"الرسمية الفلسطينية" وحركة "السلحفاة السياسية"!

حجم الخط

 كتب حسن عصفور

 يبدو المشهد الفلسطيني في صورة ضبابية، مرتبك نسبيا، غائب الرؤية السياسية حتى تاريخه، رغم الحديث الذي لا ينتهي عن "انتصارات" من هنا أو هناك، لهذا الطرف أو ذاك، تصل أحيانا وكأن الوضع القائم يمثل "القمة الكفاحية"، مقابل "أزمة المشروع المعادي" للمشروع الوطني.

لكن الحقيقة هي أن الخمول السياسي، وفقر الرؤية السياسية هما الحاضر الأبرز للواقع القائم، رغم الهزات الكبرى التي طالت المحيط والعمق الإقليمي، لكن "الرسمية الفلسطينية" (الحديث عن الشرعية التمثيلية) تعاملت مع "الزلزال التطبيعي" و"المشروع التهويدي"، عبر "مناورات سياسية" عبر خطوات بلا روح، وكلام بلا قيمة فعلية، سواء ما تعلق بضجيج "وقف الاتصالات – العلاقات" مع أمريكا والكيان، وما رافقه من "مظهر احتفالي" لفصائل كان بعضها سعيدا جدا بالحضور بعد غياب، ثم تنازلت كليا عن دورها لمن يملك القرار والمال والسلطة العسكرية – الأمنية، لينتهي الأمر بـ "نكتة القرن" التي ستدخل التاريخ، ما يعرف بـ "أزمة الانتخابات" التتالي أم التوازي أم المشترك، مسألة كشفت "ضحالة نادرة" في كيفية صياغة "الافتراق" عبر بوابة ساذجة.

ولعل المسألة التي اثارت رد فعل بعضه سلبي، ما كان من سحب سفراء فلسطين من الإمارات والبحرين رافقها "ضجيج إعلامي" غير ذكي ولعبت أطراف عربية وإقليمية دور الممول لتعميق تلك الحملة لزرع فتنة سياسية بين فلسطين ودول عربية، نتيجته "فك ارتباط" مع البعض العربي لصالح البعض الذي لعب دورا أخطر بكثير سياسيا على فلسطين.

ومع هزيمة الرئيس الأمريكي ترامب، وفوز جو بايدن، عادت "الروح الذاتية" للرسمية الفلسطينية خاصة رئاستها، وبدأت في التسارع لتقديم بعض "أوراق حسن النوايا السياسية" من الباب الإسرائيلي، في خطوة كسرت "جرار" علاقة "الود الكاذب" مع الفصائل في الأشهر الأخيرة، وانطلقت لترسم طريقها دون حساب لحملة "الصراخ الكلامية" المستحدثة، كونها تعلم يقينا حدود القوة والتأثير لتلك الجعجعة اللغوية، بما فيها حركة حماس، رغم أنها تملك سلطة حكم في قطاع غزة.

إدارة الظهر الرسمية، وحركة فتح لـ "رفقاء الضجيج المؤقت"، هو جزء من فعل لا يبحث عن مطبات في الطريق نحو صياغة علاقة ما مع البيت الأبيض وإدارته الجديدة، بما قد يشمل "تصورا سياسيا" لن يكون ملائما لفصائل اللغو الكلامي.

ويبدو أن الفصائل بكل مسمياتها تقدم الخدمة التي تريدها حركة فتح والقيادة الرسمية للسلطة في الأشهر القادمة، وهي تحاول إعادة ترميم ذاتها سياسيا بعد أن تبعثرت في الفترة الأخيرة، عبر تصورات قد لا تكون ملائمة للفصائل الأخرى.

ورغم حركة "فك الارتباط" التي قامت بها الرسمية الفلسطينية وفصيلها المركزي فتح عن "الفصائلية"، فهي لا تزال تدور حول ذاتها تنتظر "هدايا خطوة عودة الارتباط" مع الطرف الإسرائيلي، التي بدأت مع بيان أوروبي ورباعية دولية، ما أنعش "رصيد" الرئاسة الفلسطينية في بنك المديح الكلامي، رصيد قد يعود الى درجة الإفلاس الشامل مالم يتم استثماره بما يعزز قاعدة البناء الضرورة.
أصبح من المهم أن تكسر الرئاسة الفلسطينية وفريقها الخاص، "حركة السلحفاة" التي تسير بها منذ زمن، وتعيد الاعتبار لقوة الدفع العام كي يعود الفلسطيني فاعلا في المشهد الإقليمي، الذي يتم رسمه وافق البعض ام لم يوافق، فعالم السياسية لا ينتظر من لا يملك قدرة ورؤية وحضورا.

"ما حك جلدك الوطني غير ظفرك"... قول لا يجب أن يتم نسيانه في قادم الأيام!

ملاحظة: البعض الفلسطيني لجأ لـ "الإشاعة السياسية" بديلا للروح الكفاحية...يا سادة "طريق الهمالة" لا يعالج عورات الفشل بل يزيد نشرها...صحصحوا!

تنويه خاص: افتخار أمريكا بتعيين أول وزير للأمن الداخلي من أصول كوبية يكشف أن العنصرية جينية في ذاك النظام السياسي، الذي يراه البعض نموذجه الأمثل...تبا للدونية والدونيين أينما وجدوا!