حول التطعيمات: إسرائيل والضفة وغزة كيان وبائي واحد

حجم الخط

بقلم: آفي دبوش

 


يمن أن يرى المرء من سديروت جيدا جارنا من الغرب، قطاع غزة. لا حاجة لنظريات معقدة كي نفهم انه في خان يونس يعطس غزي في السوق، فنشعر بالجراثيم عندنا ايضا. مدير عام وزارة الصحة السابق، موشيه بار سيمان توف قال في الكنيست في بداية أزمة كورونا، ان «الضفة الغربية، قطاع غزة واسرائيل هي وحدة وبائية واحدة».
اذا كان بار سيمان توف محقا فإننا وضعنا جميعنا يبعث على قلق حقيقي. فالإصابة في مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة وفي غزة ارتفعت في الأسابيع الأخيرة. وقفز معدل الفحوصات الإيجابية الى 30%. ويبلغ عدد فحوصات كورونا التي تجرى في الضفة وفي قطاع غزة نحو 2.500 فحص في اليوم. ونسبة الفحوصات حسب المواطن هناك تبلغ نحو 12 فحصا لكل 100 مواطن. ولغرض المقارنة، اجري في اسرائيل اكثر من 58 فحصا لكل 100 مواطن. خمسة اضعاف تقريبا. اما القدرة على معالجة مرضى كورونا فأدنى بكثير، ولا سيما في غزة. ثمة هناك اقل من 200 جهاز تنفس، معظمها قيد الاستخدام. في اسرائيل توجد آلاف الأجهزة، المعطلة، بلا استخدام وآلاف اجهزة اخرى تشق طريقها الى ذلك فيما يعتبر قصور استثمار زائدا سيضيع هباء.
اذا كان يوجد هنا أمل في أن الحديث يدور عن السطر الأخير في أزمة كورونا، وان حملة التطعيمات التي بدأت ستؤدي الى العودة الى الحياة الطبيعية في محيط الفصح، ففي مناطق السلطة يختلف الوضع. والسبب بسيط: صحيح حتى هذه اللحظة، لم تشتر السلطات في رام الله وفي غزة التطعيمات، وبينما توجد حالات جس نبض لشراء التطعيمات من قبل وزارة الصحة للسلطة الفلسطينية في الضفة، فإن الوضع في غزة أخطر بكثير.
ويعد هذا خطرا فوريا علينا جميعا. سواء في المساهمة في انتشار الوباء أم في خطر الانهيار الإنساني في غزة. في القطاع الأكثر اكتظاظا في العالم تحطم ارقام قياسية في البطالة تصل منذ الآن الى 70%. يمكن للوباء أن يأتي إلينا فيجلب مشكلة أمنية وسياسية على نطاقات لم نشهدها من قبل. ولا يمكن للحل أن يكون مواصلة تشديد الإغلاق، مثلما تبين معطيات منظمة «غيشا»، والتي تظهر ان الخروج من غزة في تشرين الثاني الماضي هبط بـ 69% مقارنة بشهر تشرين الثاني من العام الماضي.
ان سياسة الحصار على غزة، التي تتواصل منذ 2007 تجعلنا مسؤولين عن مصيرنا ومصيرهم. والسلبية الأخلاقية حيال غزة لا تكفي. يجب أن يكون تدخل صارم كي نسمح بمعالجة طبية، وبالأساس تطعيمات. وسواء بشكل مباشر، من جانبنا أم من خلال دول وسطى. اسرائيل تنقل الى غزة دولارات من قطر. جدير وملح أكثر من ذلك نقل اجهزة تنفس، عتاد ومستلزمات للطواقم الطبية وبالأساس: ملايين التطعيمات. السكان في غزة، نصفهم اطفال دون سن 18، لن يصمدوا دون مساعدة. وسرعان ما نتلقى نحن أثر هذا هنا.
ليس هذا وجع رأس في اسرائيل فقط. في العالم يوجد فوارق شاسعة بين الدول، تنكشف بشكل صادم في الأزمة الحالية. والدول الفقيرة الـ70 في العالم لم تنجح في شراء التطعيم لمعظم سكانها حتى نهاية 2021. بمعنى أنه بينما يوجد لإسرائيل ولدول اخرى قائد كبير من التطعيمات للفرد للأشهر القادمة، ثمة من لن يرى تطعيما واحدا لسنة الى الأمام.
في كل ما يتعلق بغزة وبالضفة ليس هذا أمرا أخلاقيا فقط. هذا فهم في أننا كلنا نسيج وبائي واحد في المنطقة وهي مصلحة عليا للدولة الاسرائيلية وللإسرائيليين.

عن «إسرائيل اليوم»