مزهر: من ينفذ العمليات بالضفة والقدس هم ابناء الفصائل الفلسطينية

جميل مزهر
حجم الخط

توجه عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئول فرعها في قطاع غزة بخالص التحية لروح الشهيد البطل ابن مدينة الخليل إبراهيم السكافي منفذ عملية الدهس البطولية أمس، والتي أدت إلى مقتل وإصابة العديد من جنود الاحتلال، مشيراً أن هذه العملية بثت الذعر والرعب في أوساط هؤلاء الجنود، وأكدت أن الانتفاضة ومقاومة شعبنا متواصلة لن يوقفها أحد.

كما توجه مزهر بخالص التحية لجماهير شعبنا في القدس والضفة وال48 وغزة والمخيمات والشتات والذين يواصلون معركة الانتفاضة رغم التضحيات الجسام التي يقدموها.


وأكد مزهر خلال مقابلة متلفزة على إحدى القنوات المحلية أنه من أهم الإنجازات التي تحققت في الانتفاضة الحالية هو بروز جيل شبابي صاعد أخذ زمام المبادرة ويخوض المعركة، حيث ضربت هذه الانتفاضة المقولة الاسرائيلية التي كان يرددها الكثيرون من قادة الاحتلال " أن الكبار يموتوا والصغار ينسون"، ليؤكد هذا الجيل التضحوي تمسكه بالمقاومة وحق شعبنا في المقاومة حتى تحقيق أهدافه المنشودة في العودة والحرية والاستقلال.


وأضاف مزهر: " قال أحد الصحافيين الاسرائيليين بعد التصدي الأسطوري لأهل مدينة الخليل لتصاعد عمليات القتل والاعدام الميداني بدم بارد " ما يحدث في الخليل هستيريا وفشل لجنودنا في السيطرة عليها ووقفها، ولذلك أطالب بتغيير الواقع في الميدان وإعطاء الفلسطينيين تسهيلات حتى لو تطلب الأمر الانسحاب من كريات أربع ومن الحرم الابراهيمي".


وأضاف مزهر بأن هذه الانتفاضة أيضاً ضربت الإصرار الاسرائيلي على اعتبار مدينة القدس المحتلة " عاصمة أبدية لدولة إسرائيل"، حيث أفشل أهالي مدينة القدس وشبابها محاولات الاحتلال للسيطرة على مدينة القدس، لافتاً أن الانتفاضة أيضاً جاءت على عكس توقعات مؤتمر " هرتسيليا" العام الماضي والذي أخرج الوضع الفلسطيني من دائرة الصراع لصالح قضايا أخرى، حيث كان يراهن الاحتلال على الهدوء في المناطق المحتلة فجاءت انتفاضة الشباب الفلسطيني لتفاجئ الاحتلال وتخلط أوراقهم.


وأشار مزهر بأن الانتفاضة أيضاً وحدت جماهير شعبنا على امتداد الأرض الفلسطينية، حيث امتزج الدم الفلسطيني في الضفة والقدس وغزة ومناطق ال48 لتجسد وحدة الشعب والمصير.


وطالب مزهر بضرورة البناء على هذه الإنجازات بمواصلة الانتفاضة وتوفير كل مقومات الصمود والحماية لاستمرارها وتصعيدها حتى رحيل الاحتلال، مشيراً أن هذا الجيل الشاب بحاجة لقيادة على قدر هذه التضحيات وهي مسئولية تقع على عاتق الفصائل الوطنية.


وأوضح مزهر بأن هذه الانتفاضة لم تأتِ من فراغ بل اندلعت بعد سلسلة من التراكمات المتواصلة والمستمرة لأبناء شعبنا، في ظل تصعيد صهيوني متواصل من عمليات تهويد وقتل ومحاولات تغيير الوقائع على الأرض، واقتحام المسجد الأقصى ومحاولة تقسيمه زمانياً ومكانياً، لافتاً أن الرد الفلسطيني على هذه الجرائم كان متواصلاً، ونذكر على سبيل المثال وليس الحصر عملية الشهيد البطل معتز حجازي، والشهداء أبناء الجبهة الشعبية غسان وعدي وعلاء أبو جمل.


ونوه مزهر بأن من ينفذ هذه العمليات هم أبناء الفصائل الفلسطينية الذين تربوا وترعرعوا وتتلمذوا في مدارسها الوطنية، وإن كانت أعمالهم فردية فإنها نتاج تربية وطنية خالصة أسست لهذه الانتفاضة.


واعتبر مزهر أن المراهنات والأكاذيب التي تحاول التقليل من شأن الانتفاضة، أو المراهنة على توقفها، أو استسلام شعبنا لواقع الاحتلال وأوسلو ستفشل أمام استمرار انتفاضة شعبنا وتصعيدها في وجه الاحتلال.


وطالب مزهر بضرورة اعتماد توصيات اللجنة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي تدعو لضرورة التحلل من اتفاقية أوسلو ووقف التنسيق الأمني ووقف التعامل بالاتفاقيات الاقتصادية والسياسية والأمنية، مشيراً أن اعلان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقف التنسيق الأمني والسياسي والاقتصادي مع الاحتلال خطوة إيجابية هامة ولكنها تنتظر الترجمة العملية على أرض الواقع دون التلويح فيها فقط واستخدامها بشكل تكتيكي.


كما دعا لتنفيذ قرارات المجلس المركزي وفي مقدمتها ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة وإنجاز ملفات المصالحة، ودعوة الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وصوغ استراتيجية وطنية تحدد رؤية موحدة لاستمرارية الانتفاضة، ودعم صمود أهلنا من اجل استمرارية هذه الانتفاضة.


ودعا مزهر لضرورة مواجهة والتصدي كل محاولات العودة للمفاوضات العبثية والضارة، أو المراهنة على الإدارة الأمريكية المنحازة بالكامل مع الاحتلال والشريكة في عدوانه على شعبنا، مطالباً أيضاً بعدم الخضوع لابتزازات غربية من أجل القبول بمشاريع مشبوهة تسعى لإجهاض الانتفاضة وإنقاذ الاحتلال من ورطته.


وطالب مزهر بضرورة توفير الحماية السياسية للانتفاضة من خلال تعزيز صمود شعبنا وتعويض الأهالي التي هُدمت بيوتهم أو شردوا، وتعزيز التكافل الاجتماعي للأهالي في ظل الظروف الصعبة، ودعم المنتوجات الوطنية.


وأكد مزهر أنه من أهم المخاطر التي تهدد استمرارية الانتفاضة هو غياب القيادة الوطنية الموحدة، ومحاولة الاستخدام التكتيكي لتحسين شروط معينة والمراهنة على متغيرات معينة في الإقليم.


وطالب مزهر بضرورة العمل في إطار وطني وحودي من أجل تدعيم ركائز استمرارية الانتفاضة سياسياً وتنظيمياً واقتصادياً وإعلامياً، وتحويل هذا الاحتلال إلى مشروع خاسر أمنياً واقتصادياً ورفع كلفة احتلاله لنا.


كما طالب بضرورة عدم الاستهانة بأي خطوات نضالية دولية أو دبلوماسية، وفي مقدمتها التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحق شعبنا، فضلاً عن التحرك للضغط على المجتمع الدولي من أجل الدعوة لعقد مؤتمر دولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المنصفة لشعبنا لا التفاوض عليها.


ودعا مزهر لعدم المراهنة على الأنظمة العربية التي خلقتها الولايات المتحدة الأمريكية في إطار مساعيها لتدمير المشروع النهضوي العربي خدمة للمشروع الاسرائيلي، مؤكداً على ضرورة مراهنة الشعب الفلسطيني على نفسه أولاً والتشبث بحقوقه حتى يستطيع أن يقف معنا أحرار العالم والشعوب العربية.


ولفت مزهر بأن الانتفاضة الحالية جعلت القضية الفلسطينية تعود مرة أخرى للواجهة بعد سنوات طويلة من التهميش.