أيوجد شيء كهذا، سياسة وايديولوجيا

حجم الخط

اسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين

مفاجأة المرأة في الاسود. في الاشهر الاخيرة توجد ميراف ميخائيلي في وضع شبه متعذر. كان لـ “العمل” ثلاثة ممثلين في الكنيست فقط. اثنان منهم ارتبطا بحكومة نتنياهو وهي بقيت في الحزب، عملت كمعارضة. وتنبأت في الاستطلاعات بالموت القريب لحزب العمل، وكان يخيل ان معجزة فقط يمكن أن تنقذه، وقد حصلت هذه المعجزة.

​حصلت بفضل امرأة واحدة، غير عادية، على اقل تقدير، تطول جملها بسبب اصرارها على الحديث بلسان جماعي للرجال وللنساء معا، لا تتظاهر، قلبها ولسانها موحدان، لا تتحمس ولكنها تعرف كيف تطلق السهام بدقة، بل وان تصيب.

​الكل يقول انهم جاءوا الى السياسة انطلاقا من الايديولوجيا، لان ما يهمهم هو وجودنا الجمعي وليس مصلحتهم الشخصية. ولكن الناس يصدقون ميراف ميخائيلي. فهي مثيرة للفضول، مفاجئة، حازمة، وحقيقة ان حزب العمل قرر تكليفها برئاسة (بعد ان فرضت عليه ميخائيلي، من خلال قرار في محكمة العدل العليا، اجراء انتخابات تمهيدية، وعدم تكرار اساليب الغرف المليئة بالدخان)، خلقت، بسرعة، واقعا جديدا، مع فرصة حقيقية لمتلازمة طير الرمال للحزب القديم جدا. المرأة الوحيدة التي تقف على راس حزب في اسرائيل في الكنيست الـ 24 كفيلة بان تكون مفاجأة الانتخابات القادمة.

​كوخافي يحذر بايدن. في خطابه في معهد بحوث الامن القومي، اعلن رئيس الاركان ان ليس فقط خطيرة هي العودة الى الاتفاق النووي الاصلي بل وخطيرة ايضا تعديلات “طفيفة” عليه وان الجيش الاسرائيلي يعد امكانيات هجومية ضد البرنامج النووي الايراني. هو لم يتحدث الى الايرانيين، ولم يهددهم بشكل يناسب رؤساء جيوش اخرى ولا لقائد الجيش الاسرائيلي. تحدث الى إدارة بايدن.

​عندنا انشغل الناس في مسألة هل كان وزير الدفاع عالما باقواله وهل كان رئيس الوزراء عالما بنواياه. ودون أن اكون ضالعا في ذلك مستعد لان اراهن بانه لم تكن لهما اي فكرة عن ذلك، وانهما لو عرفا لامرا رئيس الاركان كوخافي بالامتناع عن التهديدات.

​غير أن هذا ليس السؤال المركزي. في الولايات المتحدة تعمل ادارة جديدة. لجهاز الامن توجد مصلحة عليا لضمان التعاون الحميم  مع هذه الادارة. والادارة معنية بان تعود الى طاولة المفاوضات مع ايران على اساس الاتفاق القائم، وهي تفهم جيدا الضرر الذي ألحقه ترامب عندما اخرج امريكا من ذاك الاتفاق.

​بدلا من نيل العناوين الرئيسة على تبجحات زائدة كان من الافضل للمؤسسة السياسية والامنية ان تركز على تصميم الحوار مع الادارة وان تقول من خلف الابواب المغلقة ما هو حيوي حقا لاسرائيل انطلاقا من الفهم بان استئناف الاتفاق مع ايران، في ظروف محسنة هو مصلحتنا الوطنية.  

​لا يمكنها ان تقبل “نعم” كجواب. في الاسبوع القادم ستحل الذكرى الخمسين لمشروع السلام الذي تقدم به مبعوث امين عام الامم المتحدة الى الشرق الاوسط، غوناريارينغ لغولدا مائير وانور السادات. الرئيس المصري وافق (مع تحفظ رمزي) اما غولدا فرفضت. من يقرأ مشروع يارينغ سيكون صعبا عليه جدا أن يجد الفوارق التي بينه وبين اتفاق كامب ديفيد، الذي وقع بعد ست سنوات من ذلك بين السادات وبيغن، بعد حرب يوم الغفران التي كانت ستمنع بلا شك لو لم ترفضه غولدا.

​عندما التقيت يارينغ، في زيارة  الى السويد في  نهاية الثمانينيات، روى لي انه ذهل من جواب “السيدة العجوز”. فهي ببساطة لا  يمكنها أن تقبل “نعم” كجواب، قال.