ثقوب في جدار الحدود مع سورية

حجم الخط

بقلم: اليكس فيشمان

 

 


لم يكن هناك تقصير، بل كانت هناك مواضع خلل. هكذا يقرر تحقيق قيادة المنطقة الشمالية في الحدث الذي وقع في الأول من شباط، حين اجتازت فتاة إسرائيلية الحدود إلى سورية دون عراقيل.
ومع ذلك، فإن الحدث الشاذ يطرح تساؤلات حول سلسلة الأعمال التي اتخذت منذ اللحظة التي وصل فيها مؤشر من الجدار الفاصل الذي اجتازته الشابة وإلى أن وصل إلى إسرائيل النبأ بأنها توجد في أيدي السوريين.
يدور الحديث عن فجوة بضعة أيام، في أثنائها في واقع الأمر لم يحصل هنا شيء.
وفي صالح المغامِرة الإسرائيلية يقال إنها كشفت على الأقل ثقبا في الشبكة كان يوجد هناك منذ سنوات طويلة.
وصلت الشابة الإسرائيلية إلى مجدل شمس في المساء. وهي تعرف المنطقة جيدا، على ما يبدو من رحلات سابقة، واعتلت درب الخراف في اتجاه الحدود السورية، حيث اصطدمت بالسياج القديم.
وهذا سياج إشكالي، احترق مؤخراً، والإشارات التي يبثها لغرفة العمليات جزئية بل مضللة.
ولكن بالصدفة التامة تسلقت السياج، الذي هو بارتفاع نحو مترين، بالذات في المقطع الذي عمل في ذاك المساء.
القوة المسؤولة عن ذاك المقطع شخصت الأخطار في غرفة العمليات، واتخذت الأعمال التي تقوم على أساس المراقبة التكنولوجية والمراقبة بالعين، وتوصلت إلى الاستنتاج بأن هذا إخطار عابث.
وبالمناسبة، من المشكوك فيه أن يكون الجنود سينجحون في وقفها حتى لو وصلوا إلى المكان، وذلك لأنها عملت بسرعة ولم يلاحظها أحد.
لم يجد تحقيق قيادة المنطقة الشمالية إهمالا في عمل الجنود، بل أخطاء ومواضع خلل، وعليه فلم تتخذ إجراءات شخصية.
قبل نحو عشر سنوات اقتحم المئات من السكان السوريين القرى الدرزية في هضبة الجولان، ومنذئذ استثمر الجيش مالا طائلا في بناء سياج ذكي ومكثف («ساعة رمل») مثل العائق الذي على الحدود المصرية. غير أن هذا السياج لا يغطي كل مقاطع المنطقة، حيث إنه لا تزال هناك نقاط ضعف تتحكم بها منظومات الكترونية. ولكن حتى هذا ليس حلا كامل الأوصاف، إذ دوما توجد مشاكل مثل النقاط الميتة والطقس العاصف، ما يجعل التشخيص صعبا.
والآن، بعد أن انكشف الثقب في الشبكة، ستتم معالجة نقطة الضعف هذه. ولماذا لم يكملوا المشروع على مدى عقد؟ التفسير هو خليط من المشاكل الطوبغرافية والمالية. هذه المرة، لشدة الحظ، لم يكن هذا حدثا أمنيا عنيفا، حيث إن الضرر اللاحق هو «فقط» سياسي.
الجنود في غرفة العمليات، الذين قدروا بأن هذا إخطار عابث، لم يبلغوا المسؤولين عنهم أيضا، حيث إن إسرائيل لم تبدأ في فحص المنطقة إلا بعد أن وصلت إلى هنا المعلومة بأن الشابة الإسرائيلية توجد في سورية.
وعندها صدرت الإشارة للقصة الدراماتيكية للخروج السري والمغطى إعلاميا جيدا لرئيس الوزراء وبديله من جلسات حكومية في «موضوع أمني مهم».
في السطر الأخير يروي الجيش لنفسه القصص: الفشل ليس كبيرا، ونحن أقوياء في منع الدخول إلى إسرائيل، وهذا هو المهم.
غير أن الثغرات تعمل في الاتجاهين. عقيدة القتال كتبت بالدم، العرق، والدموع.
انتهت هذه المرة بقليل من العرق وبمليون دولار، غرمنا بها، حسب المنشورات، الروس كي يهينونا قليلاً.

عن «يديعوت»