تـفـنـيـد أكـاذيـب نـتـنيـاهـو حول الحاج أمين الحسيني

5627524bbbd432013-11-10T202310Z_1_CBRE9A91KND00_RTROPTP_4_IRAN-NUCLEAR-ISRAEL_1445417546
حجم الخط

23 تشرين الأول 2015


بقلم: نوح كليغر

ثمة قول لاتيني يقول ان الخطأ فعل بشري. الانسان يخطئ، يقول أموراً ليست صحيحة. لا بأس، يحصل. ولكن الاصرار القول ومواصلة الخطأ فعل شيطاني.
الخطأ الذي ارتكبه رئيس الوزراء، الصلاثاء الماضي، شرير بل فظ وسخيف. فلو أخطأ بشأن عهد القيصر نيرو أو عهد فيرسنغتوركس، فليكن. ولكن نتنياهو لم يخطئ في شيء حصل قبل ألفي سنة، بل في احداث وقعت قبل سبعين سنة بالاجمال. يوجد اليوم في العالم المئات ان لم يكن آلاف الخبراء في هذا العصر. والخطأ في مثل هذا الامر هو غباء ونذالة.
لقد تربى نتنياهو وتعلم في بيت أحد البروفيسوريين الكبار والمقدرين في عالم التاريخ. ومع مثل هذا الماضي ما كان ليسمح لنفسه ان يقول الترهات التي قالها. فكل طالب مبتدئ تعلم تاريخ الحرب العالمية الثانية يعرف أن هتلر وحزبه قد أدرجا منذ برنامجهما الانتخابي تصفية اليهود. وفي سيرته الذاتية "كفاحي" الذي كتبه في العام 1923 في سجنه في مدينة ليندسبرغ، شرح هتلر بالتفصيل خططه للمستقبل وذكر بانه يجب تصفية اليهود. ومع أنه لم يفصل كيف ينبغي عمل ذلك بالضبط ولكنه بالتأكي وصف الامكانيات. ومنذ 1935 أقام رجال هتلر معسكر التركيز الاول، وأقيم معسكر الابادة الاول في 1941.
 كيف يمكن لرئيس وزراء اسرائيل ان يدعي بان الحاج أمين الحسيني هو الذي اقترح عليه حرق اليهود، اذا كان في الوقت الذي التقيا فيه قد ذبح وصفّى في المانيا وفي اوروبا المحتلة أكثر من مليون يهودي؟
 ليس ثمة شك بأن مفتي القدس أثنى ومجد هتلر على أفعاله، ولكن من الواضح ايضا انه لم يكن هو الذي اخترع الطريقة. صحيح أيضا ان الحسيني نظم وأقام وحدات أس.أس اسلامية قاتلت الى جانب القوات الالمانية، ولكنه ليس هو الذي اخترع "الابتكار" بل ركب على موجته فقط.
لا افهم أي شيطان دخل في نتنياهو عندما أطلق هذه الترهات عشية سفره الى المانيا. ما الذي أراد تحقيقه بالضبط؟ أن يثبت للألمان بأن العرب أرادوا منذ الازل تصفية اليهود، حتى قبل أن يكون هنا احتلال؟ هل يوجد اليوم في المانيا مثقفون أو سياسيون ليسوا واعين لذلك ولحقيقة أنه في هذه الايام تجري موجة "ارهاب" ضد اليهود؟ ألأجل هذا يحتاج الى تلفيق أكاذيب تاريخية؟ غريب. غريب جدا.

عن "يديعوت"