هل تملك إسرائيل، حقّاً، خياراً عسكرياً ضد إيران؟

حجم الخط

بقلم: ناحوم برنياع


قضى رئيس الأركان، أفيف كوخافي، بضع سنوات من حياته في الدراسة في أفضل الجامعات في الولايات المتحدة – في بوسطن وفي واشنطن. وهو يعرف السياسة الأميركية جيداً. وبالتالي فثمة شيء ما غريب، غير مقبول، في قراره أن يهاجم في خطاب علني النية الأميركية للعودة الى الاتفاق النووي مع إيران. قيلت الكلمات على لسان الرجل غير الصحيح في التوقيت غير الصحيح. في أفضل الأحوال لم يفهم كوخافي تداعيات أقواله على علاقات إسرائيل مع الادارة الجديدة؛ وفي أسوأ الاحوال فهمها.
دخل بايدن البيت الابيض قبل تسعة أيام فقط. وهذا الزمن القصير استغله لتعيين كبار المسؤولين في إدارته، لعزل مسؤولين كبار ممن تبقوا من عهد سلفه، وإلغاء رزمة كبيرة من القرارات التي اتخذها ترامب. تعاطى الرؤساء في الماضي باحترام تجاه قرارات أسلافهم، حتى لو كان هؤلاء ينتمون الى الحزب الخصم. فجاء ترامب فكسر هذه التقاليد: ألغى قرارات أوباما فقط لأنها كانت قرارات اوباما. وكان الخازوق أهم له من المضمون. يسير بايدن حالياً في الطريق ذاته. وهو يستجيب لتوقعات زملائه في الحزب الديمقراطي: فالمقت تجاه ترامب وإرثه هو الخيط الذي يربطهم معاً، والحلوى التي تسمح لهم بأن يبتلعوا القرارات التي لا يحبونها.
حتى قبل الانتخابات أعلن بايدن بانه يعتزم اعادة الولايات المتحدة الى الاتفاق مع إيران. وزير الخارجية الجديد، انتوني بلينكن، سار على خطاه. فالتقدم في المشروع النووي يقلقهما. وهما يسعيان لإيقافه، ومقتنعان بانهما يعملان في صالح أمن إسرائيل.
لن يعترف نتنياهو بذلك أبداً. ولكن هجومه على الاتفاق باء بفشل ذريع. الخطاب في الكونغرس كان مبهراً، ولكنه لم يمنع التوقيع على الاتفاق. العقوبات التي فرضها ترامب لم تدفع النظام الى الانهيار. في ختام أربع سنوات من حكم ترامب باتت إيران اقرب الى القنبلة. ويواجه نتنياهو، الآن، رئيساً تعلّم من تجربته، إدارة متماسكة ومصممة وأغلبية ديمقراطية في مجلس الكونغرس. لن يدير رئيس وزراء إسرائيل البيت الابيض ولن يركله. لقد هزلت الخيارات على نحو عجيب.
يعيد كوخافي، الآن، الى الطاولة الخيار العسكري. هل يوجد لإسرائيل خيار عسكري؟ ليس مؤكداً. هل نتنياهو قادر على أن يقرر عملية عسكرية؟ تجربة الماضي تقول ان لا. هل يمكن لإسرائيل أن تهاجم عسكرياً اتفاقاً وقعت عليه الدول الست الأهم في العالم؟ ليس معقولاً. هذا من شأنه ان ينتهي مثلما في المرة السابقة، بتبذير 11 مليار شيقل، انتصار سياسي إيراني وأزمة ثقة مع أميركا.
مهما يمكن من أمر، فان التصدي لإدارة الرئيس بايدن ليس من صلاحية رئيس الأركان. من اجل هذا يوجد رئيس وزراء، وزير دفاع، ووزير خارجية.
ينتمي كوخافي الى رؤساء الأركان الذين يقلون من الحديث علناً. وقد حقق في الغرف المغلقة أكثر نفوذاً من رؤساء الأركان الذين اكثروا من الحديث. والتخوف من تعاظم قوة إيران تشتعل فيه حقاً، وانا يمكنني أن أشهد بذلك. ولكن رئيس الأركان بما في ذلك رئيس الأركان الذكي يجب أن يتذكر قيود قوته. إذا كان ينسى، يذكرونه: الحمام البارد الذي تلقاه، هذا الأسبوع، من كل صوب هو تذكير مناسب.

عن «يديعوت»