التهديد النووي الإيراني وحكومة إسرائيل المشلولة

حجم الخط

بقلم: اليكس فيشمان


ليس واضحاً إذا كانت إدارة بايدن تجري منذ الآن مفاوضات دبلوماسية سرية مع إيران من خلف ظهر حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مثلما فعلت إدارة أوباما في العام 2013.
في هذه الأثناء، على المستوى العلني، يتبادل الإيرانيون ورجال بايدن رسائل عنيفة.
أين إسرائيل في هذه القصة؟ عشية انتخابات، أزمة "كورونا"، حكومة مشلولة، مجتمع منهك اقتصادياً – هل دولة إسرائيل قادرة على الإطلاق على أن تكرّس مقدرات وطاقات للتهديد النووي الإيراني الذي يعود ليلوح فوق رأسها؟ نشك في ذلك. من السهل كبت التهديد وقبول النظرية في أن هذه خطوات تكتيكية إيرانية تجاه إدارة بايدن الجديدة، لغرض الوصول مع أوراق أقوى إلى المفاوضات التي يفترض أن تعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي.
في الأول من كانون الثاني، عندما أعلنت إيران أنها ستسرع تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة، كان بوسعها أن تقدر باحتمالية عالية أن هذا سيكون مبرراً لهجوم أميركي أو إسرائيلي.
الخط الأحمر الحقيقي قبل هجوم عسكري على إيران هو استئناف المشروع العسكري الذي يجمع كل القدرات الإيرانية ويضعها في رأس متفجر نووي.
الإيرانيون، بقدر ما هو معروف، ليسوا هناك. ولكن أحداً لا يعرف بيقين في أي مرحلة يوجدون. لقد صفي فخري زادة من أجل تأخير المشروع العسكري.
طالما لا يوجد دليل واضح على أن المشروع العسكري مجمد، فإن كل تغيير في سباق إيران لتحقيق قدرة نووية هو خطير للغاية من ناحية إسرائيل.
ومنذ كانون الأول، عندما أقر البرلمان تسريع المشروع النووي كان يفترض بالدبلوماسية الإسرائيلية أن تلتقط كل رافعة ضغط محتمل ولكن من في العالم يوجد لديه الوقت والقوة للانشغال الآن بشكاوى إسرائيل؟
وعلى هذا بالضبط يعول الإيرانيون. فهم داخل هذا المشروع منذ 30 سنة وينتظرون فقط الفرصة التي يتعب فيها العالم كي يصلوا إلى القنبلة. بالنسبة لنا سيكون فات الأوان.
ابتداء من 31 كانون الأول عادوا للعمل في الخليج الفارسي ضد عبور الوقود إلى الغرب. عندما أعلن وزير الدفاع ميلر أن الولايات المتحدة تسرع عملية انتشار قوتها البحرية في الخليج الفارسي، بدأ الإيرانيون رداً على ذلك بخوض مناورات عسكرية، في ظل استعراض قدرات الطائرات غير المأهولة والصواريخ الجوالة.
الإيرانيون ليسوا أغبياء. فهم لن يهاجموا أهدافاً أميركية كي لا يعطوا ذريعة لترامب ليهاجم.
وهم يرون منذ الآن أمام ناظريهم البازار الفارسي الذي أداروه مع قيادة بايدن، تلك القيادة التي كانت شريكة وملتزمة باتفاق أوباما النووي.
وعليه، فإنهم يدخلون الآن العنزات، مثل تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المئة، كي يتمكنوا من أن يخرجوها ويحافظوا بالمقابل على الأوراق المهمة لهم.
يوم أداء بايدن اليمين القانونية يجب أن تكون إسرائيل جاهزة للتصدي لمسألة بدء مفاوضات لاتفاق نووي جديد من شأنه أن يبقيها، مرة أخرى، خارج الصورة.
فهل يمكن الاعتماد على أن حكومة انتقالية عشية الانتخابات ستكون قاطعة بما يكفي حيال إدارة أميركية جديدة؟

عن "يديعوت"