هل من رسالة سياسية من وراء فتح معبر رفح..؟!

حجم الخط

كتب حسن عصفور

 احتضنت القاهرة، لقاء الفصائل الفلسطينية، المثقل بقضايا من الصعب تحديد هل يمكنها الانتهاء منها، ام تتفق على إعادة تدويرها مع وضع آليات ضبط الخلاف الحاد، وفتح الباب نحو اجراء الانتخابات البرلمانية علها تفرض واقعا سياسيا جديدا، لكل أطراف المشهد، الذي يحيطه غموضا فريدا.

انطلاق جولة اللقاء الأخير، لم تمثل انعطافة جاذبة للفلسطيني، الإنسان، كون الماضي الفصائلي الحواري لم ينتج ما يدفع للتفاعل الإيجابي، لكنه ينتظر فلعل هناك ما يمكن اعتباره "تغيرا ما" لصناعة حدث جديد، ولا يوجد مفاجأة في هذا حيث التجارب السابقة أكدت، ان "المصلحة الوطنية" كانت الغائب البارز في مسار لقاءات متنقلة، وبيانات كثفت لغة وردية اللون سوداوية الفعل.

ولعل الدرس الأبرز، الذي قد تحتاج قراءته أطراف لقاء القاهرة الجديد، كيف أن الفلسطيني انشغل بشكل كبير في قضية فتح معبر رفح، وهل هو فتح عابر أم سيكون هناك تغييرا جذريا، وتبادل حركة الخبر مع موازي، عن قيام أمن حماس بإطلاق سراح بعضا من معتقلي حركة فتح من سجونها.

التفاعل الشعبي، وإن كان الأمر "غزيا" بامتياز، لكنه جذب الحالة الشعبية للتفاعل بما فاق كثيرا ختام اليوم الأول من "لقاء سيتي ستارز" بالقاهرة، وما اثاره ذلك اليوم الطويل الذي تحدث البعض وكأن المشهد يعيش حالة ساكنة، وارتبط السؤال بتلك المسألتين.

خبر فتح معبر رفح دون تحديد ليوم الاغلاق، كما جرت عادة الخبر، منذ سنوات طويلة، فتح "نقاشا شعبيا" على مختلف مواقع التواصل، هل حقيقة ان المعبر سيعود الى ما كان عليه يوما، خروجا وعودة، وأن الأمر رسالة أولية، ان قطاع غزة وضع حجر جديد في طريق العودة نحو شرعية اهتزت كثيرا منذ انقلاب يونيو 2007، بعيدا عن اللغة الفاجرة بكذبها.

المسألة لا تتعلق بخروج وعودة أهل القطاع فقط، كما يعتقد البعض، بل هي إعادة تصويب مكانته السياسية التي أصابها حركة تشويه جذرية، وفتح شهية البعض لزرع ثقافة "الكيانية الاستقلالية"، دون أن يمثل ذلك الفتح، لو تم الى نهايته، اغلاق تلك "الشهوة السياسية" التي تتجاذبها دولة الكيان مع أطراف مصابة بعقدة الحكم، بأي مظهر كان.

أهمية الحديث عن فتح معبر رفح، ورغم قيمته الإنسانية الكبيرة، فهو يمثل رسالة سياسية مبكرة من الشقيقة الكبرى مصر، ويبدو بتفاهم ما مع اشقاء عرب آخرين، بأن "الشرعية" تدق باب قطاع غزة، والشرعية هنا هي النظام السياسي الذي سيكون نتاج الانتخابات لو تمت الى نهايتها، دون تأثر بمن سيفوز.

رسالة سياسية قد تمثل قوة دفع خاصة للسير بالعملية الانتخابية الى نهايتها، وخاصة البرلمانية منها، ولن تنشغل كثيرا بتفاصيل فلسطينية تتعلق بماهية هذه الانتخابات، خاصة وأن فتح المعبر تزامن مع انطلاق حوار فلسطيني ولقاء وزاري عربي خاص بفلسطين.

الرسالة المصرية - العربية للفلسطينيين بدأت تتضح نحو إتمام العملية الانتخابية، لمواجهة مرحلة سياسية بعد التغيير الأمريكي، والعودة لمسار ضل الطريق في عهد إدارة ترامب، بما يفتح الباب لمسار تفاوضي يفتح باب حل الصراع في الشرق الأوسط.

ويبدو أن الانتخابات هي الخيار الأنسب الذي تعتقد أطراف إقليمية ودولية لتجاوز أزمة الانقسام العميق، خاصة وأن نتائجها لن تفرز "فائزا" بل ستفرض مشهدا من "تعاون إجباري"، دون أن يعني نهاية شاملة لمرتكزات الانقسام، ومنها مسائل لا تعني كثيرا غير الفلسطينيين، ولن تقف تلك الأطراف عند من يسبق من، حكومة توافقية، ام بقاء الأمر الى حين انتخابات تفرز ذلك.

الضغط الإقليمي الدولي من أجل انجاز المسار الانتخابي، بات الخيار الأول، والذي قد لا يسمح بالهروب منه، بأي شكل كان، ولكل فعل رد فعل ليس مساو له بل سيكون أضعافا منه...ذلك هو المتغير الذي لم يكن جزءا من مشهد اللقاءات الفلسطينية السابقة.

التوافق – الاتفاق خيار الضرورة المرتقب...

ملاحظة: مريح للنفس جدا، ان تتابع محاكمة أبرز رموز الشر السياسي المعاصر...تيتي وبيبي..الأول بتهم قد تطيح به الى مجهول بعيد والثاني الى ظلام طويل...صراحة مشهد ما كان ولا في الخيال بس يكمل!

تنويه خاص: إعلام حماس وكلمنجيتها مصابين بحالة تلبك عام...مش قادرين يرفضوا ومرعوبين من موافقتهم...ياااه يا زمن!