أكّد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، اليوم الأحد، على أنّ ثقافة عدم التسامح التي يتم اكتسابها أحيانًا في المجتمعات العربية الإسلامية تتفاعل مع وجود خطاب ديني مسيس ومتطرف يقدمه بعض الوسطاء في المجتمع وتساعد على تنمية التطرف والعنف والإرهاب بين الشباب.
وقال عيسى في بيانٍ وصل وكالة "خبر" نسخةً عنه، " الوسطاء الذين يقومون بنشر الخطاب الأيديولوجي والديني المسيس الذي يحض بشكل مباشر وغير مباشر على التطرف والإرهاب هم عديدون ويوجدون في مواقع كثيرة في المجتمع، ويسعون لإضفاء القداسة الدينية على مشروعهم السياسي والأيديولوجي، وما يترتب على ذلك من ممارسات إرهابية".
وتابع: "التطرف تعبير يستعمل لوصف أفكار أو أعمال ينظر إليها من قبل مطلقي هذا التعبير بأنّها غير مبررة، ومن ناحية الأفكار يستعمل هذا التعبير لوصم الأيدلوجية السياسية التي تعتبر بعيدة عن التوجه السياسي للمجتمع".
وأشار إلى أنّ النظرة التشاؤمية والتقليل من أعمال الآخرين والاستهتار بها والاندفاع وعدم ضبط النفس، بالإضافة للخروج عن القصد الحسن والتسيير المعتدل تعتبر من خصائص التطرف.
وأضاف: "التفريق بين الإرهاب والتطرف مسألة جد شائكة، وذلك لشيوع التطرف والإرهاب كوجهين لعملة واحدة، ومع ذلك فالتفرقة ضرورية، ويمكن رسم أوجه الاختلاف بينهما من خلال أن التطرف يرتبط بالفكر، والإرهاب يرتبط بالفعل، كما إن التطرف يرتبط بمعتقدات وأفكار بعيدة عما هو معتاد ومتعارف عليه سياسيًا واجتماعياً ودينياً دون أن ترتبط تلك المعتقدات والأفكار بسلوكيات مادية عنيفة في مواجهة المجتمع أو الدولة".
ونوّه إلى أن علاج التطرف هي الفكر والحوار، مُستكملا: "إذا تحول التطرف إلى تصادم فهو يخرج عن حدود الفكر إلى نطاق الجريمة، ما يستلزم تغيير مدخل المعاملة وأسلوبها مع المتطرف".