دردشات سياسية واجتماعية

حجم الخط

بقلم: ابراهيم ادعيبس

 

تسلم الرئيس ابو مازن رسالة خطية من اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركةحماس، وتشيرالنتائج والاتصالات بعد ذلك ان الأمر يتعلق بانهاء الانقسام، وقد لقي ذلك ترحيباواسعا ليس من القيادات فقط، ولكن من الشعب الفلسطيني كله الذي صار الانقسام كابوسا يهدد تطلعاته ويغلق الآمال والأمنيات.

إن الانقسام يظل، كما كان منذ بدايته، حالة مخجلة ومؤلمة ونحن نرى الاحتلال يتغطرس ويتوسع ويلتهم الأرض في كل أنحاء الضفة ويواصل تهويد القدس بكل الوسائل وهي عاصمتنا الموعودة والمدينة المقدسة التي لا مثيل لها.

إن الرئيس أبو مازن اتخذ خطوة أخرى، وهي دعوة الدكتور حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية للاجتماع به، واصدار المراسيم الخاصة بالانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بالتتالي.

إن هذا تطور في غاية الأهمية، وكان شعبنا يدعو اليه ويطالب به باستمرار، ولكن هذه الخطوة الاولية بحاجة الى تنفيذ فعلي في أقرب وقت ممكن ويجب الا تقف أيةعقبة في طريقه مهما تكن الظروف والمعيقات خاصة التي قد يمارسها الاحتلال المستفيد الاول والاخيرمن الانقسام.

ولا بد من القول ايضا ان اية انتخابات يجب أن تكون ديمقراطية فعلا وأن تكون الابواب مفتوحة امام كل القوى والتنظيمات بدون اي تمييز وذلك حتى يقول الشعب كلمته ويختار من يريد.

أيها السيد الرئيس

إن شعبك يناديك ويطالبك بأن نرتقي الى مستوى التحديات ولكي تكون بقعة الضوء الفدائية والمضحية من أجل الوطن والمستقبل.

وبهذه المناسبة وقد احتفلت «فتح» في ذكرى انطلاقتها لا بد من التأكيد ايضا على أهمية تفعيل هذه الحركة لكي تستعيد دورها النضالي السياسي كما كان دورها العسكري، ولا بد من بث روح الشباب فيها لكي يتعمق ارتباطها وتماسكها مع شباب هذا الوطن المعروفين بالاحساس الوطني والاستعداد للعمل والتضحية.

أكرر القول، أخيرا، ان الأمل هو انتهاء هذا الانقسام والتخلص من المفاهيم الفصائلية والفئوية وتقديم المصلحة الوطنية على كل المصالح الأخرى الشخصية والحزبية..

التدهور الاجتماعي

وجرائم القتل المتزايدة

لا يكاد يمر يوم دون وقوع طوش وفزعات عشائرية وسقوط ضحايا من الشباب لأسباب غير معقولة ولا مفهومة، وكل هذا يحدث في ظل الغياب شبه الكامل للقانون والسلطة وروح التسامح والمحبة والتعاون.

لقد تحدث كثيرون عن هذه القضايا التي تدل على تدهور اجتماعي متزايد رغم تدخل قوى مختلفة وعقد صفقات صلح متعددة، ولكن الأزمة لم تتوقف وجرائم القتل تتزايد، وتظل قلوب كثير من العائلات تمتلئ بالحزن والدموع، ويزداد التفكك الاجتماعي.

ويظل السؤال المحيّر، الى متى نظل نغرق في هذا البحر من انعدام المسؤولية والفوضى الاجتماعية والعقلية الفردية؟ والجواب بسيط وواضح، وتقع المسؤولية الأولى على السلطة ودورها وسيطرة القانون بحزم ضد المخالفين للقانون، حتى تنتصر الروح الايجابية وتغيب هذه الجرائم كليا عن مجتمعنا.

إن الحزن الذي يعصف بأهالي الضحايا واقربائهم واصدقائهم يفوق الوصف بالتأكيد ولا بد من وضع حد لكل هذه المعاناة المتزايدة.

290 مليار دولار

ثمن أسلحة

دولة اسمها معروف، ولكن لا داعي لذكره، والقضية أن هذه الدولة اشترت أسلحة بقيمة 290 مليار وليس مليون دولار، من الولايات المتحدة، والسؤال ما هي هذه الاسلحة، وما هي فائدتها، ألم يكن من الأفضل مليار مرة لو تم صرف هذه المليارات على الشعب المسكين الذي يعاني من كل أشكال صعوبات الحياة. كما أن التساؤل ألم يكن من الأفضل لو تم صرف جزء من هذه المليارات على الشعوب المحتاجة، ونحن بالمقدمة؟

إن هذه المليارات ليس هدفها الأسلحة وانما خدمة الذين يبيعون هذه الاسلحة والتعبير عن التبعية لهم على اعتبار ان ذلك يحفظ لهم كراسي الحكم التي يتربعون عليها ولا يرغبون في تركها أبدا لهم ولأبنائهم من بعدهم.

يا خجل التاريخ ويا ألم المستقبل من كل هذا.