"خلية أزمة فلسطينية" لحصار "مطبات" ما قبل الانتخابات!

حجم الخط

كتب حسن عصفور

 منذ اللحظة الأولى لصدور بيان الـ 15 بندا بعد حوار القاهرة فبراير 2021، كان واضحا أن البيان يحل مجموعة من "الثغرات"، او مطبات ستخلق أجواء غير صحية ما قبل العملية الانتخابية، خاصة وأن ثقافة الانقسام بل و"العداوة السياسية" أعمق من صور "المحبة الإعلامية" بين أطراف المعادلة الفلسطينية.

ولأن "الغموض" أو تجاهل معالجة بعض المسائل الضرورية ليست حلا، فقد بدأت حركة التلاسن – التراشق بين أطراف البيان، وإن كانت مركزة بين فصيلي الانقسام أكثر، فتح (م7) وحماس، داخل وخارج فلسطين

مراسيم الرئيس محمود عباس الخاصة بالحريات العامة ومقاعد مسيحيي فلسطين، ثم توقيع تفاهم الغاز بين فلسطين ومصر، ومسألة الاعتقالات السياسية وحركة التوظيف المفاجئ لحكومة حماس، من بين القضايا الأبرز التي فتحت باب الحملات الإعلامية الاتهامية المتبادلة، لم تقف عند حدود الاستفسار والمعرفة، بل قاربت الحد الاتهامي، وبعض من طرفي الحركتين تجاوز المسموح به، وقال كلاما لا يبشر خيرا قادما.

ولأن "مطبات" بيان القاهرة لم تعالج مباشرة، كان من الطبيعي بروز الأزمات التي ظهرت سريعا على المشهد الفلسطيني، ما يهدد بعضا من "ملامح" التكوين القادم للنظام الفلسطيني الانتقالي الجديد، خاصة مع غياب تشكيل حكومة من "لون واحد"، وفق القانون الجديد، ما سيفرض حالة "التشارك بالإكراه" بين مختلف مكونات البرلمان القادم.

ولكيلا تصبح الحالة التبانية واقعا خطرا، يمكن المبادرة، وسريعا، الى تشكيل ما يمكن تسميته بـ "خلية أزمة" لمتابعة ما يكون من سوء فهم لما بعد البيان، ولحصار ما يمكن حصاره من مواقف قد تصبح ضارة بالمعنى العام.

"خلية الأزمة" تتشكل من أطراف البيان – حوار القاهرة، زائد ممثل عن المنظمات الحقوقية الفلسطينية، يمكنها أن تكون إطارا فاعلا، دون اعتبارها مرجعية سياسية، بل إطار تفسيري مؤقت الى حين إجراء الانتخابات، التي لم يبعدنا عنها سوى أسابيع قليلة، تنتهي معها، كي لا يعتقد البعض أنها "إطار سياسي جديد" يماثل "الإطار القيادي" القديم، كي لا نقع في حساسية مجانية.

الخلية لا تمس أبدا بما للحكومة الفلسطينية في تنفيذ قرارتها التي ليست جزءا من اتفاق القاهرة الأخير، ولا تعيد تفسير المراسيم التي تمت الموافقة عليها، ولكن لكل ما قد يبرز من سوء فهم عام، في المرحلة الانتقالية الى ما بعد تنصيب المجلس التشريعي.

القيمة السياسية لتشكيل "خلية الأزمة"، انها تعيد ترتيب أولويات الثقافة السياسية من عداوة وصلت الى حد التخوين، الى خلافات في طريق التعاون الإجباري، ومحاصرة كل ما يمكن حصاره من "الثقافة المعادية" للآخر المخزونة منذ زمن بعيد.

ومع تطور التقنيات، وبروز حركة التواصل الإلكتروني يمكن لتلك الخلية أن تكون في حالة طوارئ، ولها حق التوضيح العلني لما يراه أطرافها لو كان ذلك ضرورة، بديلا لتراشق أطراف البيان تهما تسمم المشهد العام.

تشكيل "خلية أزمة" يمنح مصداقية ما لأطراف بيان القاهرة، والتي تفتقدها كثيرا مع الشعب الفلسطيني لأسباب لا وقت لتعدادها، بعد ما أوصلت القضية الوطنية لحدود الكارثة الكبرى.

ملاحظة: افتعال بعض شخصيات حمساوية شوشرة كلامية حول توقيع "تفاهم الغاز" بين مصر وفلسطين يثير الشكوك، خاصة وأن حكومتهم لم تنطق...هل كانت حركة افتعالية ترضية لحسابات تركية قطرية.. بدها تفكير!

تنويه خاص: عودة الكلام عن نشاط "الرباعية الدولية" متزامن مع تصريحات أمريكية للانسحاب النسبي من خطة ترامب يحتاج "استعداد وطني فلسطيني جاد"...والباقي عند الفصائل!