أعرب مدير المكتب الاعلامي الحكومي في غزة أ. سلامة معروف عن أسفه لما تقوم به بعض وسائل الاعلام المحلية من تغطية للأحداث الانتفاضة بتبني الرواية "العبرية" في نشر الأخبار دون الاستناد إلى الرواية الفلسطينية في ذلك, مشددا بقوله:" لا نريد أن نكون أداة من أدوات الدعاية الاسرائيلية".
وأكد معروف خلال لقاء حضره عدد من الاعلاميين (دور الاعلام المحلي في تغطية أحداث انتفاضة القدس) أن وسائل الاعلام الفلسطيني أثبتت أنها على قدر المسئولية في تغطية أحداث الانتفاضة أولاً بأول, مشيرا إلى أن هناك بعض الخلل الراجع إلى "حسن النوايا, وضغط العمل, والسرعة في نقل الاخبار" والتي ينتج عنها ضرر للقضية الوطنية وأهمها:
_ اختفاء الصيغة الانسانية عن الأحداث وتسليط الضوء على الحدث فقط دون التركيز على الشهيد نفسه وحياته, فالتغطية في الجانب الانساني تؤثر بشكل أكبر في الرأي العالمي.
_ الاشكالية الأزلية "أيهما أولى : المصداقية أم السبق الصحفي! فالوقوع في فخ السبق الصحفي على حساب المصداقية أصبح هو السائد حاليا.
_ جزء كبير من الاعلاميين يتخذ وسائل الاعلام الاجتماعي مصدر للمعلومات, مما يجعل الكثير من الأخبار والروايات كاذبة يتم نفيها فيما بعد.
_ التسميات الاسرائيلية لمناطق الأحداث, علينا أن نثبت العنوان والمسمى الفلسطيني وعدم استخدام المسميات الاسرائيلية.
_ تبني الفصائل الفلسطينية للشهداء, يجب علينا أولا التثبت من قبل الفصيل ثم بعد ذلك النشر ولا نؤكد الرواية الاسرائيلية في ذلك.
_ صورة الشهيد كما ينشرها الاحتلال لا يجب أن تؤخذ كما هي بل علينا أن نأخذ بعين الاعتبار كرامة الشهيد وأهله.
وأضاف معروف أن الاحتلال يهدف إلى تحريك البوصلة إلى قطاع غزة من خلال جرها بالأحداث باستهداف الشباب على حدود القطاع, ولهذا على الاعلام المحلي أن لا يقع في خطأ تنحرف الأنظار إلى غزة من خلال تضخيم الأحداث باعتبار غزة " جاذبة اعلامية" , ليفعل الاحتلال ما يريده في الضفة.
مؤكداً بقوله :"لن يسمح لأحد أن يستفرد بغزة دون الضفة, أو بالضفة دون غزة, ولن نجعل لغزة عنوان لهذه الانتفاضة وبالتالي تخمد الأحداث في الضفة".
فيما أشار الناطق باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة أن الخطأ الذي يقع فيها اعلامنا وصف ما يحدث بالمواجهة في حين أن هذا المصطلح قد يكون خطأ ويكون فقط هي عملية احتجاج لما يحدث في الضفة بمظهر سلمي لشعب أعزل.
وأضاف القدرة أن تبني الرواية الاسرائيلية يثير تعاطف العالم مع الاحتلال قائلا:" لو أنني لست فلسطينياً لأشفقت على اليهود", وأردف :"نحن أمام العالم شعب أعزل علينا أن نركز على ذلك, وعلينا أن نركز على الجانب الانساني في الاحداث".
وتطرق القدرة إلى المصطلحات المستخدمة إعلاميا بتأكيده على جعلها موحدة وعدم اعتماد المصطلحات الاسرائيلية, داعياً وسائل الاعلام إلى التأكد من المعلومات من قبل وزارة الصحة قبل نشرها.
على الصعيد ذاته أشار المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم إلى افتقار الاعلام المحلي لرواية موحدة ندافع بها عن أنفسنا فنحن نبرر أفعال الاحتلال من خلال نشر رواياته.
وأوضح البزم أن هناك بعض وسائل الاعلام تفضل الرواية الاسرائيلية حتى في حضور الرواية الفلسطينية بدعوى المصداقية الاكثر وبهذا نعزز من رواية الاحتلال.
ودعا الاعلاميين إلى اعتماد الرواية الفلسطينية وعدم الالتفات إلى الرواية الاسرائيلية واثارة البلبلة والقلق في الشارع الفلسطيني.
فيما لفت الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة أن الاعلام الغربي نجح في اثارة الرأي العام دون أن ينشر صورة واحدة لقتيل منهم في أي حدث كان, منوهاً :" كل هذه الصور التي تنشر لا أحد يريد أن يشاهدها".
وأكد أبو حسنة أن المطلوب من اعلامنا هو "أنسنة الرواية الفلسطينية باعتماد الجانب الانساني, مشيراً بقوله :" 90% من الشهداء على حدود غزة من المهدمة منازلهم خلال الحرب, وبذلك علينا أن نسوق للعالم العامل الإنساني, أن شبابنا فقد الأمل بالحياة".
وختم بقوله مفهوم الضحية هو ما يتقبله العالم, ولهذا علينا أن نشير إلى عمليات الطعن بأنها زعم وليست بطولة".