تهميش لشخصية بفكر سياسي مميز

قيادي فتحاوي لـ"خبر": ردود الفعل على استقالة عشراوي عاطفية وما جرى معها سياسة عامة للحكم

عشراوي
حجم الخط

القدس المحتلة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني، إنّ ردود الفعل التي رافقت استقالة الدكتورة حنان عشراوي من منظمة التحرير الفلسطينية "عاطفية"، لافتاً إلى أنّه لم يتم التعامل معها بطريقة جدية؛ لعلاج الأسباب التي أدت لاستقالتها وأهمها طريقة العمل والنظام السياسي بتهميش أعلى " شرعية" في النظام السياسي الفلسطيني وهي منظمة التحرير.

خطوة احتجاجية

وأضاف دلياني في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّه لم يُنظر للاستقالة على أنها خطوة احتجاجية؛ وبالتالي التعامل على ما تحتج عليه؛ وإنما تم النظر لها بطريقة عاطفية بحتة وأصبحت تقليد في السياسة الفلسطينية".

وفي تفاصيل استقالة الدكتورة عشراوي، قال دلياني: "إنّ الاستقالة كانت مفاجأة وقرار الرئيس محمود عباس تأجيل النظر في الموضوع لحين انعقاد المجلس المركزي غير منطقي؛ لأنّ الدكتورة ذكرت في كتاب استقالتها أنّها تود إنهاء أعمالها مع نهاية العام؛ باتفاق مع الرئيس".

وتابع: "الأكثر غرابة، بعد خروج الدكتورة عشراوي ببيان يُوضح الأمور بعد الكثير من الشائعات في الشأن ذاته، قرر الرئيس تعديل قراره المكتوب وقبول الاستقالة على الفور".

اتخاذ قرارت والتراجع عنها

وأوضح: "استقالة الدكتورة عشراوي تُوضح أسلوب الحكم القائم على اتخاذ قرارات غير مفهومة والعودة عنها، مثل التنسيق الأمني الذي تم إيقافه بسبب حجر أموال الشهداء والأسرى من المقاصة، وبعد ذلك التراجع عن القرار مع إبقاء إسرائيل على قراراتها بشأن احتجاز أموال الأسرى والشهداء".

وأردف: "كذلك قطع العلاقات مع الولايات المتحدة عندما أعلن الرئيس دونالد ترمب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، والآن تعود العلاقات مع إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، دون عودة الولايات المتحدة عن قرارها؛ ما يعني خسارة سياسية كبيرة على الأرض للفلسطينيين".

واستدرك: "العودة عن قرارات اُعتبرت بطولية وبدون أيّ مكسب، يعتبر خسارة وليس نضالاَ"؛ مُشيراً إلى أنّ ما جرى حول استقالة الدكتورة حنان عشراوي يُمثل سياسة عامة.

تهميش عشرواي

وتوقع دلياني أنّ تمر استقالة الدكتورة حنان عشراوي مرور الكرام، مُؤكّداً في ذات الوقت على أنّه لم يتم توظيف إمكانياتها بالشكل الصحيح؛ لخدمة القضية.

وشدّد على أنّه تم تهميش الدكتورة عشراوي كونها شخصية تتمتع "بفكر سياسي" مميز وهذا ليس مطلوبًا "وفق حديثه"؛ لأنّ المطلوب أشخاص تقول نعم، مُستدركاً: "من يناقش حتى ولم يقل لا، يتم تهمشيه، وإنّ قال لا يتم طرده".

أما عن إحتمالية تجديد الدماء داخل اللجنة التنفيذية في ضوء استقالة الدكتورة عشراوي؛ استبعد دلياني ذلك، قائلاً: "لا أتوقع من مجموعة تم تهميشها على مدار السنين الماضية وهي أعلى مرجعية تُمثل الشعب الفلسطيني؛ وبالتالي لن يقبل أنّ يكون عضوًا في لجنة من المفترض أنّها تقود الشعب بأنّ تُصبح شكلية".

وختم دلياني حديثه، بالقول: "أستبعد أنّ يحذو حذوها أيّ من أعضاء اللجنة التنفيذية؛ لأنّهم قبلوا التهميش لسنوات طويلة"، مُردفاً: "الكثير منهم ممثلين لفصائل تأخذ موازناتها بتوقيع من الرئيس ولن يجرؤوا على الاحتجاج؛ لكنّ الفصائل تقول كلمة حق؛ أما من يُمثلها في اللجنة التنفيذية يصمت عنه".