كشفت صحيفة "القدس" نقلًا عن مصادر مطلعة في الإدارة الأمريكية، أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حاول إقناع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال لقائهما الذي عقد الأحد الماضي، بحضور وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، في مدينة نيوم بالسعودية، بالعمل معًا لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية لإيران على أن تشارك السعودية كحليف استراتيجي، وأن تفتح أجواءها للطيران الحربي الإسرائيلي، إلا أن ولي العهد السعودي رفض ذلك.
وأفادت المصادر، بأن موقف بن سلمان يستند إلى عدم رغبة الرياض بتوتير علاقاتها مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن قبل أسابيع من تسلمها في العشرين من يناير المقبل، خاصة أن بايدن يؤيد العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، إضافة إلى معارضة كل وكالات الأمن الأمريكية والجيش الأمريكي شن هجوم على إيران لما ينطوي عليه ذلك من تداعيات.
وأشارت إلى أن نتنياهو حاول إقناع بن سلمان بتطبيع العلاقات بين السعودية و"إسرائيل"، إلا أنه أكد على أن بلاده وبحكم مكانتها في العالمين العربي والإسلامي لا يمكنها تطبيع علاقاتها مع "إسرائيل" قبل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، واستناداً إلى مبادئ مبادرة السلام العربية، مع الأخذ بالاعتبار التغيرات التي طرأت منذ طرح المبادرة عام ٢٠٠٢ في قمة بيروت، مؤكداً على ضرورة اعتراف "إسرائيل" بحل الدولتين.
كما أوضح بن سلمان أن السعودية لا تمانع خطوات صغيرة على غرار عقد ندوات عصف فكري بمشاركة خبراء من الجانبين في كل من السعودية و"إسرائيل" وبشكل غير رسمي، شريطة أن يقدم الجانب الإسرائيلي بالمقابل تنازلات للفلسطينيين على غرار توسيع مناطق "أ" و"ب" في الضفة الغربية نظراً لحاجة الفلسطينيين لمزيد من الأراضي بسبب النمو الطبيعي.
يذكر أنّ ترامب كان متحمساً لتوجيه ضربة عسكرية لإيران بعد ظهور النتائج الاولية لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي أشارت إلى هزيمته، وجمع قادة الجيش ووكالات الأمن، وطلب طرح خيارات، إلا أنه تراجع على ضوء معارضة الجيش ووكالات الأمن بعد أن أوضح هؤلاء التداعيات الخطيرة المحتملة، بما في ذلك اندلاع حرب على نطاق واسع.