أصدرت قيادة الحركة الإسلامية الوطنية في فلسطين "الوسط"، وتيار الاستقلال الفلسطيني، بياناً مشتركاً حول نجاح جلسات الحوار الوطني الفلسطيني التي استضافتها القاهرة الأسبوع الماضي.
وقالت في بيانٍ وصل وكالة "خبر" يوم السبت: "إنّها تابعت باهتمام كبيرٍ حيثيات ونتائج الحوار الوطني الفلسطيني الذي احتضنته واستضافته مشكورةً الشقيقة الكبرى مصر، برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإدارة قيادة جهاز المخابرات العامة المصرية".
وأضاف البيان: "لقد سعدنا كثيراً بالنجاح الكبير الذي حققه الحوار، والتوافق على إجراء الانتخابات الفلسطينية العامة المقبلة، وفقاً للمرسوم الرئاسي الصادر عن الرئيس محمود عباس، باعتبارها الخطوة الرئيسة المهمة والضرورية على طريق إنهاء الانقسام الفلسطيني الأسود وإنجاز المصالحة الفلسطينية الشاملة وتكريس الوحدة الوطنية، وإعادة توحيد النظام السياسي والإداري والقانوني الفلسطيني، وانضمام جميع الفصائل والقوى والتيارات الفلسطينية والكل الفلسطيني إلى منظمة التحرير الفلسطينية، والعمل على إعادة بنائها وتطويرها والنهوض بها وبالقضية الفلسطينية".
وتابع: "يسرنا أن نتقدم إلى الرئيس محمود عباس، وإلى القيادة الفلسطينية وإلى جميع الفصائل الفلسطينية والكل الفلسطيني وجماهير شعبنا الفلسطيني الصابر المرابط، بأسمى آيات التهاني والتبريكات على التوافق ونجاح الحوار الوطني الفلسطيني، الذي استضافته ورعته الشقيقة الكبرى مصر وبذلت قصارى جهودها حتى يتحقق هذا التوافق والنجاح الكبير".
وأردف: "يُشرفنا أن نتقدم بجزيل الشكر ووافر الامتنان والتحيات والاحترام والتقدير إلى فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله، رئيس جمهورية مصر العربية، على رعايته الكريمة للحوار الفلسطيني، وإلى رئيس وقيادة جهاز المخابرات العامة، على احتضانها وادارتها جميع لقاءات وحوارات المصالحة الوطنية الفلسطينية منذ بدء الانقسام عام 2007، حتى الحوار الوطني الأخير، ومساهمتها الكبيرة والمؤثرة في تذليل كافة العقبات واقناع الوفود الفلسطينية بأهمية وضرورة التوافق على جميع القواسم المشتركة سعياً لإنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية".
واستدرك: "نؤكد على أنَّ الشقيقة الكبرى مصر، برئاستها وقيادتها الحكيمة والرشيدة، ورئاسة وقيادة جهاز المخابرات العامة المصرية، هي الراعي والشريك الوحيد في ملف إنهاء الانقسام الفلسطيني والمصالحة والحوار الوطني الفلسطيني، وتوحيد النظام السياسي والإداري والقانوني الفلسطيني، وإعادة بناء وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية والتحاق الكل الفلسطيني إلى صفوفها، فمصر هي الشريك الرئيس والمحوري والمركزي والتاريخي في الدم والمصير والقرابة والنسب والمصاهرة والجوار، وهي على مدى التاريخ الداعم الرئيس والأكبر والأهم للشعب الفلسطيني الصابر وقيادته ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية والكل الفلسطيني من أجل نيل الاستقلال الوطني والحرية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وكانت ومازالت وستبقى مصر برئاستها وقيادتها الوطنية والقومية الشجاعة والحكيمة والرشيدة، الشقيقة الكبرى ودولة المحور والمركز والعمق العربي والإسلامي التي تقف بنتهى الإخلاص والتفاني والبسالة والبطولة والشهامة إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية القومية العادلة، والتي تضعها القيادة المصرية على رأس ومركزية اهتماماتها وأولوياتها ودعمها ومساندتها وتأييدها، وحمايتها من التصفية والضياع".
واستطرد: "كما نؤكد على أنَّ نجاح الحوار والتوافق على اجراء الانتخابات والقبول بنتائجها، ثم تشكيل(حكومة وحدة وطنية جامعة) والعمل على اعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، يعني بدء مرحلة وطنية جديدة تمنح مسيرة الكفاح والنضال الوطني الفلسطيني دفعةً قوية وكبيرة، تستعيد بها القضية الفلسطينية مكانتها الرئيسة والمركزية لدى الأمة العربية والإسلامية والعالم، خصوصاً أنَّ أهمية الحوار والتوافق الوطني الفلسطيني ونجاحه الكبير، جاء عقب قرار الجنائية الدولية بولايتها القانونية على أراضي دولة فلسطين المحتلة عام 1967بما فيها القدس الشرقية المحتلة، وبالتزامن مع تحرك مصري ــــ أردني كبير وواسع على مختلف المستويات العربية والإقليمية والدولية، وعودة الدور والتحرك المصري المحوري المتوهج النشط والمؤثر والواسع لتوفير الدعم الشامل للقضية والحقوق والمطالب الفلسطينية المشروعة، وفي مقدمتها حق تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية، واعادة الصلابة والوحدة والانسجام والتوافق للموقف العربي، والذي نتج عنه القرار الهام والرائع للاجماع العربي لوزراء الخارجية في اجتماعهم الطارئ بالجامعة العربية بدعوةٍ من الشقيقتين مصر والأردن، والذي جدد التأكيد على مركزية ومحورية القضية الفلسطينية وعلى حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم واقامة دولتهم المستقلة".
وجاء في البيان: "إنَّ ماتقوم به الشقيقة الكبرى مصر، من تحركات وجهود جبَّارة هامة ومؤثرة للم الشمل العربي، ورأب الصدع وتوحيد الكلمة والمواقف والصفوف الفلسطينية، في مواجهة التحديات والمخاطر الكبرى التي تتهدد القضية الفلسطينية والعرب جميعاً، واقناع الفصائل الفلسطينية بالتوافق على اجراء الانتخابات لاستكمال خطوات بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، فهو تجسيد حي وحقيقي لدور مصر التاريخي المحوري والمركزي ومواقفها الثابتة والأصيلة تجاه القضية الفلسطينية. ونشهد للشقيقة الكبرى مصر، أنَّها عملت بتفانٍ وشرف واخلاص وقوة وتجرُّد منذ وقوع الانقسام اللعين على انجاح وانجاز المصالحة الفلسطينية الشاملة وتوحيد الصفوف في مواجهة المؤامرات والمخططات الصهيونية الإجرامية التي تعمل من أجل تصفية القضية، والتصدي للتغوَّل والعدوان الاستيطاني والتهويد ومصادرة الأراضي وتهجير وتشتييت الفلسطينيين وتغيير التركيبة الديمغرافية والهوية الحضارية التاريخية للقدس والضفة الغربية المحتلة، والمخطط الصهيوني الخطير لفرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك عبر الاقتحامات اليومية لقطعان ومجرمي المستوطنين وشرطة الاحتلال وأجهزته الأمنية والمخابراتية، وارتكاب أبشع الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم، واستمرار العدوان والحصار الصهيوني ضد قطاع غزة منذ أكثر من عشرين عاماً".
كما جاء فيه أيضاً: "كان طبيعياً أن يستثمر العدو الصهيوني الانقسام الفلسطيني، وما انتجه من صراعات ومصائب وفتن وخلافات وتمزق وتشتت ومشاكل لايمكن حصرها، وأن يعمل على ادامته وتوطيد أركانه وتحويله من انقسامٍ طارئٍ ومؤقت، إلى انفصال دائمٍ، لكون الانقسام والانفصال يحققان للعدو الفرصةً ذهبية، للإستفراد بالشعب الفلسطيني وتنفيذ كافة مؤامراته ومخططاته الإجرامية بحق الفلسطينيين وأرضهم ووطنهم وتصفية قضيتهم الوطنية العادلة وتهويد مقدساتهم وتغيير الهوية العربية الحضارية التاريخية لفلسطين. وقد تسبب الانقسام اللعين وكل مانتج عنه من كوارث ومصائب في تراجع مكانة وموقع ومركزية ومحورية وأهمية وطهارة وقداسة القضية الفلسطينية لدى العرب والمسلمين والعالم، وفي كل عام جديدٍ مرً على الانقسام الأسود كانت الأمور تسوء أكثر مما كانت عليه من قبل، وكاد الانقسام أن يتسبب للقضية الفلسطينية بالضياع والتلاشى، ومن هنا كان لابد للفصائل الفلسطينية والكل الفلسطيني مدعوماً بالموقف والرؤية الرئاسية الفلسطينية ــــ المصرية الحكيمة، من استشعارها لحجم الخطر الحقيقي الذي يتهدد الوجود الفلسطيني والقضية والكيانية والجغرافيا الفلسطينية، والاستجابة الفورية للبدء فعلياً بالحوار المسؤول وتنفيذ بنود المصالحة، حتى يكون الكل الفلسطيني على قلب وكلمة وموقف ورؤية واحدة للمطالبة بكافة الحقوق الفلسطينية المشروعة والتصدي للتغول والعربدة والعلو والإفساد والإجرام الصهيوني، والعمل معاً صفاً واحداً على قلب رجلٍ وقائدٍ وزعيمٍ واحدٍ لتحقيق أحلام وآمال الفلسطينيين بالسعي لانتزاع الاستقلال الوطني وانجازه وتجسيده في دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة والاستمرار والبقاء، ولهذا كان لابد من التوافق على مغادرة مربع الانقسام الأسود نهائياً ، وبذل كافة الجهود للتخلص من كافة نتائجه وتبعاته وتجاوز حقبته القبيحة السوداء، والعمل الجدي والمكثف والسريع لتحقيق المصالحة الشاملة، والتعاون لإنجاح الانتخابات وحسم كافة الاشكاليات والقضايا، والاستعداد لمرحلة مابعد الانتخابات بتشكيل (حكومة وحدة وطنية فلسطينة شاملة جامعة)، وتوحيد الجهود والنظام السياسي والإداري والقانوني الفلسطيني وصياغة برنامج سياسي موحد والنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني والتصدي للمخططات الصهيونية التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية، وضرورة تكثيف العمل والتعاون الديبلوماسي الفلسطيني ـ العربي، في ظل الإدارة الأميركية الجديدة، وماتشهده المنطقة والإقليم والعالم من تغييرات جوهرية متتالية وسريعة، حتى نتمكن من ازالة آثار الدمار والخراب التي تسببت بها إدارة الرئيس الأميركي السابق ترامب، ولابد أيضاً من تجاوز الخلافات واصلاح العلاقات الفلسطينية مع البعض العربي، بما فيها الدول العربية التي عقدت مؤخراً اتفاقيات للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وتمتين العلاقات الأخوية مع جميع الدول العربية، والاستثمار الإيجابي للمناخات والتطورات والتغيرات الهامة التي تشهدها المنطقة، وأهمها الموقف والتضامن العربي الجامع الداعم للقضية والحقوق الفلسطينية والتأكيد على الثوابت العربية بشأن القضية الفلسطينية، وتطوير وتنمية العلاقات الفلسطينية ــــــ العربية، وتشكيل قوة ضغط عربية لدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة".