الحـضـيـض الــــذي وصـــل إلـــيــه نـتـنـيـاهــــو

حجم الخط

بقلم: يوسي فيرتر

 

 


اتفاق الأصوات الزائدة الذي وقع بين الليكود والصهيونية الدينية يغلق دائرة: الشخص الذي في خريف 1995 تطاول من فوق الشرفة وسار على رأس مسيرة تحمل مجسم تابوت، يشبك يديه مع الشخص الذي لوح بالرمز الذي تم انتزاعه من سيارة رئيس الحكومة وحذر: "مثلما وصلنا إلى هذا الرمز، يمكننا الوصول ايضا لرابين".
بالنسبة للأغلبية الساحقة من الجمهور فإن المفهوم اليابس إلى حد ما "اتفاق الأصوات الزائدة" لا يقول أي شيء.
إذا يجب علينا الشرح. من سيصوت لليكود يمكنه، في وضع معين، أن يدخل إلى الكنيست اوريت ستروك (رقم 5 في القائمة) أو آفي معوز، رئيس حزب نوعم الظلامي (رقم 6 في القائمة). أي أن يعزز القائمة المتطرفة التي يترأسها بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غبير، وهما السياسيان العنصريان والأكثر كرها للمثليين في النظام السياسي.
هذا بسيط جدا: يسري اتفاق الأصوات الزائدة فقط على قائمة تجتاز نسبة الحسم. وحسب الاستطلاعات الأخيرة فإن الصهيونية الدينية ستحصل على 4 – 5 مقاعد.
سيقدم وزير أو وزيران فيها استقالتهما (في إطار القانون النرويجي). ومعوز الذي مقارنة به حتى بن غبير يبدو شخصا معقولا، سيصبح عضو كنيست وعارا على دولة إسرائيل بفضل نتنياهو.
بقي نتنياهو بعد المناورة الرباعية التي قام بها جدعون ساعر ويئير لبيد ونفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان (الذين وقعوا على اتفاقات زيادة أصوات فيما بينهم)، دون أي عصيدة في الصحن.
أي زعيم حزب لديه القليل من الخجل والقيم والكرامة كان سيعلن أنه يفضل أن يعرض للخطر أحد المقاعد على التعاون مع عصابة متطرفين خطيرين.
هكذا كان سيتصرف مناحيم بيغن واسحق شمير واريئيل شارون. نتنياهو. وماذا عن نتنياهو؟ لقد أضحكتموني. ليس فقط اتفاق أصوات زائدة – حتى على اتفاق ائتلافي سيوقع معهم وسيعينهم وزراء ورؤساء لجان مهمة في الكنيست، ليس بالضبط لأنه تعهد بذلك في الاتفاق البائس الذي وقع أمس، منذ متى هو يحترم الاتفاقات، بل لأنه ببساطة ليس لديه أي خيار آخر.
دونهم لن يكون له ائتلاف أو حكومة. فهو فقد منذ زمن الكوابح، كل وسيلة يمكن أن تساعده على الهرب من المحاكمة، مشروعة في نظره حتى لو كان الأمر يتعلق بهستيريا كاملة.
إن الحضيض الذي وصل إليه نتنياهو هو نتيجة العملية التي مر بها في السنة الماضية. كل حزب وكل زعيم يتفاخر بالتعبير عن شيء من الرسمية والاتزان، ويعبر عن شيء من "التيار العام" الإسرائيلي، يبعدون أنفسهم عنه وكأنه شخص مصاب بالصرع. وقد بقي مع الهامشيين: الأصوليين، والأصوليين القوميين وأتباع مئير كهانا.
الآخرون يفضلون الارتباط فيما بينهم، بما في ذلك نفتالي بينيت الذي في سيناريو معين بالتأكيد من شأنه أن ينضم لليكود بعد الانتخابات. ولكن رأيه حول نتنياهو لا يختلف عن رأي زملائه.
تم قبل بضعة أيام إرسال شخصيات كبيرة من الليكود لوسائل الإعلام من أجل تهدئة الجمهور. لن يكون بن غبير جزءا من الائتلاف، وعدوا، كل واحد بأسلوبه. فطريقه ليست طريقنا. وهم لم يعرفوا أنه في الوقت الذي كانوا فيه ينشرون الأكاذيب فإن اتفاق الأصوات الزائدة، وفيه التعهد بتعيين ممثلي الصهيونية الدينية وزراء في الحكومة، آخذ في التبلور. أمس صمتوا وهم مصابون بالحرج والإهانة والاشمئزاز.

عن "هآرتس"