كشف مصدر فلسطيني مطلع، أن حركة المقاومة الإسلامية حماس قررت عدم التعامل مع المستشفى الميداني الأمريكي شمال قطاع غزة، بسبب نقص الخدمات التي من المقرر أن يقدمها للمواطنين.
وحسب ما أوردته وكالة (الأناضول) التركية، مساء يوم الخميس، نقلًا عن المصدر - لم تعرف هويته-، أفاد بأن خدمات المستشفى والذي تأسس إثر تفاهمات مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 2018، اعتيادية وغير كافية، على خلاف ما تم الاتفاق عليه سابقًا.
وأشار إلى أن المستشفى هو جزء من التفاهمات التي تم التوصل إليها مع "إسرائيل" نهاية عام 2018، عبر وسطاء، والتي نصت على تشغيله لاستقبال الحالات الصعبة، كأمراض السرطان والقلب والأعصاب، والتي يتم تحويلها إلى خارج القطاع للعلاج، نظراً لضعف الإمكانات".
وأوضح أن الحركة رأت أن المستشفى تقدم خدمات طبية اعتيادية، وعمله "كمستوصف"، بخلاف ما تم الاتفاق عليه مع الجهات المختصّة، ما دفعها إلى رفض التعامل معه.
وأضاف، أن الحركة أبلغت الوسطاء بقرارها تعليق بدء تشغيل المستشفى بهذه الآلية المخالفة للتفاهمات التي جرت، مشيراً إلى أن موافقة الحركة على إنشاء المستشفى، كانت "مشروطة"، وتهدف إلى "إسناد المنظومة الصحية المتهالكة في القطاع بفعل الحصار الإسرائيلي".
يشار إلى أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قالت بالأمس، إن "حركة حماس ستمنع المرضى الفلسطينيين من الوصول إلى المستشفى الميداني الأمريكي، احتجاجا على الخدمات غير الكافية التي سيقدّمها".
وتُشرف على هذا المستشفى مؤسسة "صداقات" الأمريكية غير الحكومية، التي قالت إن هذا " المركز الصحي" سيوفّر خدمات في عدد من التخصصات لسكان القطاع، منها "طب الأسرة، والأطفال، وخدمات الأمومة، وطب العيون، والأسنان، والعلاج البدني، والعلاج بركوب الخيل، وعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، ومعالجة السرطان".
وفي وقت سابق، قالت المؤسسة، عبر صفحتها على (فيسبوك)، إن "مركز غزة الصحي، بات جاهزاً لاستقبال المرضى في عيادة (طب الأسرة)"، موضحة أنها تنتظر "تنسيق وزارة الصحة بغزة ، لتمكين المرضى من الوصول للمستشفى".
ويتكون المستشفى الميداني من "خيام" مجهزة لتقديم الخدمات الطبية؛ ويقع في مكان مجاور لحاجز (بيت حانون/ إيرز)، الذي تسيطر عليه "إسرائيل"، أقصى شمال قطاع غزة.
وأثار الشروع في إنشاء المستشفى، نهاية عام 2019، جدلا واسعاً في الساحة السياسية الفلسطينية حول دوافعه، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية برام الله، عن رفضها إقامة المستشفى.
وقالت آنذاك وزيرة الصحة ميْ كيلة، في تصريحات سابقة "وجود المستشفى بغزة مشبوه، وله أهداف سياسية وليس أهداف علاجية".
لكنّ حركة (حماس) أعلنت في بيان بتاريخ 25 أيلول/ سبتمبر 2019، أن "الموافقة على إنشاء المستشفى الدولي شمال قطاع غزة جاءت لخدمة شعبنا، وليس لها أي أثمان سياسية أو أمنية".