موجهًا رسالة شكر للدول الراعية للمصالحة

هنية: مواجهة "صفقة القرن" وانتهاكات الاحتلال تتم بوحدة الشعب وبإرادته الصلبة

هنية
حجم الخط

الدوحة - وكالة خبر

قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إنّ "مواجهة "صفقة القرن" وخطط الضم والاستيلاء على الأقصى والقدس، ومحاولات شطب حق العودة، لا يُمكن أنّ تتم إلا بشعبٍ فلسطيني موحد، وبإرادة صلبة، وبمرجعيات جامعة، وبرؤية موحدة متوافق عليها لإنهاء هذه الحقبة المؤلمة التي تتعرضها لها القضية الفلسطينية".

وتوجّهَ هنية في بداية كلمته مساء يوم الأحد، حول مسار المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، بتحية فخر واعتزاز لأبناء شعبنا الفلسطيني المرابط في داخل فلسطين وفي خارجها، مُوجهًا التحية أيضاً لشهدائنا الأبرار، ولعوائل الشهداء، وللأسرى الأبطال، وللجرحى الميامين.

كما هنأ شعبنا الفلسطيني بالعام الجديد، سائلًا الله أن يجعله عام خير وبركة ونصر وتحرير وعزة وسيادة لهذا الشعب ولهذه الأمة ولكل أحرار العالم المتضامنين مع المظلمة التاريخية الواقعة على شعبنا.

وأكّد على أنّ تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام هدف سامٍ يسعى إليه الجميع، وفي انتظار لحظة الإعلان الحقيقي عن إنجاز اتفاق وطني فلسطيني يدشن هذه المرحلة، وينهي هذا الانقسام.

وأوضح أن حركة حماس تجاوبت مع كل المحاولات السابقة لإنهاء الانقسام؛ إيمانًا منها بضرورة تحقيق الوحدة ومواجهة الاحتلال ومشاريعه بصف فلسطيني موحد، مشيرًا إلى أن الحركة لم تترك فرصة من الفرص يمكن أن تحقق وأن تنجز المصالحة إلا وسَعَت إليها بجد وبمصداقية وبمسؤولية وبرغبة حقيقية من أجل إنجازها.

وبيّن أنّ مسار المصالحة الذي بدأ في يوليو الماضي، انطلق حين توجهت حركة حماس للأخوة في فتح، وتم عرض التعاون في مواجهة خطة الضم، و"صفقة القرن"، منوهًا إلى أن الحوار الفلسطيني مع الأخوة في حركة فتح وبقية الفصائل الفلسطينية انطلق وباحتضان دول شقيقة وصديقة، في مقدمتهم مصر وقطر وتركيا وروسيا وغيرها.

وقال: "استطعنا من خلال الحوار أن ننجز تفاهمات إسطنبول، وأيضًا أن نتوافق على مخرجات اجتماع الأمناء العامين، ثم محطة الحوار الأخيرة في القاهرة"، متابعًا: "في محطة القاهرة الأخيرة توقفنا عند نقطة محددة متعلقة بالانتخابات ما بين موضوع التوالي والترابط أو موضوع التزامن".

وشدّد هنية على تمسك الحركة وباقي الفصائل الفلسطينية بتزامن الانتخابات للحرص والرغبة على إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني كله على مبدأ الشراكة، سواء كان منظمة التحرير أو مؤسسات السلطة، مشيرًا إلى أن الحركة لم تغلق الباب ولم ينتهِ الموضوع، بل استمرت الاتصالات ومحاولات التحريك لكي نقطع المسافة القصيرة المتبقية من هذا المسار الذي بدأته الحركة. 

وتابع: "في الآونة الأخيرة كان هناك اتصال من العديد من الدول مع الحركة ومع الإخوة في فتح من أجل استئناف مسار الحوار الوطني"، مُضيفًا أنّ الحركة تعاطت بشكل إيجابي ومسؤول وسريع مع التحركات كافة، وتفهمت ضرورة استئناف مسيرة الحوار الفلسطيني الداخلي.

ونوه إلى أن الحركة بعثت برسائل إلى الإخوة في مصر وقطر وتركيا وروسيا، ومباشرة برسالة للرئيس محمود عباس، مؤكدًا على أن تنتهي العملية الانتخابية الديمقراطية والحرة والنزيهة في غضون ستة أشهر، وبضمانة الدول الشقيقة ورعايتها ومتابعتها.

وأردف: "حماس مستعدة لاستئناف الحوار الفلسطيني، ولإنجاز اتفاق وتفاهم فلسطيني لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بالتوالي والترابط"، مُوضحًا أنّه تلقى رسالة خطية جوابية من الرئيس عباس، فيها ترحيب بمضمون رسالته لسيادته والتزامه بإجراء الانتخابات، وتحقيق مبدأ الشراكة الفلسطينية في بناء المؤسسات الفلسطينية كشعب واحد ووطن واحد وقيادة واحدة وقرار واحد.

واستدرك: "نحن أمام مرحلة جديدة وواعدة لإنجاز اتفاق فلسطيني يفتح صفحة جديدة ومرحلة جديدة وتاريخية في مسيرة شعبنا الفلسطيني"، مضيفًا: "نريد أن ندخل الحوار بأسرع وقت ممكن، وعلى أساس الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال وبكل الوسائل".

وأشار إلى أنه تم توجيه رسائل لجميع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، وبالتالي تم تلقي إجابات ومواقف إيجابية، مُشددًا على أنّ حماس تُريد الحوار على أساس التحرك السياسي والدبلوماسي والقانوني للدفاع عن حقنا، ولانتزاع حقنا الفلسطيني، ولطرد المحتل.

كما بيّن أنّ الحركة تُريد الاتفاق على الاستراتيجية النضالية سواء المقاومة الشعبية وصولا إلى انتفاضة شعبية وكل أشكال المقاومة المتاحة لشعبنا، والتي نتمسك بها في مواجهة الاحتلال.

ودعا هنية إلى الحوار الوطني الفلسطيني من خلال إعادة بناء المرجعيات القيادية الفلسطينية متمثلة بمنظمة التحرير، وإنهاء الانقسام متمثلًا بمجلس تشريعي موحد، وحكومة وطنية موحدة، إضافةً إلى الاتفاق على برنامج وطني سياسي يشكل القاسم المشترك لنعبر فيه هذه المرحلة.

وفيما يتعلق بالانتخابات، أكّد على التمسك والحرص على إجراء الانتخابات الشاملة، قائلًا: "نرى أنها أرقى وسيلة تلجأ لها الشعوب لتحدد خياراتها، وتعبر عن إرادتها، وتدير خلافاتها، وتخرج من ذلك بسلام".

وشدّد على الرضى بإرادة الشعب الفلسطيني وبخياراته الحرة والنزيهة والعادلة والآمنة، مُبيّناً أنّ حماس مستعدة لترسيخ مبدأ الشراكة في مواجهة المرحلة القادمة.

واستطرد: "ليس أمامنا من خيار إلا إنجاز وحدتنا الوطنية الفلسطينية، لأن سر قوتنا في وحدتنا"، مُردفاً: "أمامنا استحقاقات ليست سهلة على الصعيد الداخلي: على صعيد ترتيب البيت الفلسطيني، وعلى صعيد مواجهة الاحتلال، وعلى صعيد واقع المنطقة والواقع الإقليمي المتشابك والمعقد".

كما أوضح أنّ حركة حماس انطلقت دائمًا في كل مواقفها وفي كل قراراتها من شعار واضح أن المصلحة الوطنية أولًا، فهي اليوم تتجه وتبادر وتسعى وتحقق هذا الحراك الجدي.

ونبّه إلى أنّ المصلحة الوطنية مقدمة على المصالح الخاصة والحزبية والحركية والتنظيمية، مفيدًا أن الاتصالات التي جرت مؤخرًا مع الإخوة في حركة فتح ليست على حساب المجموع الوطني كله.

وقال: "لنا اتصالات مباشرة ولقاءات وحوارات مباشرة مع جميع الفصائل والمجموع الوطني، مثله مثل فتح وحماس حريص على الوحدة والمصالحة وإنهاء الانقسام"، متابعًا: "نتطلع إلى إنجاز حقيقي سريع، وإصدار المراسيم الرئاسية التي تحدد تواريخ الانتخابات حتى نضع بعد ذلك محطة الحوار الفصائلي المباشر للاتفاق على كل التفاصيل والإجراءات المتعلقة بهذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني".

وفي ختام حديثه، أكّد هنية على جدية حماس في السعي نحو تحقيق الوحدة، وإنهاء الانقسام، وإنجاز المصالحة الفلسطينية وتحقيقها.