عجت مواقع التواصل الاجتماعي بآراء المتابعين حول قضية بناء مسجد يسمى مسجد خليل الوزير في المنطقة التي تقع في الغرب من قطاع غزة تحديداً منطقة الشيخ عجلين.
تباين الآراء واختلفت حول التكلفة المخصصة لبناء ذلك المسجد والتي تبلغ قيمة انشائه نحو مليون دولار، في الوقت الذي يعيش فيه قطاع غزة وضعا ماديا صعبة بفعل الحصار المفروض عليه منذ سنوات.
حيث غرد الكثير من مستخدمي العالم الأزرق بالسلب وابداء الاستياء من القيمة المخصصة لبناء المسجد، وعبر عن غضبهم في منشورات توضح أنه لو تم التبرع في ذلك المبلغ لإنقاذ حياة الآخرين أو ستر عائلات مشردة أو عائلات من ذوات الدخل المحدود بدل من وضع هذا المبلغ الكبير للغاية في منشأة.
استند المغردون المستاؤون في قولهم وانتقادهم لبناء المسجد، الى ان شكل المسجد يأخذ طابع كبرى الشركات في شكله الخارجي وان التكاليف المصروفة على ذلك الشكل الهندسي الجميل كان لابد من اختصاره بشكل بسيط والتوفير .
كما واستند المغردون المستاؤون على ان المساجد في قطاع غزة كثير وكثيرة للغاية، حيث لا يخلو شارع الا وتجد فيه مسجداً يقصده أهالي الحي، وأنه لا يوجد داعي لإنشاء مسجد بهذا الحجم وهذه الخسائر عليه.
لكن ومن جهة أخر وجد آخرون أن بناء المسجد فكرة ممتازة لأهل المنطقة وأنه سيكون من المساجد الرئيسية في المنطقة، وأن المسجد جاء من تبرع خيري الدولة الماليزية دون تدخل من السلطة أو الحكومة بغزة في نفقات ذلك المسجد كما وأن المتبرع أراد أن يحدد شكله ومكانه والمبلغ المخصص له.
نتيجة السيل من التعليقات وكمية الانتقاد الذي واجهه هذا المسجد بسبب قيمته المرتفعة في ظل وضع اقتصادي صعب، كان لا بد من الحكومة في غزة من الرد على تلك الانتقادات وتوضيح التفاصيل الذي يحملها هذا المشروع الذي تخطى لأن يكون مسجداً فحسب.
حيث كشفت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، تفاصيل مشروع إعادة إعمار مسجد الشهيد خليل الوزير "الشيخ عجلين"، جنوب مدينة غزة، بملغ مقداره نحو مليون دولار، بطراز معماري ماليزي، استجابة لطلب الجهة الدولية الداعمة.
وقالت الوزارة "تابعنا في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ما يتم تداوله عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص إعادة إعمار مسجد الشيخ عجلين (الشهيد خليل الوزير) وعليه نؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي قام بهدم 110 مساجد في حروبه المختلفة على قطاع غزة".
وأضافت "وزارة الأوقاف بصفتها الجهة الرسمية المسؤولة عن المساجد فهي تحرص وتبذل جهوداً كبيرة في التواصل مع أهل الخير من أجل توفير التمويل اللازم لإعادة إعمار المساجد التي دمرها الاحتلال، وقد تمكنت الوزارة من إعادة إعمار 94 مسجدًا بفضل الله ثم بجهود الخيرين من المؤسسات الخيرية ولجان الإعمار الأهلية، ولا زلنا نبذل جهودا لبناء ما تبقى (16) مسجدًا مدمراً كلياً ويعيش أهلها في معاناة دائمة".
وأكملت الوزارة "المشروع عبارة عن مبنى مكون من مسجد وطابق علوي سيكون مستوصفا صحيا "عيادة طبية" سيتم تشغيلها من قبل وزارة الصحة لخدمة أهالي المنطقة وله مصعد كهربائي لخدمة المرضى كبار السن والعجزة".
لكن برغم جميع ردود الفعل المتباينة تبقى الجهة الممولة والداعمة للمشروع هي من تقرر كيفية بناء وتكاليف ذلك المشروع من اجل اتمام بناء جميع المساجد التي هدمها الاحتلال ابان عدوانه على قطاع غزة .