السعوديون يستخدمون إسرائيل سترة واقية إضافية في مواجهة إدارة بايدن

حجم الخط

بقلم: اليكس فيشمان

 


نفى وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان، أول من أمس، في شبكة «العربية» المنشورات حول لقاء بين رئيس الوزراء نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مدينة نيوم السعودية على شاطئ البحر الأحمر، وقال «كنت في اللقاء بين ولي العهد وبين وزير الخارجية الأميركي بومبيو. ولم يكن هناك إلا سعوديون وأميركيون. هذا لا يعني أن اللقاء بين نتنياهو وولي العهد لم يعقد، ولكن هذا يعني أن السعوديين في حرج من مجرد النشر. من المعقول جداً الافتراض بأن أحداً ما في إسرائيل خرق هنا توافقاً للإبقاء على زيارة نتنياهو في السر. لا مجال للحديث، فهذه بداية استثنائية لاقامة تطبيع بين إسرائيل والسعودية.
السياسة الإسرائيلية عفنة جداً، حيث إنه لأغراض تثبيت جدول أعمال داخلي سياسي في إسرائيل (فقط لإغاظة غانتس وغواصاته) مستعدون هنا للتضحية بخطوة سياسية مهمة. ومثلما علم كثيراً، فقد التقى إسرائيليون وسعوديون منذ سنين، بما في ذلك في المستويات السياسية، الدبلوماسية، والاستخبارية. وفي حينه كانت هناك شائعة عن لقاءات عقدها في العقد الماضي رئيس الوزراء، ايهود اولمرت، مع واحد من رؤساء الأسرة المالكة السعودية في الأردن، ولكن ليس معروفاً عقد لقاء في اي مرة بين ولي عهد ورئيس وزراء إسرائيل على الأرض السعودية.
لا ريب أن لقاء تاريخياً كهذا ما كان يمكنه أن يقع الا على خلفية العصف الذي تجتازه شبه الجزيرة العربية في السنة الأخيرة، والذي إحدى نتائجه هي «اتفاقات ابراهيم». يختلف ولي العهد السعودي وأبوه الملك بشأن العلاقة الرسمية مع إسرائيل. أما لقاء سري مع نتنياهو على الأرض السعودية فهو على ما يبدو الحبل الأطول الذي كان يمكن لولي العهد ان يتلقاه من أبيه في السياق الإسرائيلي. وهذا كثير.
في الدولتين يستعد الناس لعصر بايدن. واذا كان في إسرائيل يوجد قلق من الادارة الجديدة في واشنطن، ففي السعودية يوجد خوف حقيقي. في إسرائيل لا يفهمون كم هو الكونغرس معاد للسياسة السعودية، وولي العهد بخاصة، محمد بن سلمان، مقتنع بأن الديمقراطيين سيصفّون الحساب معه: على المس بحقوق الانسان، على ذبح المدنيين في اليمن، على قضية خاشقجي، على الازمة مع قطر وغيرها. ابن سلمان مقتنع بان الـ «سي.اي.ايه» تعتزم تصفيته، سياسياً على الاقل، وإعادة ولي العهد المحبوب لديها، الامير محمد بن نايف، الذي أبقاه ابن سلمان قيد الاقامة الجبرية، بعد أن سحب منه لقب ولي العهد في حزيران 2017.
اثناء حملته تحدث الرئيس المنتخب بايدن بتعابير «إعادة التقويم» للعلاقات الأميركية – السعودية، وهو تلميح إلى ان ادارة بايدن ستتحاسب مع السعودية على سلوكها في السنوات الاربع الاخيرة في ظل ادارة ترامب. كما أن المرشح لمنصب وزير خارجيته، طوني بلينكن، الذي غرد، هذا الأسبوع، ضد اعتقال ثلاثة نشطاء حقوق إنسان في مصر، اشار الى أجندة الادارة وقصد السعودية أيضاً.
مثل السعوديين، إسرائيل هي الأخرى تسعى لتكون مؤثرة في موقف الادارة في المفاوضات المرتقبة مع ايران. وللتعاون والتنسيق بين إسرائيل والسعودية في المسألة الايرانية يوجد وزن يمكنه ان يلزم إدارة بايدن بأن تأخذهما بالحسبان. من المعقول الافتراض بان إمكانية أن تهاجم الولايات المتحدة المنشآت النووية في ايران، كما نشر في «نيويورك تايمز»، طرح في اللقاء بحضور عبدالله الثالث، وبومبيو، الذي يدفع بنشاط نحو الاعتراف الرسمي بين الطرفين.
مع كل الاحترام للمسألة الايرانية والتطبيع، من المشكوك  فيه أن يكون هذا اللقاء سيعقد لو لم يشعر السعوديون بالحاجة الى تجنيد إسرائيل كسترة واقية اضافية في وجه ادارة معادية في واشنطن. والآن ينبغي الأمل ألا يحطم هذا التسريب ما بدأ يبنى منذ الآن.

عن «يديعوت»