ياسر عرفات

جنرال "إسرائيلي" يكشف عن وثيقة سرية بخط يد شارون ضد الراحل عرفات

حجم الخط

رام الله - خبر
كشف الجنرال في الاحتياط يوآف غالانط، أمس الخميس، النقاب عن قصاصة ورق مكتوبة باللغة العبريّة تُوثّق إصدار رئيس الوزراء "الإسرائيليّ" الأسبق، أريئيل شارون، أمرًا بطرد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في أعقاب عملية فدائيّة داخل حرم الجامعة العبرية في القدس في 31 تموز (يوليو) من العام 2002.

وبحسب غالانظ، الذي كشف عن الأمر المذكور، في الذكرى السنوية الأولى لوفاة شارون، فإنّ الأخير كان بطل "إسرائيل"، الذي شارك في كلّ معركة وكلّ حرب، وعلى جميع الجبهات، وفي كلّ نقطة حسم، لافتًا إلى أنّه لم يكشف بتاتًا عن قصاصة الورق.

وكتب الجنرال غالانظ، الذي دخل إلى معترك الحياة السياسيّة في "إسرائيل"، على صفحته الشخصيّة في موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك)، إنّ الأمر الذي أصدره شارون بطرد الرئيس الشهيد ياسر عرفات، كان عندما بدأ غالانط في تبوأ منصب السكرتير العسكريّ لرئيس الوزراء شارون، في الأيّام الصعبة من الانتفاضة الثانية، وتحديدًا بعد انتهاء عملية السور الواقي، التي قادها شارون وأعاد من خلالها احتلال الضفّة الغربيّة، ردًا على العمليات الفدائيّة التي نفذّتها المقاومة الفلسطينيّة ضدّ أهداف "إسرائيليّة" من طرفي ما يُطلق عليه الخط الأخضر.

وكتب أيضًا إنّه في الـ31 من شهر تموز (يوليو) من العام 2002 وقعت عملية خطيرة في كشك بالجامعة العبريّة في القدس الغربيّة، وتحديدًا في جبل المشارف، المُسّمى "إسرائيليًا" بهار هتسوفيم، الأمر الذي أدّى إلى مقتل سبعة "إسرائيليين" وجرح أكثر من ثلاثين بدرجات متفاوتة.

ولفت أيضًا غالانط، إلى أنّه في تلك الفترة قاد شارون المعركة ضدّ الإرهاب في الضفة الغربية، وقطاع غزّة، واعتبر أنّ كلّ قتيل "إسرائيليّ"، إنْ كان مواطنًا عاديًا أوْ جنديًا، هو بمثابة فقدان واحدًا من أفراد عائلته، على حدّ تعبير غالانط، الذي أضاف أنّ هذه كانت عقيدة شارون دائمًا.

وكتب الجنرال "الإسرائيليّ" أيضًا أنّه مع انتشار نبأ العملية التفجيريّة في الحرم الجامعيّ في الجامعة العبريّة بالقدس، عاد رئيس الوزراء الأسبق شارون، وكرّرّ الأمر القاضي بطرد رئيس السلطة الفلسطينيّة، ياسر عرفات، من المقاطعة بمدينة رام الله المُحتلّة، حيث كان محاصرًا هناك، وكتب شارون بخطّ يديه: أطلب أنْ يتّم على الفور إعداد خطة لطرد عرفات.

وخلُص غالانظ إلى القول: هكذا كان شارون، مُقاتل، قائد عسكريّ، زعيم وصديق، على حدّ تعبيره.

يُشار في هذا السياق، إلى أنّ غالانط، (57 عامًا) تنافس على قيادة هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، ولكنّه تورّط في إخفاء معلومات عن الأراضي التي شيدّ عليها بيته، الأمر الذي دفع قادة "إسرائيل" إلى التنازل عنه، وتعيين الجنرال بيني غانتس مكانه. كما أنّه انخرط مؤخرًا في المعترك السياسيّ، وهو المرشح الثاني في حزب (كولانو)، بقيادة الوزير الليكودي السابق، موشيه كحلون، الذي تتوقّع له استطلاعات الرأي في إسرائيل الحصول على 9 أوْ عشرة مقاعد في الانتخابات القادمة.

جدير بالذكر أنّ الجنرال غالانط مطلوب للعدالة في عددٍ من الدول الأوروبيّة بسبب اتهامه بارتكاب جرائم حرب ضدّ الفلسطينيين، علمًا أنّه كان قائد المنطقة الجنوبيّة في الجيش "الإسرائيليّ" لفترةٍ طويلةٍ، وأنهى منصبه الأخير في الجيش في شهر تشرين الثاني (أكتوبر) من العام 2010. وقبل عدّة أسابيع، بعدما قررت محكمة الجنايات الدوليّة في لاهاي الشروع بالتحقيق في اتهامات "إسرائيل" بارتكاب جرائم حرب في العدوان الأخير ضدّ قطاع غزّة، قال غالانط لصحيفة (معاريف) إنّ القرار بالتحقيق بعدما قام الفلسطينيون بإطلاق آلاف الصواريخ باتجاه "إسرائيل" هو جريمة بحدّ ذاتها.

وزعم أنّه قاد الجنود في عملية (الرصاص المسبوك)، أواخر العام 2008 وأوائل العام 2009، ضدّ قطاع غزّة، وهم حافظوا على درجة عالية من الأخلاق، بحيث حافظوا على أرواحهم وامتنعوا عن إصابة المدنيين الفلسطينيين العزّل. وأعرب عن تأييده لضباط وجنود الجيش "الإسرائيليّ" الذي يُحافظون على القيم العليا في أخلاقيات الحرب، على حدّ زعمه.

من الأهمية بمكان الإشارة إلى أنّ الفلسطينيين اتهموا الإسرائيليين، وشارون تحديدًا باغتيال الرئيس عرفات عن طريق دسّ السم في الأكل الذي كان يُزوّد به في المقاطعة المُحاصرة، إلّا أنّ أحدًا لم يتمكّن من إثبات تورط "إسرائيل" في عملية الاغتيال.