قال عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن 800 حالة اعتقال جرت في صفوف الأطفال (أقل من 18 سنة) خلال أكتوبر الماضي، والنسبة الأكبر منهم كانت من محافظة القدس.
وأضاف قراقع في تصريح صحفي صدر عن الهيئة اليوم الثلاثاء، أن حجم الاعتقالات الواسع يعتبر سابقة لم تحدث منذ سنوات طويلة، منوها إلى أن معدل حالات اعتقال الاطفال سنويا كان يتراوح بين 700- 900 حالة، في حين وصل العدد في شهر واحد إلى 800 حالة.
وأوضح أن اعتقالهم أصبح سياسة ومنهجية اسرائيلية، تستهدف تدمير الأجيال الفلسطينية، وتدمير حياة الأطفال الذين هم بؤرة ومركز الهبة الشعبية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من الاطفال تعرضوا لأساليب تعذيب وحشية وتنكيل ومعاملة لا إنسانية خلال اعتقالهم واستجوابهم على يد الجنود والمحققين.
وبيّن أن شهادات الأطفال أبرزت أساليب وحشية ولا أخلاقية تعرض لها القاصرون خلال اعتقالهم هي: الضرب الشديد منذ لحظة الاعتقال بواسطة البنادق والأرجل والدعس عليهم من قبل الجنود، وإطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة عليهم، واستخدام القاصرين دروعًا بشرية خلال عمليات الاعتقال، والتعذيب والشبح والاهانات والتهديد خلال عمليات الاستجواب.
وأشار إلى ترك الأطفال الجرحى ينزفون فترات طويلة قبل نقلهم للعلاج، ونقل المصابين الى مراكز التحقيق رغم سوء أوضاعهم الصحية، وإجبار الأطفال على اعترافات تحت الضرب والتعذيب والتهديد باعتقال أفراد الأسرة، وعزل الأطفال في زنازين انفرادية وحرمانهم من زيارة الأهل والمحامين، وتقييد الأطفال المصابين بأسرة المستشفيات وتحت الحراسة والمعاملة السيئة.
وأوضحت هيئة الأسرى أن استهداف الأطفال جاء وفق قوانين وتشريعات وتعليمات رسمية اسرائيلية، وتحت شعار "لا حصانة للأطفال راشقي الحجارة".
وذكرت أن التعليمات الاسرائيلية تجاه الأطفال تمثلت بما يلي: قنص الأطفال وإطلاق النار عليهم، وفرض أحكام فعلية على الأطفال تتراوح بين 4 سنوات وعشرين سنة، وفرض غرامات وكفالات مالية مرتفعة بحق الأطفال.
ولفتت إلى أحكام بإقامات منزلية، أو ابعاد عن منطقة السكن خاصة في القدس، وزج اطفال قاصرين في الاعتقال الإداري.
وأضافت أن أطفال فلسطين أصبحوا مطلوبين، ومطاردين، ومستهدفين من قبل حكومة الاحتلال، والاعدامات الميدانية جرت بحق النسبة الكبرى من الشهداء الأطفال البالغ عددهم 17 طفلاً.
وأشارت إلى أن الأطفال في الضفة الغربية يتعرضون مثل الكبار للملاحقة والاعتقال والمحاكمة بموجب نظام المحكمة العسكرية الإسرائيلية الذي يحرمهم من حقوقهم الأساسية.
وقدرّت الهيئة أنه منذ عام 2000، اعتقلت قوات الاحتلال 8500 طفل، وحاكمتهم أمام المحاكم العسكرية، ووجّهت لغالبيتهم تهمة إلقاء الحجارة.
كما أن سلطات الاحتلال افتتحت قسما جديدا للأطفال بسبب الاعتقالات الواسعة، وهو سجن "جفعون" في الرملة، ويتسع لحوالي 30 أسيرا، أغلبهم من القدس، ومناطق فلسطين 1948، ويفتقد لكل المقومات المعيشية والانسانية، حسب الهيئة.
وأفادت أنه وصل سجن "عوفر" العسكري خلال الشهر الماضي 138 قاصرا، أي اكثر من أربعة أضعاف الاعتقالات السابقة، و51 منهم تعرضوا للضرب المبرح اثناء الاعتقال بواسطة العصي والبنادق والأرجل، وعدد من القاصرين مصاب بالرصاص.
والأطفال هم: جلال شراونة، وعنان ملش، وقيس شجاعية، ومرح باكير، واحمد مناصرة، وتامر وريدات، وعيسى المعطي، وغيرهم.
وبيّن البيان أن ظروف الاعتقال والاحتجاز سيئة جدًا، حيث يزج المعتقلون في معسكرات أو مراكز توقيف في المستوطنات، ويتعرضون للضرب، والاهانات، وتفتقد لكل مقومات الحياة الانسانية، من حيث الملابس، والأغطية، إضافة إلى الأكل السيئ، والمعاملة الوحشية'.