كشف مسؤول رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية، أن الرئيس محمود عباس، سيعرض على نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال لقاء القمة المقرر الأحد المقبل، في العاصمة المصرية القاهرة آلية جديدة لإعادة فتح معبر رفح البري من جديد.
وقال : إن "آلية فتح المعبر التي سيعرضها عباس على السيسي، ستكون مؤقتة، إلى أن يتم الاتفاق مع حركة حماس على آلية توافقية على أن تتولى حكومة التوافق الوطني التي يترأسها الدكتور رامي الحمد الله المسؤولية الكاملة في إدارة المعبر الحدودي".
ولفت المسؤول طالباً عدم ذكر اسمه، إلى أن "السلطة عرضت على حركة "حماس"، خلال لقاء في العاصمة اللبنانية بيروت، جمع بين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، وعضو المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق، آلية فتح معبر رفح المؤقتة، وأن حركة "حماس" لم تعارض، بل دعمت هذا التوجه".
- آلية متكاملة
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن "الرئيس عباس سينقل للرئيس السيسي تصوراً كاملاً لعملية فتح معبر رفح وكيفية السيطرة الكاملة على إدارة المعبر وتجهيز الأسماء كافة التي ترغب بالسفر عبره؛ وكذلك الدور الذي تقوم به حركة حماس في إدارة المعبر".
وكشف أن "آلية فتح معبر رفح الجديدة التي سيعرضها عباس على السيسي، ستكون على مرحتلين يبدأ تنفيذها فعلياً بداية شهر يناير/ كانون الثاني من العام المقبل، تتمثل في فتح المعبر بداية العام المقبل، لمدة ثلاثة شهور بصورة مؤقتة مرة كل أسبوع، وفي حال تمت دون عقبات ستصبح في المرحلة الثانية مرتين أسبوعياً مع زيادة أعداد المسافرين من الجانب الفلسطيني".
وأشار إلى أن "آلية تسجيل المسافرين وبحسب "خطة عباس" ستكون بشكل رسمي عبر مكاتب السفر في قطاع غزة، على أن ترحل تلك الأسماء مباشرة الى الأجهزة الأمنية المختصة في رام الله للاطلاع عليها، ومن ثم توجه إلى السفارة المصرية الموجودة في مدينة رام الله بالضفة الغربية، بصورة أسبوعية".
وتابع حديثه: "الأسماء ستُعرض على السفارة المصرية لإجراء البحث الأمني عليها، على أن يتم تقديم الموافقة للمسافرين بعد 24 ساعة فقط، ويتم بذلك تحديد اليوم المناسب للسفر عبر معبر رفح". موضحاً أن "الفئات المشمولة بالسفر ستكون خلال الشهور الثلاث الأولى؛ الطلبة والمرضى وأصحاب الإقامات الخارجية، على أن يتم تعديل القائمة والمسموح لهم بالسفر خلال المرحلة الثانية من فتح المعبر البري".
ورداً على تساؤلات ، حول الدور الذي ستلعبه حركة "حماس" في إدارة معبر رفح في "خطة عباس" ذكر المسؤول بأن "حماس تعلم جيداً أن مصر ترفض وبشكل قاطع وجودها بالمعبر، وبالتالي وصلنا لصيغة تفاهم ولو مؤقتة لادارة المعبر دون مشاركة حماس، حتى إنهاء أزمة العالقين على جانبي المعبر".
وأشار إلى أن "بعض ممثلي الأجهزة التابعة لحركة "حماس" سيوجدون على معبر رفح، فقط لتسهيل دخول المسافرين من وإلى المعبر"، لافتاً إلى أن "الأموال التي تستوفى من المواطنين الذي سيجتازون المعبر ستحول كاملة للجنة مختصة متوافق تتبع حكومة التوافق الوطني".
وأفاد سفير دولة فلسطين في مصر جمال الشوبكي، الثلاثاء، أن الرئيس محمود عباس سيتوجه الأحد المقبل إلى العاصمة المصرية القاهرة للاجتماع بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، موضحا أن جدول الأعمال سيتناول التطورات في الأراضي الفلسطينية.
وذكرت مصادر خاصة بأن قضية فتح معبر رفح ستكون على رأس أولويات المباحثات في ظل الحديث عن اشتراطات مصرية تتمثل في تسليم المعبر بشكل كامل للرئاسة لتمكين الفلسطينيين من التنقل بسهولة عبره وفتحه بشكل دائم.
- خطوات هامة
بدوره أكد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" أن "الرئيس عباس سيبحث خلال لقاء القمة المرتقب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أزمة إغلاق معبر رفح البري والبحث عن حلول عملية لإعادة فتحه من جديد".
وقال "لا يمكن لأحد أن يقبل أن تستمر معاناة آلاف العالقين على جانبي المعبر الحدودي ويجب أن نبذل كل جهد ممكن من أجل إعادة فتح معبر رفح بشكل فوري ضمن تفاهمات معينة".
وأشار إلى أن "الرئيس عباس سيحاول خلال لقاء السيسي عرض بعض المقترحات والحلول العاجلة التي يمكن من خلالها إعادة فتح معبر رفح مع الحفاظ على أن تبقى إدارة المعبر البري تحت سيطرة حكومة التوافق الوطني بعيداً عن حركة حماس".
وذكر الأحمد أن "معبر رفح متنفس وحيد لسكان غزة ولا يمكن ربطه بالعلاقة بين حماس والجانب المصري لذلك نبحث عن حلول عملية وعاجلة لضمان فتح المعبر بصورة مؤقتة لحل أزمة آلاف العالقين وخاصة من المرضى والطلبة".
وبيّن أنه "سنعرض حلول مؤقتة على الرئيس المصري لفتح المعبر، ولكن الحل الوحيد هو بتمكين حكومة التوافق الوطني عملها في القطاع وإدارة المعابر الحدودية كافة بما فيها معبر رفح".
وكانت مصادر مطلعة في حركة "حماس"، كشفت منذ نحو أسبوع أن "الحركة تدرس تسليم معبر رفح للرئاسة الفلسطينية لفتحه أمام حركة المواطنين الذين يرغبون بالسفر وخاصةً المرضى منهم".
- حماس ترحب
حركة "حماس" من جانبها، رحبت بكل جهد فلسطيني وعربي يبذل من أجل إعادة فتح معبر رفح البري المغلق منذ شهور طويلة بأمر من السلطات المصرية.
وأكد إسماعيل رضوان، القيادي في "حماس" أن "حركته لا يمكن لها أن تعارض أي خطوة من شأنها أن تساهم في فتح معبر رفح وحل أزمة آلاف العالقين على جانبي المعبر الحدودي".
وأشار إلى أن "معبر رفح المتنفس الوحيد لسكان غزة نحو الخارج وعلى السلطت المصرية تذليل كل العقبات من أجل فتح هذا المنفذ وعدم إغلاقه في وجه أكثر من 1800 ألف فلسطيني محاصر في قطاع غزة".
ويربط معبر رفح البري قطاع غزة بمصر وهو معبر مخصص للأفراد فقط والمنفذ الوحيد لسكان القطاع (1.9 مليون فلسطيني) على الخارج وتغلقه السلطات المصرية بشكل شبه كامل منذ يوليو/ تموز 2013، وتفتحه لسفر الحالات الإنسانية.
وتقول الجهات الرسمية المصرية، إن فتح المعبر مرهون باستتباب الوضع الأمني في محافظة شمال سيناء، وذلك عقب هجمات استهدفت مقرات أمنية وعسكرية مصرية قريبة من الحدود.
ومنذ أن فازت حركة حماس، في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير 2006، يفرض الاحتلال الإسرائيلي، حصاراً برياً وبحرياً على غزة، شدده إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي 2007.