حالة التشوّش التي يعيشها «د»!

_صحافة إسرائيلية
حجم الخط

22 تشرين الأول 2015

بقلم: ايتان فنسكي
يجلس «د» في محل شاورما عيزرا في المحطة المركزية في بئر السبع، وهو مشوش. في ليل يوم الاحد ضرب المخرب بالكرسي على رأسه، وفي يوم الاثنين صباحا يقولون إنه شارك في قتل انسان بريء. مثل رمشة عين سقط «د» من أعلى السطح الى الهاوية. وهو يقول بأسف: «إما وسام أو اتهام»، ويسأل نفسه كيف أن تحقيق الشرطة قد حل محل الاعجاب والهالة.
اليكم التفاصيل: في الاسابيع الاخيرة صبت الجموع الغفيرة غضبها على العرب الذين هاجموا الاسرائيليين بأدوات مختلفة، وأول أمس، فعل الجمهور الغاضب نفس الشيء وقتل هبطوم زهروم، طالب اللجوء من اريتيريا. من الافعال الاولى فرح الجمهور المنفعل، لكنه غضب فيما بعد من هذا الفعل الاخير. عندما فعلوا ذلك بالمخربين العرب جاء المديح من كل صوب، وعندما تم الامر بحق الاريتيري – تم فتح التحقيق. وقد حث المستشار القانوني للحكومة الشرطة على السير في التحقيق حتى النهاية وطلب الحصول على التقارير اليومية حول ذلك؛ ورئيس الحكومة أبدى غضبه في وسائل الاعلام وطلب من المواطنين عدم أخذ القانون في أيديهم. وطلب وزير الدفاع محاكمة المهاجمين. ويتبين شيئا فشيئا أن هذه الحادثة خطيرة في نظر قادة الشعب.
لماذا أنت مشوش يا «د» من محل الشاورما؟ توجد هنا ملاءمة كاملة – الفرح مقابل المديح، والأسف مقابل التحقيق.
لكن قد لا يكون هناك حل لتشوش «د»، فأعمال «د» وشركائه الكثيرين، واعمال الجموع في الاحداث الاخرى، هو نفس الشيء. الهجوم على المخرب بعد أن أصبح لا يشكل خطرا. الهجوم على الاريتيري هو مشابه حيث تغيب الاخلاق. ومع ذلك الحالتان صالحتان قانونيا – هذا على الأقل ما يُسمع مؤخرا من قبل المسؤولين عن القانون ومن اقوال المُشرعين. إلا أن أحدا من فوق قد أمر، لاسباب غير معروفة، أن يتم التحقيق في الحادثة الاخيرة – وكأن الحديث عن عمل غير قانوني، وكأنه محظور الحاق الضرر بالمخرب وهو مُحيد. وماذا لو تبين أنه ليس مخربا؟ هذا لم يعد مهما. الجنود الذين قتلوا الاطفال بالخطأ على شاطئ غزة لم تتم محاكمتهم لأن هذه لم تكن نيتهم – وفي بئر السبع كانت النوايا حسنة، أليس كذلك؟.
اذا لماذا تشوش الناس هناك فوق وطلبوا التحقيق؟ يبدو أنه لا يجب علي كتابة السبب.
«د» الغالي، لا تخف. لست أنت المشوش بل هم. هم الذين أرسلوك وأرسلوا أمثالك. والآن سيلقون بك في جهنم للتكفير عن افعال أبناء اسرائيل السيئة.

عن «هآرتس»