في جنوب السعودية، ومن أعلى نقطة فوق سطح البحر، تستقبلك "عروس الجبل"، أو "سيدة الضباب"، كما تسمى مدينة أبها، بأرصفتها الباردة، والمزينة بأشجار "الأروكاريا" زاهية الألوان، التي يستقبل بها العالم في الفترة الراهنة العام الميلادي الجديد.

في البلاد التي تزرع "الأروكاريا" الطبيعية، كان العثور في فترة ماضية على متجر يبيع "نسختها البلاستيكية" صعباً، بسبب ملاحقة هيئة الأمر بالمعروف (الشرطة الدينية) للبائعين، لكن اليوم يبدو الوصول إلى محال تعرض إكسسوارات "الكريسماس" واحتفالية رأس السنة أكثر سهولة، بعد تقييد صلاحيات الهيئة والانفتاح الذي تشهده السعودية، بما في ذلك السماح للنساء بقيادة السيارة، وافتتاح دور للسينما، وتنظيم حفلات غنائية. كما أنها باتت ترحب بأطياف مختلفة من الجنسيات والأديان، بعد أن أتاحت في سبتمبر (أيلول) 2019 إصدار التأشيرة السياحية التي تسمح بدخول مواطني أكثر من 50 دولة إلى أراضيها. وهو تغير لاحظه الزوجان اللبنانيان زياد ولميس،  بعد 13 عاماً من العيش في السعودية.

يقول الزوجان إن هذه المرة الأولى التي يتاح لهما فيها شراء زينة الميلاد في السعودية، بعد أن خففت الحكومة تدريجياً‭‭ ‬‬القيود التي كانت تفرضها، حين كانت تمنع مظاهر الاحتفال بالأعياد المسيحية "لكن هذا العام بات الأمر مختلفاً"، على حد وصفهما.

يضيف زياد "سعيد جداً بالعثور على زينة الكريسماس. هناك فرق كبير عن السنوات الماضية".

ويقول عمر، وهو صاحب متجر لبيع الهدايا، إن الزبائن الذين يأتون إلى محله لشراء شجرة "الكريسماس" من مختلف الجنسيات "من لبنان وإيطاليا، وغيرهما، وبخاصة الذين يعيشون في المجمعات السكنية"، إضافة إلى مواطني البلاد. 

وتشير فتاة سعودية إلى أنها لم تكن تتخيل إمكانية حصول ذلك، موضحة "فوجئت عندما أتيت ورأيت الشجرة، ووجدت أيضاً أن سعرها ممتاز مقارنة بحجمها، أشعر بالصدمة حيال ذلك". 

وصرح عجلان العجلان، وهو مسؤول سعودي يرأس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في العاصمة الرياض، قائلاً "يعيش في السعودية 15 مليون أجنبي مع عائلاتهم وأطفالهم بكل حرية وأريحية، حيث يمارسون عاداتهم ويحتفلون بأعيادهم في كل المستويات والمناسبات، وهم مرحب بهم على كل وجه".

وتزامناً مع احتفالات رأس السنة الميلادية، أعلنت هيئة الترفيه السعودية عن اعتزامها تنظيم فعالية "أوايسس الرياض"، كأول مبادرة من مبادرات أفكار الترفيه التي أطلقها رئيسها تركي آل الشيخ، حيث ستقام في منطقة ترفيهية في الهواء الطلق، وسط الرمال والكثبان الصحراوية، وعلى مساحة برية واسعة شمال العاصمة. وستتضمن الفعالية أنشطة متنوعة، من حفلات غنائية وعروض فنية وموسيقية وأنشطة رياضية.