أكّد رئيس الوزراء الفلسطيني، وزير الداخلية، د. محمد اشتية، على أنّ فلسطين تعيش مفصلًا سياسيًا واقتصاديًا وصحيًا جديدًا بخاصة في ظل وباء فيروس "كورونا"، والمتغيرات والتحوّلات الجديدة في العالم العربي، واتجاه عدّة دول للتطبيع مع الاحتلال.
جاء ذلك خلال حفل تخريج دورة كبار الضباط الثامنة عشرة، اليوم الأحد، في مقر هيئة التدريب العسكري بأريحا، بحضور محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل، ورئيس هيئة التدريب العسكري اللواء يوسف الحلو، وعدد من قادة وممثلي المؤسسة الأمنية والشركاء الدوليين، حيث نقل رئيس الوزراء تحيات وتهاني الرئيس محمود عباس للخريجين.
وقال اشتية: "إنّ المؤسسة الأمنية عنوانها الانتماء الوطني وعقيدتها راسخة، وولاؤنا للمؤسسة والوطن، وغير مسموح لأي كان أن يحفر في سفينة الوطن، وسنبقى أوفياء لدماء الشهداء والأسرى، ونحن شعب تحت الاحتلال يتعامل مع محتل، وسنعمل كل ما هو ممكن للخلاص من الاحتلال".
وأضاف: "يجب أن يكون التدريب في المؤسسة الأمنية قائمًا على ما نحتاج وليس ما يعرض علينا"، داعيًا إلى الاستفادة من الأوراق البحثية للخريجين لما تشكله هذه الأوراق من أهمية ويكون الجهد مفيدًا.
وشدّد على أهمية تعزيز الانتماء الوطني لدى الكادر الأمني الفلسطيني وعند الكل الفلسطيني، حتى يتداخل العمل الحركي والمجتمعي والأمني، داعيًا إلى ضرورة خلق روح الإبداع لدى الكادر الأمني من خلال أفكار جديدة.
وتابع: "عندما نوازن بين الصحة والاقتصاد، نتحيز للصحة، لأنّ الأولوية هي لسلامة شعبنا وأمنه، والحكومة المتضرر الأكبر من أي إغلاق، ورغم الأزمة الاقتصادية والمالية إلا أنّ نسبة البطالة لم ترتفع إلا بشكل بسيط في الضفة الغربية، بينما ارتفعت بشكل كبير في قطاع غزة".
واستطرد: "حريصون كل الحرص على أن نتحيز لصحة الإنسان، وسنبقى نعمل كل ما هو ممكن للحفاظ على أرواح المواطنين، وعندما تكون مؤشرات الصحة مقلقة في أي مكان نغلقه، فنحن دولة قانون ولن نتهاون في هذا الموضوع، ولن نسمح بأي تجاوز، ونحيي الأجهزة الأمنية التي تنفذ أي قرار على الأرض".
وذكر أنّ فلسطين تعيش مفصلًا سياسيًا واقتصاديًا وصحيًا جديدًا، ومتغيرات عديدة، آملًا أنّ تكون هذه المتغيرات محتكمة للشرعية والقانون الدوليين، وحق الشعب الفلسطين في تقرير مصيره بما في ذلك إقامة دولته المستقلة والتحرر من الاحتلال.
ولفت إلى وجود تحولات جديدة في العالم العربي، معلّقًا بالقول: "المشكلة في التطبيع العربي مع "إسرائيل" ليست معنا فقط، بل هي خرق لقرارات القمم العربية والجامعة العربية، وإعطاء نتنياهو فرصة بأن يكون الحل "السلام مقابل السلام"، وليس "الأرض مقابل السلام"، ونحن لا نريد لـ"إسرائيل" استخدام مظلة التطبيع لتكثيف الاستيطان".