اتهام بن اليعازر بالفساد: سبق أن كنا في هذا الفيلم

20152910210848
حجم الخط



قرار المستشار القضائي للحكومة، يهودا فينشتاين، بتقديم لائحة اتهام بحق بنيامين بن اليعازر لم يفاجئ احدا، وكذلك التهم التي اتهم بها والمتعلقة بالرشوة وتبييض الاموال والنصب ومخالفات الضريبة والاخلال بالثقة. هذا الشخص، الذي كان من المفترض أن يشغل مناصب رفيعة في السياسة الاسرائيلية، نجح في البقاء لسنوات طويلة والسؤال الحقيقي لماذا تقدم لائحة الاتهام في هذا الوقت فقط.
لقد كان بعيدا خطوة واحدة عن منصب الرئيس ولا يجب أن يقول احد ان رؤساء حزب العمل لم يسمعوا الشائعات ولم يعرفوا بالامر. استعدادهم  اللحظة الاخيرة هو نقطة سوداء في التاريخ الجماعي لهذا الحزب. صحيح أن الشائعات لا تكفي. صحيح أنها كانت شائعات حول اشخاص آخرين (مثل موشيه لدعمه حتكتساب) ولم يعمل اي شخص سياسي على اساسها من اجل ابعاده عن السياسة. وحظي فؤاد بمكان قيادي في حزب العمل، وكان على رأس الحزب وكان الشخص الثاني من حيث الاهمية – وزير الدفاع. 
التقيت معه لاول مرة قبل ثلاثين عاما حين كان منسق شؤون «المناطق». أردت أن افهم منه ما هي سياسة الحكومة في حينه في ادارة «المناطق»، ولم افلح بفهم شيء من اقواله. اصبت بالذهول لان شخصا كهذا موجود في منصب بالغ الاهمية، وعندما عبرت عن ذهولي امام بعض الاشخاص قيل انه شخصية ميدانية جيدة، وإن لغته العربية ممتازة، وانه يستطيع ان يربت على الكتف لدرجة الالم. بعد ذلك بوقت قصير ذهلت عندما ترشح عيزر فايتسمن للكنيست وانتخب في حركة «ياحد»، وقام باجراء مفاوضات ائتلافية مع حزب المعراخ.
كانت هذه المرة الاولى التي اشارك فيها في المفاوضات واذكر انني قلت لزملائي في الحزب انه ان كانت هذه هي السياسة فانني سأنهي مسيرتي الان، وفهمت ان فؤاد لا يعبر عن معظم السياسيين في اسرائيل، وهذا لحسن حظنا.
في بداية التسعينيات قال لي فايتسمن انه أخطأ عندما أحضر فؤاد الى الكنيست. ولكن هذا كان متأخرا جدا. بنى بن اليعازر حوله مؤيدين «محروقين»، مجموعة ضخمة في الوسط العربي صوتت له، وشكل شبكة كاملة من الصفقات مع الشركاء المتوقعين وغير المتوقعين. وانا اذكر انه في احد الايام صرخ عليّ في أروقة الكنيست مدعيا انه في كيبوتس معين الكثيرين فيه يؤيدونني تم توزيع ورقة للمرشحين دون أن يكون اسمه فيها. بعد أن انتهى من الصراخ قلت له «فؤاد، أنا لا اعقد الصفقات وبالذات معك. لن اعقد اية صفقة سياسية». نظر الي للحظة وبعد ذلك سأل بجدية: «كيف يتم انتخابك، اذاً؟».
 بنيامين بن اليعيزر، مثل كل مواطن آخر في دولة اسرائيل، بريء طالما أنه لم تدنه المحكمة. لكن من عايشه في الحزب والكنيست والحكومة، ومن قرأ التقارير لمراقبة الدولة ومن رأى تصرفاته، عرف انه غير جدير واعتقد أنه لا يجب أن يرفع صوته.

عن «إسرائيل اليوم»