شجِّعوا نتنياهو على معانقة العرب داخل إسرائيل

حجم الخط

معاريف– بقلم يورام دوري

 


نشهد في الفترة الأخيرة مساعي مغازلة نشطة من جانب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، و»الليكود» للصوت العربي. في هذا الاطار يركض رئيس الوزراء الى البلدات العربية، تتخذ له الصور، ويتفوه برسائل اعتراف وتفهم لاحتياجات المجتمع العربي الاسرائيلي. وكجزء من الحملة يصلّح تصريحاته حول مشاركة الجمهور العربي في الانتخابات. يضع العنف في المجتمع العربي في مكان عال في جدول الاعمال، وكأنه كان هناك رئيس وزراء آخر في السنوات العشرة الاخيرة، ويشير الى اهمية اندماج «عرب إسرائيل» في الفعل السلطوي في البلاد.
تخرج أحزاب «فقط لا بيبي» مزبدة ضد خطواته هذه بشكل يذكر برد الفعل الاشتراطي في تجربة بافلوف. وكلما كانت شدة رد الفعل اقوى هكذا يتثبت اكثر الانطباع بأن خطوات نتنياهو ذات مغزى وقد تخلق مظهرا عابثا من التغيير في الموقف من المجتمع العربي. بدلا من رد فعل تلقائي، فإن الخطوة الانتخابية الفهيمة كانت العناق القوي لاقوال نتنياهو من قبل احزاب اليسار والوسط. فهذه الاحزاب كان يفترض بها أن تعظم وتزيد التزام نتنياهو للجمهور العربي، وان تضيف الى اقواله في هذا الاطار كما يجري في حملات الانتخابات، اقوالا لم يقلها بالضبط ولكنها تتلاءم مع السياقات والاجواء التي قيلت فيها اقواله.
هكذا مثلا، كان يمكن امتداح الاتجاه الجديد لنتنياهو الذي سيؤدي الى تبييض البناء غير القانوني في القرى العربية، ومنح المدائح لنيته وقف اعمال الدورية الخضراء ومنع هدم المنازل في القرى البلدية في النقب. ان آخر أمر يريده نتنياهو في حملة الانتخابات هذه، حيث يأتي خصومه الاساس من اليمين (ساعر، بينيت، وليبرمان) هو أن يبدو في صورة من يفضل مصالح «عرب إسرائيل» على يهود إسرائيل. نتنياهو كمروج حملات ممتاز يعرف بأنه لا يجب العمل ابدا ضد القاعدة الانتخابية. فالاخطاء التي ارتكبها غانتس وبيرتس تجاه قاعدتيهما في انضمامهما الى الحكومة لن يرتكبها نتنياهو مع المستوطنين والقوميين المتطرفين، بل سيبذل كل جهد للتحرر من عناق الدب. مثل هذه الخطوة ستلغي فورا غمزة نتنياهو للصوت العربي، وبالاساس لأنه يفهم بأن السياسة هي قبل كل شيء رياضيات. كل صوت عربي يحصل عليه قد يجعله يفقد صوتين في الجمهور اليهودي.
ولما لم يكن نتنياهو ايثاريا، وبالتأكيد ليس مقاتلا مثاليا من أجل مساواة كل مواطني إسرائيل - فلو كان هكذا لما سن قانون القومية – من الواضح انه سيتلوى الى كل جانب كي يتحرر من العناق الانتخابي الخانق لمادحي غمزته للعرب.
أبراهام بورغ الموهوب قال ذات مرة في سياق شخصية عامة اخرى: «سنقف وراءه وندفعه بقوة... الى أن يسقط». هذه هي الخطوة السياسية الصحيحة في هذه الايام، فإذا لم يتراجع نتنياهو عنها سيكسب مؤيدوه المساواة لـ»عرب إسرائيل»؛ واذا تراجع عنها ستكسب الاحزاب التي تريد إسقاطه.