كشف مصدر مُطّلع من المقاومة الفلسطينية بغزةّ لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، أنّ المقاومة سبق وأحبطت محاولة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لتعطيل جزء من شبكة اتصالاتها في القطاع، وتمكنت من اعتقال شخصين على علاقة بتلك الحادثة.
وأشار خلال تقرير نشرته الصحيفة اليوم الثلاثاء، إلى أنّه في ظل تطوّر القدرات التقنية والأمنية لدى أجهزة أمن المقاومة، بات العمل الأمني للاحتلال أكثر صعوبة داخل القطاع، لكن الوحدات التقنية كشفت تطويراً إسرائيلياً جديداً في وسائل التواصل؛ إذ لجأ العدو إلى أساليب مبتكرة للتواصل مع عملائه عبر تطبيقات مزيّفة تحمل واجهات تُشبه تطبيقات شهيرة مثل "يوتيوب" تُنصَّب على الهواتف الحديثة وتوفّر خاصية اتّصال مشفّر بين ضباط المخابرات وعملاء الاحتلال.
وأوضح أنّ المقاومة تتحسب لنية العدو تنفيذ أعمال أمنية في غزة تهدف إلى الإضرار بقدرات المقاومة وقادتها ومهندسيها، كتلك التي حدثت في 2019 وجرى خلالها كشف قوة عسكرية دخلت متخفّية ومهاجمتها.
وتأتي هذه الاستعدادات والتنبيهات بعد ورود إشارات أمنية إلى إمكانية تنفيذ عمل أمني جرّاء عجز التحرّكات العسكرية المحدودة، وذلك كي يحقّق المستوى السياسي صورة الانتصار من دون أن يجلب ردّاً واسعاً من المقاومة.
وهذه التقديرات تَعزّزت بعد تمكّن أجهزة أمن المقاومة من كشف وإحباط محاولات لزرع أجهزة تجسّس على عدد من قادة المقاومة، إضافة إلى شخصيات عاملة في تطوير قدراتها العسكرية والفنية، وهي محاولات استغلّت أجهزة العدو الانشغال بمتابعة الحالة الوبائية بفعل فيروس كورونا المستجدّ لتنفيذها.
وكان آخر كشف عن عملية أمنية يعود إلى مطلع آب/ أغسطس الماضي، حين تمكّن الجهاز الأمني لـ"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، من تنفيذ عملية معقّدة تَمثّلت في أكبر وأطول اختراق لأجهزة أمن الاحتلال على مدار أربع سنوات متتالية، تَمكّنت خلالها من توثيق مراحل اتصال ضّباط إسرائيليين ومجنّدين فلسطينيين مزدوجين، وقد حَقّق ذلك فائدة كبيرة في تحديد الثغرات في تجنيد العملاء.
وقبلها بشهر، أعلنت وزارة الداخلية "اعتقال خلية تخريبية مُوجّهة من الاحتلال خلال قيامها بعمل ضدّ المقاومة"، فيما نقلت مصادر آنذاك كشف الأجهزة الأمنية "مخطّطاً خطيراً لمخابرات الاحتلال تحت غطاء خلايا تتبع لداعش يهدف إلى توجيه ضربات أمنية خطيرة إلى المنظومتين الحكومية والعسكرية في غزة".