أكد رئيس الهيئة الشعبية العالمية لدعم قطاع غزة عصام يوسف اليوم الأحد، على أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تصر على الاستمرار في مسلسل استباحة الحقوق الفلسطينية.
وقال يوسف في تصريح صحفي ورد وكالة "خبر" نسخة عنه: "إدارة ترامب تكرس آخر مواقفها السياسية بالمزيد من خلط الأوراق وتقديم الخدمات لدولة "الأبارتهايد" الصهيونية".
وأضاف: "عبر حرف أنظار العالم عن انتهاكات وجرائم الاحتلال، وتشتيت جبهة الحركات المُناضلة سلميًا ضدها، وخنق الأصوات الحرة المنادية بمحاسبتها إزاء ما تقترفه من فظائع بحق الشعب الفلسطيني".
وأردف: "القبول بإدارة الظهر للفلسطينيين، وتبرير نهب حقوقهم وممتلكاتهم، وتسويغ سرقة أرضهم، وتصفية قضيتهم، سيكرّس بشكل نهائي منظومة اللاأخلاق واللامبادئ، في إطار التخلي عن شرعية القوانين والأعراف التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة، وإنهاءً لقواعد القانون الدولي بشكل صريح، ما يشكل عهداً جديداً للبشرية تعود فيه إلى شريعة الغاب".
وتابع: "تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأخيرة في مؤتمرٍ مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تكاد تنتمي لذهنية دولة ما قبل إعلان القوانين التي شرّعت للحريات العامة في الولايات المتحدة".
وذكر: "مضامين التصريحات لم تكن إلا سهاماً إضافية تسدد إلى ظهور الفلسطينيين، ولكل صاحب ضمير حي يدافع عن عدالة قضيتهم، إلى جانب مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية التي سعت الولايات المتحدة لإقناع العالم بتبنيها كدستور دولة، وأجندة أممية زعمت تعميمها على شعوب الأرض على مدى عشرات السنين"، مشيرًا إلى أن اعتزام بومبيو إعلان الحركة، وغيرها من الحركات، كمنظمات معادية للسامية.
ونوه إلى أن ذلك سيتسبب بمزيد من القيود على الحركة ونشطائها داخل الولايات المتحدة، "إلا أنه لن يكون بإمكانه إقناع طفل حديث الولادة بعدم قانونية عملها، وادعائه عنصريتها، في الوقت الذي تؤكد فيه الحركة "رفضها بشكل مبدئي ومتّسق جميع أشكال العنصرية، بما في ذلك العنصرية ضد اليهود".
واستحضر أن الحركة تتوخى منذ بداية انطلاقها الجانب القانوني، ومدى اتساق عملها مع القوانين الدولية، التي تشرع النضال السلمي ضد طغيان وجبروت الاحتلال، إذ "تؤكد أن اتباع نهج العقوبات والمقاطعة، يعتبر بمثابة أداة مجربة ضد أنظمة الاستبداد، في الوقت الذي يجثم فيه الاحتلال على صدر الشعب الفلسطيني، ويسلبه حريته وكرامته وأرضه".
وجاء في حديث يوسف "يختتم بومبيو زيارته للكيان المحتل بزيارة مستوطنة تقع ضمن أراضي مدينة البيرة المُصادرة في الضفة الغربية، مباركاً سرقة الأرض، وشربه النبيذ المصنع من العنب المسروق، ثم تقديمه الهدية والمكافأة للسارقين من خلال اعتزام بلاده وضع علامة على منتجات المستوطنات باعتبارها منتجات إسرائيلية، ليقوم بشكل فعلي بإضفاء الشرعية على جريمة السرقة، وتشجيع السارقين على فعلتهم، ما من شأنه أن يشكل محاولة للالتفاف على إدراك الإنسان للأخلاقيات العامة، وقلب المفاهيم التي يرتكز عليها الوعي بأبسط قواعد العدالة".
وذكر أن "تصريحات بومبيو تشير إلى حجم المأزق الأخلاقي الذي تعيشه الإدارة الأمريكية، من جانب، ومن جانب آخر نجاح الحركات السلمية المناوئة للاحتلال، وعلى رأسها حركة "مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي وسحب الاستثمارات منها (BDS) التي تنتشر فروعها في مختلف أنحاء العالم، في إيلام دولة الاحتلال من خلال التسبب بخسارات اقتصادية معتبرة لها، بعد تمكنها من إقناع شعوب وحكومات ومؤسسات بمقاطعة دولة الاحتلال اقتصادياً وأكاديمياً وفنياً ورياضياً، وغير ذلك".