الصفقة مع "حماس": محظور تكرار سابقة شاليت

حجم الخط

بقلم: بن - درور يميني

 


في اليوم الذي نفذت فيه صفقة جلعاد شاليت و1.028 مخربا، الكثيرون منهم مع دم على الأيدي، خرجوا الى الحرية، تلقيت رسالة من مقاتل الوحدة البحرية. كان غاضبا. اعتقد أن هذا عار. «إذا ما أصل لا سمح الله الى وضع تختطفني فيه منظمة إرهابية، رجائي لكم: لا تعقدوا التظاهرات او المقابلات الصحافية ولا ترووا كم يؤلمكم الأمر، لا تنتجوا احتفالات ومهرجانات على اسمي. كل تاجر مبتدئ يعرف – ليس هكذا تخفض الأسعار... لا أريد أن يعرف العالم كله من أنا وما هو اسمي، في الوقت الذي لا يتذكر احد كيف يدعى الجندي الذي قتل الى جانبي... لست مستعدا لأن تصبح الفكرة لتحريري قدوة يحظر بعدها التفكير. لا أريد أن يكم الفاه لكل من يتجرأ على التفكير بشكل مختلف. لا أريد أن تستخدمني وسائل الإعلام كي ترفع مستوى التغطية، لا أريد أن ينتج المغنون عني أغنية كي يحسنوا نتائجهم في (غوغل)... لا تصنعوا شعارا من صورتي، لا تضيفوا وجهي الى صورتكم على الفيسبوك، ولا تصنعوا من ظلالي شعارا. لا تستأجروا مكتب إعلانات كي تصمموا الرأي العام ورأي أصحاب القرار، لا تقيموا فريق إبداع، فريق تسويق، لا تقيموا قيادة ولا تعقدوا جلسات عمل مع ضيافة وعروض. لا تجروا (عصف أدمغة) ولا تنتجوا انجرافا جماهيريا... لا أريد أن تعد الأيام التي امكث فيها، ولا تصدروا شارات وإعلاما وربطات عنق وقمصانا... فهذا يخفض احتمالي بان أخرج، هذا ينثر الرمل في عيون أصحاب القرار. انا لست برنامجا تلفزيونيا: لا اريد أن تأتوا لتلتقط لكم الصور مع أبي على سبيل الذكرى في الوقت الذين يتحرر فيه آلاف القتلة من أجلي. لا أريد أن ترفعوا علم «أزرق ــــ أبيض» في الوقت الذي يرفرف فيه في الهواء علم ابيض».
نشرت الرسالة بكاملها، في حينه في 2011، بعد أن تأكدت من أن جنديا من لحم ودم من الوحدة البحرية كتبها. كان هذا أليما لأنه تنبأ أيضا بالمستقبل كنتيجة للتحرير الجماعي. فقد كتب في حينه يقول، «لا أريد أن تسمى الانتفاضة التالية على اسمي». ولكن قتلى كنتيجة للتحرير الجماعي كان بل وكان جدا.
أشعر أنني مضطر بعض الشيء لأن أعود الى موضوع سبق أن تناولته قبل بضعة ايام فقط، لأن ثمة من يسعى لأن يشطب الموضوع عن جدول الأعمال. وهذا يتضمن أناسا يتألمون. فقد وقفوا مؤخرا ضد النائب تسفي هاوزر، رئيس لجنة الخارجية والأمن الذي «طالب بالاستبعاد التام للسجناء الأمنيين. صحيح أن نتوقع من منتخبي الجمهور – وبالتأكيد أولئك الذين ينشغلون بمسائل أمنية – ان يبدوا زعامة وان يمتنعوا عن تصريحات غير دقيقة وفيها ما يخلق تشوشا في الجمهور بل وشللا في اتخاذ القرارات المناسبة واللازمة».
فليغفر لي أولئك الذين يبدؤون منذ الآن، الحملة من أجل التحرير الجماعي للمخربين، مقابل اثنين اجتازا الحدود بإرادتهما الى القطاع ونأمل أن يكونا لا يزالان على قيد الحياة، وجثماني مقاتلين آخرين. نحن لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بحملة اخرى من طرف واحد مثلما سبق أن حصل في حالة جلعاد شاليت. نحن ملزمون بأن ننصت جيدا للمقاتل الذي فضل ان يكون مجهولا. نحن ملزمون لأنفسنا بالحساب، بما في ذلك – أن نذكر ونتذكر بأن اسرائيليين قتلوا على ايدي محرري الصفقة. كتبت يوم الجمعة بأنه قتل عشرة. فتلقيت ردود فعل غاضبة في أنه قتل أكثر. إذاً، نعم، نحن ملزمون لأنفسنا بهذا الحساب، كي لا نضطر له مرة اخرى وكي لا نحصي مرة اخرى الجثامين التي من شأنها ان تلقى لنا امام العيون. ويوجد هم آخر: لأنه يحتمل أن نكون ندخل الى معركة انتخابات اخرى، بكل مفاسدها، ويحتمل أنه على خلفية استئناف المحادثات مع «حماس»، من شأن صفقة تبادل أن تكون جذابة على نحو خاص. فنحن رحيمون ابناء رحيمين. فليس مهما ما يكون الثمن، عشرات المخربين او المئات، مرة اخرى ستكون لنا احتفالات لا تتوقف بالبث الحي والمباشر، ومرة اخرى سنرى العائلات تدمع، ومشكوك أن تبقى عيون كثيرة جافة.
إذاً، الآن، وربما، الآن، بالذات، ينبغي أن نحذر من صفقة اخرى كلها عار. الآن، ينبغي أن نذكر رسالة مقاتل الوحدة البحرية الذي يمثل مقاتلين آخرين. والآن، ينبغي أن نذكر بأن بالذات من أجل قدسية الحياة، لا توجد اي حاجة لتحرير مخربين، حين يكون واضحا مسبقا انهم سيتسببون بسفك دماء.