أوقفوا الساعات واطفئوا الكواكب؛ يجب أن يتوقف هذا، فقد قال هذا الذي يدعى رئيس حكومة اسرائيل: «هتلر لم يرغب بتدمير اليهود» – فانتقلنا الى كوكب آخر. وهذا لا يمكن أن يستمر. الزمن الذي يتحدث عنه في نهاية ايلول 1941 كان حوالي مليون يهودي قد قتلوا فيه. حيث تمت ابادتهم بشكل ممنهج في منطقة بربروثا الضخمة بامر مباشر. ومن ضمنهم ليبلة وتاملا وشالوم أخ جدتي وحافا واهرون أبواها. كانت تذهبت كل ليلة لتنام وهي تحمل صورهم. لكن هتلر لم يرغب بتدميرهم! فقط نازيون جدد في العالم يقولون قولا كهذا.
الشخص الذي يقول إن هتلر لم يرغب بتدمير اليهود لا يستطيع ان يكون في اي منصب للحظة واحدة. أفعال واقوال كهذه لرئيس الحكومة تمر وكأن شيئا لم يحصل – وتدمر الامر المفروغ منه في اسرائيل. ضرر السكوت امام الامر غير المعقول لا يمكن تحمله.
كان بالامكان رؤية حجم المهزلة يوم ذكرى مقتل رابين. الشخص الذي حرض على القول «بالدم والنار سنطرد رابين»، الشخص الذي أجج الجموع الغفيرة على الصراخ بهلوسة «رابين خائن» ذلك الشخص الذي يحرض ضد حق التصويت لـ «عرب اسرائيل»، الذين استند اليهم رابين للحصول على 61 مقعدا، الشخص الذي يحرض بشكل ممنهج ضد اليسار، ذلك الشخص الذي يعانق عمير بن عيون («اليسار هو شيطان، سكين في ظهري»)، ذلك الشخص الذي يقول في يوم الذكرى للقتل ان اسرائيل يجب أن تسيطر على كافة الاراضي وانها ستعيش على السيف الى الابد، ذلك الشخص الذي يدوس ويسحق كل ما مثله رابين – هو الذي يؤبنه. وكرئيس حكومة !
السكوت اللولبي يجب أن يتوقف . وحتى ذلك الحين لن تعود اسرائيل لتكون دولة. حدود كثيرة يتم تجاوزها لان البنية مشلولة امام نتنياهو. أي شخص في اسرائيل كان سيقول ان هتلر لم يرغب بتدمير اليهود كان سيقال فورا من وظيفته؛ لان هذا هو تعريف انكار المحرقة. والسكوت في حالات سابقة على تجاوز الحدود من قبل نتنياهو لا يعني أنه يجب الاستمرار في السكوت.
لا يجب طلب شيء من نتنياهو بل يجب الطلب من 61 شخصا. نعم يجب المطالبة. 60 شخصا من الائتلاف يبقونه في السلطة. وفي غياب واحد منهم لن تكون له اغلبية. لذلك فان الامر مرتبط بكل واحد منهم شخصيا. وبيد الرئيس رؤوبين ريفلين. لم يكن من المفترض أن يبقى نتنياهو في السياسة بعد التحريض الذي سبق مقتل رابين وهو لا يستطيع البقاء بعد أن قال ان هتلر لم يرغب بتدمير اليهود.
من الجدير استبداله. والذهاب الى الانتخابات. وكل من يقول ان هتلر لم يرغب بقتل عائلتي لا يجوز أن يكون رئيس حكومة. كل واحد من اعضاء الائتلاف لا يفعل شيئا ويؤيد استمرار تجاوز جميع الحدود فان دم ليبلة وتاملا وشالوم على يديه. هذا هو الدرس الاساسي من التحريض الذي سبق مقتل رابين وعدم التحقيق مع المحرضين. السكوت امام ما لا يغتفر يغرق اسرائيل في الخروج على القانون. وحتى يفهم احد اعضاء الائتلاف واجبه فان على المعارضة أن تتعامل معه مثل كهانا. وخصوصا في ذكرى رابين وليس هذا فقط. بل الخروج من القاعة عندما يتحدث ولا يمكن التصرف بشكل مختلف. اوقفوا الساعات لقد انتقلنا الى كوكب آخر.
عن «هآرتس»
بعد قصف تل أبيب.. نتنياهو يؤجل سفره إلى نيويورك
25 سبتمبر 2024