توفي مساء اليوم الخميس، رسام الكاريكاتير الفلسطيني المبدع بهاء البخاري، عن عمر يناهز (71 عاماً)، وذلك في المستشفى بعد صراع طويل مع المرض.
والمرحوم البخاري هو واحد من أشهر رسامي الكاريكاتير على مستوى العالم، حيث نجح في حفر اسمه بين عمالقة الفنانين في العالم، من خلال قراءته للمشهد الفلسطيني، وتصويره بطريقة جمالية فريدة.
وكان الرئيس محمود عباس منح المرجوم البخاري وسام والعلوم والفنون "مستوى الابداع"، يوم 21 تشرين الأول الجاري، وذلك في حفل خاص أقيم في مقر الرئاسة في مدينة رام الله.
يذكر أن المرجوم بهاء من مواليد مدينة القدس عام 1944، عمل في الصحافة الكويتية كرسام للكاريكاتير ما بين أعوام 1964 -1988، وصحيفة القدس الفلسطينية ما بين 1994 – 1999، وجريدة الأيام الفلسطينية منذ عام 1999 وما زال. أقام مجموعة معارض خاصة في فن الكاريكاتير داخل فلسطين والوطن العربي، له مساهمات متنوعة في ميادين إنتاج اللوحة التصويرية والرسوم المتحركة، ومجالات تأليف الكتب المصورة الخاصة بالأطفال واليافعين. عُرف كرسام كاريكاتير وله موقع خاص به على شبكة الإنترنت، ولم يُعهد به كمصور تشكيلي.
وكانت القدس ولا تزال حاضرة في لوحاته بجميل معالمها الأثرية وحجارتها العصية على العدوان، وناسها الطيبين الذين حملوا وزر قداستها الدينية والإنسانية، مقاومة فلسطينية مستمرة للاحتلال الصهيوني بما أتوا من أسلحة كفاحية متواضعة، متمسكين بمكانتها في المسيحية والإسلام، باعتبارها مهد الأديان السماوية، وأرض الإسراء والمعراج، والقبلة الأولى.
والفنان بهاء بخاري، ظاهرة فنية متفردة في مساحة الفعل الثقافي العربي والذاكرة الفلسطينية متعددة المعابر والمواهب، شغلت لوحاته الفنية التشكيلية حيزاً واسعاً من التفاعل الحسي والوجداني مع يوميات شعبه العربي الفلسطيني الحياتية في الريف والقرية والمدينة، مهمومة بمواضيع التراث ورقص الأرض، وتسجيل معالم بصرية للمدائن الفلسطينية القديمة وفي مقدمها مدينة القدس.