اعتبر وزير القضاء لدى دولة الاحتلال دانيال فريدمان، أنّ قرار المحكمة الجنائية الدوليّة في القضايا الموجهة ضد "إسرائيل" فضيحة من الدرجة الأولى.
وقال فريدمان في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت": "إنّ المحكمة منحت نفسها سلطة الاستماع لقضية لم يصرح لها مطلقًا بالاستماع إليها، وقد وجدت المحكمة نفسها تتعامل مع قضية سياسية يكتنفها الآن عباءة قانونية".
وأكّد على أنّ "إسرائيل" ستُعاني من صداع خطير، إثر قرار محكمة الجنايات الدوليّة، مُضيفاً: "القرار متوقع، فالفلسطينيون يفعلون ذلك منذ عدة سنوات، والتحريض في لاهاي لم يكن سرا.
ووجه فريدمان سؤالاً: "ماذا يجب أنّ تفعل إسرائيل، وهي تعلم من تجربتها أنّه ليس من السهل التعامل مع قضية سياسية بغطاء قانوني؟!".
وأوضح أنّ جملة خطوات "إسرائيلية" مطلوبة للتعامل مع القرار الدولي في لاهاي، وأولها استعادة علاقتها مع الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، وثانيها تطوير علاقتها مع الجالية اليهودية الكبيرة في الولايات المتحدة، بعد أنّ أصبحت أجزاء كبيرة منها منفصلة، وأخيراً تعزيز مكانة "إسرائيل" في أوروبا.
وتابع: "يجب على إسرائيل إعادة التفكير في موقف المحكمة من القضية الفلسطينية، والاكتفاء من وضع اللوم على الفلسطينيين في كل مشاكلهم ومشاكلنا، ونتهمهم بأنّهم رفضوا كل المقترحات المقدمة لهم، وهم مؤيدون للعمليات المسلحة، ويدفعون رواتب لمنفذيها المحكوم عليهم بالسجن وعائلاتهم، ويطبعون الكتب المدرسية التي تشجع على الهجمات العسكرية".
وشدّد على أنّ كل هذه الاتهامات "الإسرائيلية" الموجهة للفلسطينيين لا تُحرر "إسرائيل" من مسألة ما إذا كانت إسرائيل كاملة بالفعل، لأنّ أصدقاءها في أوروبا والولايات المتحدة ليسوا مقتنعين بالتأكيد، مُتسائلاً: "هل الفلسطينيون في الأراضي الخاضعة لسيطرتنا محميون من مهاجمتنا، وتدمير ممتلكاتهم، والإضرار بمزارعهم ومحاصيلهم؟!".
واستطرد: "هذه اعتبارات مهمة، لكنها ثانوية، لأنّ الاعتبار الرئيسي هو مصلحة إسرائيل الحيوية، من خلال الوصول إلى نهاية للوضع الذي نسيطر فيه على ملايين الفلسطينيين بدون حقوق مدنية، وهذا وضع لا يطاق، ولا يمكن له أنّ يستمر عقودًا من الزمان، ومن المحتمل جدًا ألا نتمكن في النهاية من تغييره أيضا".
وفي ختام مقاله، طالب فريدمان "إسرائيل" بالتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، من خلال إعادة التفكير، مُستكملاً: "إذا لزم الأمر أيضًا من خلال إجراءات أحادية الجانب عادلة ومتوازنة، من شأنها تغيير الصورة في كل ما يتعلق بمناطق الضفة الغربية".