا في مستوطنات، بينها: "كريات أربع" و"بركان" و"نيلي". ويعمل هذا الفريق على قائمة تشمل المستوطنات التي سيتم "شرعنة" مبانٍ كهذه فيها، وبينها: مستوطنات "بيتار عيليت"، "موديعين عيليت"، "معاليه أدوميم"، "أريئيل"، "يتسهار"، "عطيريت"، "حلاميش"، "أدورا" و"عوتنيئيل".
وفي الوقت ذاته، بدأ ما يسمى "لوبي أرض إسرائيل" داخل الكنيست، حملة جديدة لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بشرعنة البؤر الاستيطانية قبيل دخول الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض في العشرين من شهر يناير/ كانون الثاني المقبل.
وفي هذا الصدد، قدم العشرات من أعضاء اللوبي الصهيوني استفسارات إلى وزارة جيش الاحتلال ومكتب نتيناهو بشأن هذه البؤر، وطالبوا بشرعنتها، قبيل وصول بايدن لسدة الحكم في الولايات المتحدة.
وعقد اللوبي في الأسبوعين الأخيرين عدة اجتماعات بشأن تنظيم هذه الحملة، وقام أعضاء من أحزاب مختلفة تمثل اليمين، بينها: الليكود، وشاس، ويهدوت هتوراة، بجولة في مستوطنات بالضفة الغربية لهذا الغرض على ابواب بدء لجنة الدستور في الكنيست مناقشة خاصة حول هذه القضية الثلاثاء المقبل.
وعلى الصعيد الحكومي في إسرائيل، عرضت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف خطّة بعيدة المدى لشبكة مواصلات جديدة تربط بين المستوطنات في الضفة الغربيّة المحتلة، وتتضمن الخطة مخططات للعشرين عاما المقبلة، وتشمل شوارع التفافية تصل بين المستوطنات، وعرضت ريغيف الخطة أمام رؤساء المستوطنات في الضفة الغربية والسلطات الإسرائيلية.
وتضمّ الخطة مشاريع جديدة، منها: شارع جديد يحمل رقم (80) يحوي مقاطع من شوارع قائمة الآن سيصار إلى تطويرها، وأخرى جديدة، كما ستضمّ الخطّة شوارع التفافيّة جديدة، ومنها: "التفافي حوارة"، و"التفافي بيت أمّر"، و"التفافي العروب"، بالإضافة إلى تطوير وتوسيع شارع (55) من شارع (6 ) حتى شارع (60)، فضلا عن شارع جديد يصل حاجز قلنديا بمدينة القدس، وتوسعة شارع (437) في منطقة حاجز حزما، وشارع (375) من مستوطنة "تسور هداسا" في القدس، وحتى مفرق حوسان، وتوسعة شارع (446) بين مستوطنتي "شيلات" و"موديعين"، بالإضافة إلى توسعة شارع (505) بين مستوطنتي "تبواح" و"أرئيل".
وتخطط ريغيف للبدء بهذه المشاريع على 3 مراحل: الأولى قصيرة المدى تنتهي في 2025، والثانية متوسطة المدى وتنتهي في 2035، والثالثة بعيدة المدى وتنتهي في العام 2045.
وبحسب التقرير: "على الأرض لا يفوت المستوطنون فرصة إلا ويستغلونها للسيطرة على المزيد من أراضي الفلسطينيين، حيث أقام مستوطنون بؤرة استيطانية في منطقة راس التين بقرية كفر مالك شرق مدينة رام الله، ومنعوا رعاة الأغنام والأهالي من الاقتراب من المكان، علما أن المستوطنين أقاموا في مرات سابقة بؤرة استيطانية، إلا أن الأهالي تصدوا لهم ومنعوهم من إقامتها، ويحاول المستوطنون بحماية من قوات الاحتلال هدم المدرسة في منطقة راس التين، التي أنشأت بتمويل من دول أوروبية، وذلك تمهيدا لطرد السكان البدو من المكان، فيما باشر مستوطنون بتجريف أراضٍ في جبل عبد الله شرق يانون جنوب نابلس، لتوسيع بؤرة استيطانية جديدة، وتجري عمليات التجريف بالقرب من البؤرة الاستيطانية المعروفة باسم (777)، والمقامة على أراضي فلسطينية".
كما شرع مستوطنون بإقامة بؤرة استيطانية جديدة بنصب خيام في منطقة أم خروبة غرب خربة السويدة بالأغوار الشمالية، في اطار مخططاتهم المتواصلة للاستيلاء على الأغوار.
وفي القدس، وافقت بلدية الاحتلال على بناء 108 وحدات استيطانية جديدة في ما يعرف بحي "رمات شلومو"، وهذا المخطط كان تم إيقافه في الماضي بسبب أزمة بين الحكومة الإسرائيلية، وإدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وستعمل لجنة التخطيط والبناء المحلية قريبًا على بناء مزيد من الوحدات السكنية في هذا الحي، وسط توقعات بأن يكون ذلك قبل تنصيب جو بايدن، وقرار الموافقة على الوحدات السكنية الجديدة ليس قرارًا سياسيًا، حيث أن الأعمال في الحي مستمرة منذ فترة طويلة.
وتعمل بلدية الاحتلال في القدس على دفع إجراءات للمصادقة على مخططات بناء في مستوطنات في القدس المحتلة، وذلك قبل دخول بايدن إلى البيت الأبيض، ومخططات البناء هذه ستنفذ في مستوطنات "هار حوما"، و"غفعات همتوس"، و"عطاروت".
وفي شباط/فبراير الماضي، أعلنت سلطات الاحتلال عن مناقصة لبدء أعمال بناء في مستوطنة "غفعات همتوس"، ولكن تم تأجيل نشر المناقصة ثلاث مرات، وكانت المرة الأخيرة قبل عشرة أيام.
وبررت مصادر في بلدية الاحتلال التأجيل، بسبب خلاف مع وزارة الإسكان الإسرائيلية حول تمويل بناء البنية التحتية في المستوطنة، ووقدرت المصادر نفسها أنه سيتم نشر المناقصة قبل 20 كانون الثاني/يناير المقبل، فيما تبدأ قريبا أعمال الحفر للتحضير لبناء مشروع المركبات المعلقة "التلفريك" الذي سيربط بين القدس الغربية والبلدة القديمة في القدس المحتلة، على الرغم من أن المحكمة العليا الإسرائيلية لم تصدر بعد قرارا بشأن التماس لإلغاء المشروع.
ومن المقرر أن يمتد "التلفريك" الذي خصصت له حكومة الاحتلال بالفعل 200 مليون شيقل (55.2 مليون دولار) من المجمع الثقافي "المحطة الأولى" في القدس الغربية، وبين باب المغاربة في البلدة القديمة، أقرب مدخل إلى الحائط الغربي.
وفي مدينة الخليل، تلقت جمعية استيطانية يهودية موافقة حكومية تسمح لها ببدء التخطيط لهدم سوق الجملة في قلب البلدة القديمة؛ لإقامة بؤرة استيطانية مكانه، بحجة أنه غير مستخدم منذ سنوات من قبل الفلسطينيين، وانه مقام على أنقاض بيوت يهودية بحسب ادعاءات المستوطنين.
وفيما يلي مجمل الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها "المكتب الوطني" خلال الفترة المرصودة:
الخليل
جرفت آليات الاحتلال أراضي المواطنين في قرية زنوتا ببلدة الظاهرية، لشق طريق استيطانية جديدة يربط بين المستوطنات الإسرائيلية ومسار سياحي للاحتلال، يربط بين مستوطنتي "تينا" و"شمعة" المقامتان على أراضي البلدة.
وسلمت سلطات الاحتلال اخطارا بهدم حظيرة للأغنام في خربة السيميا غرب السموع، تعود للمواطن غياض السلامين. وهدمت بركسا قيد الانشاء في منطقة الجلدة بمدينة الخليل، تعود ملكيته للمواطن عدنان المشني، وأخطرت بهدم منزلين لمحمد ربعي وأشرف العمور، وغرفة رزاعية للمواطن فضل العمور في تجمع الركيز في قرية تواني جنوب مدينة الخليل، ووقف العمل في ثلاثة آخرين في القرية، وصورت منزلين آخرين، دون تسليم أصحابهما إخطارات.
واعتدى جنود الاحتلال بالضرب على المسن محمد عبد الحميد الصليبي (77 عاما)، أثناء قطفه ثمار الزيتون في بلدة بيت أمر في أرضه القريبة من مستوطنة "بيت عين" المقامة على اراضي المواطنين جنوب غرب البلدة.
وحاول جنود الاحتلال منع المسن الصليبي من العمل في أرضه، وبعد ان رفض الانصياع لهم وأكمل قطف ثمار زيتونه، انهال عليه جنود الاحتلال بالضرب المبرح بأعقاب البنادق، واجبروه على مغادرة المكان تحت تهديد السلاح.
القدس
هدمت قوات الاحتلال، بناية قيد الإنشاء في حي الطور للمقدسي أحمد أبو الهوى، بحجة عدم الترخيص، ومغسلة مركبات في بلدة عناتا في المنطقة المحاذية لمستوطنة "بيسغات زئيف"؛ بحجة عدم الترخيص.
كما يتهدد الإخلاء القسري عائلة الصباغ في حي الشيخ جراح، بعد ان تلقت العائلة اتصالًا من المحامي مفاده صدور قرار عن محكمة الاحتلال يقضي بوقف قرار تجميد الاخلاء بحقهم، ومنحهم مهلة حتى 24 من الشهر الجاري لتنفيذ قرار الإخلاء.
وتصدى أهالي بلدة سلوان لعمليات تجريف نفذتها سلطات الاحتلال في وادي الربابة، حيث قامت آليات ما تسمى بـ "طواقم الطبيعة" باقتحام وادي الربابة في سلوان، وشرعت بعمليات تجريف في المنطقة.
ومن الجدير ذكره، أن حي وادي الربابة في بلدة سلوان مساحة أراضيه أكثر من 350 دونما مزروعة بالأشجار المثمرة وشجر الزيتون المعمر، وكلها ممتلكات خاصة لأهالي سلوان، وفيه حوالي 100 منزل ومسجد، وكلها مهددة بالإخلاء، والاستيلاء على أكثر من 100 دونم من هذه الأراضي لإقامة ما يسمى "حدائق وطنية".
بيت لحم
استولت قوات الاحتلال على قطيع من الابل في منطقة السفوح الشرقية لمحافظة بيت لحم، بحجة تواجدها في محيمة طبيعية، حيث طاردت قوات الاحتلال الجمال، بدءا من منطقة البقيعة شرق العبيدية، مرورا بالنبي موسى، وصولا الى وادي الدرجة في قرية الرشايدة، واستولت على تسعة منها، تعود للمواطنين سلامة يونس الرشايدة، ومحمد مصطفى ولايده، ونقلتها الى مركز حجز في قرية الجفتلك بمحافظة اريحا والاغوار، واشترطت لتسليمها إلى أصحابها دفع غرامة مالية بقيمة (3500) شيقل عن كل جمل، أي ما مجموعه 26 ألف شيقل.
وفي الوقت ذاته، هدمت قوات الاحتلال غرفة زراعية جنوب بيت لحم، تعود للمواطن يوسف أحمد أبو حماد في أرضه الواقعة بين قريتي جورة الشمعة ووادي النيص وبشكل مفاجئ، وذلك بدعوى عدم الترخيص، ومنزلا وجدارا استناديا في قرية الولجة شمال غرب بيت لحم، يعودان للمواطن محمد أبو الهيجا، وذلك بذريعة عدم الترخيص.
وجرفت أساسات منزل في مدينة بيت جالا غربا، بحجة عدم الترخيص يعود للمواطن نقولا عوض في منطقة "بئر عونة" شمال شرق بيت جالا، وأجبرت المزارع محمود حسن الصباح على مغادرة أرضه، عندما كان يقوم بحراثتها.
جنين
اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مزارعين أثناء عملهم بأرضهم القريبة من جدار الفصل العنصري في قرية الجلمة غرب جنين. وهم: فادي يحيى أبو فرحة، ومحمد زكريا حمدان، ومحمد ياسر شعبان.
سلفيت
واصلت جرافات الاحتلال أعمال تجريف واسعة لأراضي مواطني بلدتي قراوة بني حسان وحارس غرب سلفيت حيث قامت بتجريف 58 دونما، تعود ملكيتها لمواطنين بلدتي حارس وقراوة بني حسان من الجهة الشرقية من البلدة، من أجل توسعة مستوطنة "كريات نتافيم" المقامة على اراضي مواطني بلدات قرواة بني حسان وحارس، وأقدم مستوطن على دهس طفل فلسطيني أثناء مروره على أحد الشوارع بالقرب من مفرق قرية حارس.
الأغوار
أجرت قوات الاحتلال تدريبات عسكرية في مناطق عدة من الأغوار الشمالية، بدأت من خربة الفارسية ووادي المالح، واستخدمت خلالها المعدات الثقيلة، كما داهمت خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية، وشرعت بتصوير الخيام التي تم نصبها بمساعدة من الصليب الأحمر.
كما استولت طواقم ما تسمى "الطبيعة الإسرائيلية" على أربعة رؤوس من الأبقار تعود للمواطنين فتحي عليان دراغمة، وقدري عليان دراغمة، بعد مداهمة خربة عين الحلوة برفقة مستوطن.
رام الله
سرق مستوطنون متطرفون معدات زراعية، وألحقوا أضرارا بالممتلكات لمزارعين فلسطينيين، وقاموا بكتابة شعارات عنصرية ونجمة "دافيد" على بناية بالقرب من قرية ترمسعيا شمال شرق رام الله.
فيما أغلقت قوات الاحتلال طريقا زراعية في قرية شقبا غرب مدينة رام الله بالسواتر الترابية في المنطقة الشمالية للقرية المقابلة لقرية رنتيس، ومنعت الأهالي وأصحاب الأراضي والمزارعين من المرور من الطريق.
كما سرق مستوطنون 20 رأس غنم تعود ملكيتها للمواطن فرح إبراهيم كعابنة، وذلك على الأطراف الشرقية ل بلدة الطيبة شرق رام الله.