اعتبر النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس، د. عاطف عدوان، أنّ اتهام عضو اللجنة المركزية لحركة فتح روحي فتوح، بأنّ حماس هي المسؤولة عن فشل حوارات القاهرة؛ بسبب إصرارها على إجراء انتخابات متزامنة وليس متتالية، بمثابة "تبرير للفشل" الذي حدث في المباحثات؛ لأنّ حماس قدمت تنازلات كبيرة في قضايا كثيرة من أجل إتمام المصالحة.
الانتخابات المتزامنة
وقال عدوان في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ موضوع النسبة الكاملة لم يكن على أجندة حماس ولا سياساتها؛ ولكنّها وافقت عليها من أجل تحقيق المصالحة التي سَئِمَ شعبنا انتظارها"؛ لافتاً إلى أنّ استراتيجية حماس هي تحقيق الوحدة مهما كانت النتائج.
وأضاف: "لكنّ المشكلة تتجسد في وجود اختلاف بوجهات النظر بشأن الانتخابات؛ حيث جرى التوافق في بادئ الأمر على إجراء انتخابات متزامنة وهو ما أصرت عليه حماس، باعتبارها حق طبيعي للشعب الفلسطيني".
وتابع: "الأخوة في حركة فتح أرادوا إجراء انتخابات المجلس التشريعي بمفرده، لكنّ التجربة تُبيّن أنّ ذلك سيؤدي لوقف الانتخابات، وتكون فتح قد حققت أهداف معينة منذ ذلك".
وأشار إلى أنّ مطلب الانتخابات المتزامنة ليس لحماس وحدها بل كل الفصائل الفلسطينية؛ وبالتالي ما تطلبه ليس لمصلحة أشخاص وإنما مصلحة وطنية عُليا، مُردفاً: "وبذلك تُلقي فتح اللوم على حماس وأنّها بريئة من هذا الأمر".
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح روحي فتوح، قد قال مساء الإثنين: "إنّ سقفاً عالياً في التوقعات كان موجوداً بشأن إنجاز المصالحة الفلسطينية".
واستدرك فتوح في تصريحات لـ"تلفزيون فلسطين": "إنّ الاتفاق مع حركة حماس، كان بداية على إجراء انتخابات متتالية، تبدأ بالبرلمان، وخلال ستة أشهر يتم إجراء انتخابات رئاسية ومجلس وطني"، مُضيفاً: "لكنّ حماس تراجعت قبل الذهاب للقاهرة، ورفضت عملية التتالي، ونحن مع التزامن فيما يتعلق بإجراء الانتخابات".
وحدة موقف قيادة الداخل والخارج
وحول موافقة حماس الخارج على إنجاز المصالحة ورفض قيادة الداخل وفق حديث السيد روحي فتوح، نفى عدوان وجود أيّ اختلاف في المواقف السياسية بين قيادة الحركة في الداخل أو الخارج.
ونوّه إلى أنّ حماس حركة مؤسسية لا يوجد فيها رؤية لشخص واحد أو مجموعة أشخاص، وأنّ ما يتم التوافق عليه يجري في كل مؤسسات الحركة، مُبيّناً أنّ هذا الحديث غير دقيق، لأنّ حماس حركة شورية يلتزم الجميع بقراراتها ومواقفها المعلنة.
كما قال فتوح: "إنّ سبب تعطيل ملف المصالحة، ليس قيادة حماس في الخارج، بل قادة الحركة بغزّة"، مُتمنياً التغلب على هذا الخلاف.
انسياق خلف الوهم
وبالحديث عن ارتفاع سقف التوقعات بشان إنجاز ملف المصالحة بالتزامن مع نتائج الانتخابات الأمريكية، قال عدوان: "إنّ قيادة السلطة تتوقع أنّ يأخذ الرئيس الأمريكي المنتخب بايدن، موقف أقل حدة من دونالد ترمب الذي قدم وما زال كل ما لديه لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وأردف: "لكنّ الحقيقية أنّ السياسية الأمريكية لا يصنعها الرئيس، وإنما المؤسسات، وبالتالي الرهان على التغيير في السياسية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية غير مطروح على أرض الواقع".
ورأى أنّ خطوة إعادة التنسيق مع إسرائيل، تُعبر عن مكنون السياسية التي يُمثلها فريق قيادة السلطة في عهد الرئيس محمود عباس ومن ثم إعادة السفراء.
وختم عدوان حديثه، بالقول: "إنّ خطوات السلطة سابقة الذكر؛ تكاد تكون انقلاب على المصالحة وإرادة الشعب وانسياق وراء أوهام يتصورها السياسي الفلسطيني، بأنّ بايدن سيقدم له شيئ، على الرغم من أنّ الأمر مرتبط بالإدارة الأمريكية وليس الرئيس الأمريكي".