لا بديل لنتنياهو: إسرائيل في الطريق إلى الكارثة

حجم الخط

بقلم: تسفي برئيل


قائمة الترويج، التي تنشرها «نتيفلكس» قبل عرض أفلام جديدة بعنوان «يستحق الانتظار»، يجب علينا أن نضيف إليها أيضا محاكمة بنيامين نتنياهو التي ستبدأ، الاثنين القادم، شريطة أن لا يتم بشكل مفاجئ اكتشاف سلالة جديدة وقاتلة لفيروس كورونا، ستجبرنا على إغلاق المحاكم، بالضبط بالصدفة، حيث ستبدأ المحاكمة قبل يوم من قيام نتنياهو بزيارة خاطفة للإمارات لبضع ساعات.
في نهاية المطاف ليس هناك مثل عرض دولي في دولة حمراء من أجل تهدئة التقارير عن الخطوة الأولى في حملة طويلة، من شأنها أن تقود رئيس الحكومة إلى السجن.
وأي دليل أفضل يمكن أن يكون لقدرته الهائلة على إدارة دولة إسرائيل، إلى جانب إدارة محاكمته؟
في الوقت الذي ستولد فيه أحزاب وتتحطم أحزاب، ورؤوس سياسيين سيتم قطعها خلال أيام ورؤوس جديدة ستظهر مكانها، ومقاعد تأخذها الرياح واستطلاعات محتدمة، ومنحنيات تعوج، والاقتصاد على البخار، ونسبة العدوى تحتاج إلى فهم عميق لنظرية «الكم» (النظرية الكوانتية).. فقط أمر واحد بقي ثابتا مثل الصخرة: نتنياهو رئيس الحكومة. كان وهو كائن وسيكون.
التفسير الوحيد الذي يمكن إعطاؤه لهذه الظاهرة فوق الطبيعية هو أن نتنياهو نجح في أن يطبق بشكل كامل نظرية ديكتاتورات سبقوه.
لقد زرع وعياً جديداً بحسبه يمكن العيش مع الكارثة. ليس فقط يمكن، بل يجب الاعتياد عليها كنمط للحياة. فقط هناك ضرورة لتعريفها بصورة صحيحة.
على سبيل المثال، «كورونا» ليست المأساة. فمعها نعرف كيف نتعامل، حيث إن رئيس الحكومة نفسه قام بإحضار ملايين التطعيمات، وقد وجه بنفسه كيفية إدارة نظام توزيعها، وأمر بالحفاظ على الحجر ووضع الكمامات، حتى أنه أعطى أمثلة على كيفية فرك الأنف ورمي المنديل في سلة القمامة.
الكارثة الحقيقية تكمن في سلوك الجمهور، الذي يخرق القانون والتعليمات، فهو يضغط من أجل فتح الاقتصاد وفتح مدارس تعليم التوراة ويتوق إلى الطيران إلى دبي، والآن يشتكي من أنهم لا يسمحون له بالعودة.
هنا يظهر الجزء الثاني من بناء الوعي المشوه. ما الذي تريدونه من رئيس الحكومة؟ أن يطلق النار على كل أصولي يذهب لتعلم التوراة؟ أن يدخل العصي وقنابل الغاز المسيل للدموع إلى داخل حفلات الزفاف العربية؟ هل يمكنه أن يفرض التطعيم على من لا يريد ذلك؟ أن يحمي مواطنين لا يريدون الحماية؟ نحن ديمقراطية، أيدي الدولة مكبلة.
وفي أفضل الحالات يمكنه أن يتخذ قرار هل يهاجم إيران أو يقوم بقصف غزة، من أجل الدفاع عن أمن المواطنين. ولكن أن يقوم بحمايتهم من «كورونا»؟ هذا غير مكتوب في العقد بين الدولة ومواطنيها.
من هنا إلى المرحلة الأخيرة من نظرية «التشويه». إذا كان يوجد أي أحد يعتقد أن رئيس حكومة آخر، رئيس حكومة غير متهم ولا ينشغل بمحاكمته يمكنه أن يتعامل بشكل أفضل مع الأصوليين والعرب ومع حفلات الأثرياء والشخصيات المشهورة، فرجاء قوموا بعرضه. ولكنكم تقولون إنه لا يوجد أي بديل لنتنياهو.
ومن الأفضل حتى أن لا تحاولوا. هذا الإدراك نجح في الحفاظ على حكم المستبدين على مدى فترات طويلة.
ومشاعر الطريق المسدود بدأت بالتجذر أيضا في إسرائيل، لا سيما بعد أن بدأ الاحتجاج الجماهيري بالخفوت، وحطمت سرقة بني غانتس للأصوات أي أمل والإيمان بوجود أي بديل. والأخطر من ذلك، الإحباط العميق يزيد الخوف من التغيير. هل ربما حقا لا يوجد من يستطيع أن يتحدث مباشرة مع مدير عام «فايزر»، أو يحقق لنا السلام مع الدول العربية، أو يعرض علينا خطة اقتصادية تنقذ الدولة من الأزمة، ويعيد العاطلين إلى العمل؟
فجأة نتنياهو هو بالإجمال أقل الشرور. وفي الظروف الحالية هذا غير قليل، لكن هذا غير كافٍ.
وإذا كان هو الواحد والوحيد فمن المحظور السماح للمحكمة بأن تأخذه منا. نحن بحاجة إليه، والآن أكثر من أي وقت مضى. هكذا يُعرفون الكارثة.
عن «هآرتس»