كشف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، صباح يوم الأربعاء، عن سبب موافقة الجبهة على المشاركة بالانتخابات الفلسطينية المُرتقبة.
وقال مزهر، في حديثٍ (لإذاعة صوت الشعب) رصدته وكالة "خبر": "إنّه بعد البحث المسؤول اتخذت الجبهة الشعبية قرار المشاركة في الانتخابات لعدّة أسباب"، مُشيراً إلى أنّ هناك مجموعة من الاشتراطات تحققت في حوارات القاهرة وهو ما شجّع الجبهة لاتخاذ قرار المشاركة في الانتخابات.
وأوضح أنّ الجبهة الشعبية لديها مؤسسات ولا تخضع قراراتها للأفراد، مُضيفاً "أنّها تُشارك في الانتخابات لتغيير موازين القوى في النظام السياسي الفلسطيني ومن أجل إعادة بناء وإصلاح منظمة التحرير".
وأكّد على أنّ مشاركة الجبهة في هذه الانتخابات لكي تكون جزء من المجلس الوطني الفلسطيني وستكون الجبهة جزء من هذه العملية، لافتاً إلى أنّ الحلقة الرئيسية هي إعادة بناء المنظمة من خلال انتخاب مجلس وطني توحيدي جديد .
وتابع: "سنقاتل ونستخدم كل الأوراق والتكتيكات من أجل تنظيم انتخابات المجلس الوطني القادمة ونريد إعادة الاعتبار للبرنامج الوطني والميثاق الوطني الذي يقوم على تحرير كل فلسطين وتحرير الإنسان الفلسطيني ونقف جميعًا على أنقاض اتفاقات "أوسلو".
وشدد على أنّ الانتخابات الفلسطينية ستجري على أساس وثيقة الوفاق الوطني والاتفاقيات الموقّعة السابقة، مبيناً أنّها ستخوض التجربة وفق برنامجها السياسي الوطني والاجتماعي المطلبي.
وحول ملف المعتقلين السياسيين في غزة والضفة، قال: "إننا سنكون أمام خطوات جدية في طريق الإفراج عن المعتقلين، وتواصلنا مع الأخوة في فتح وحماس من أجل ذلك"، لافتاً إلى أنّ الجبهة بصدد تشكيل لجنة للحريات، تهدف لمتابعة أي مساس بالحريات، وتتابع كافة القضايا.
واستطرد: "المطلوب الإفراج عن كل المعتقلين في الضفة وقطاع غزة، ووقفنا أمام العديد من الحالات وتبنينا قضايا المعتقلين، مُؤكّداً على أنّ الجبهة لن تتوقف عن العمل من أجل معالجة مشكلة المعتقلين.
وكشف أنّ هناك وعودات غداً بالإفراج عن عدد من المعتقلين السياسيين، مُنوهاً إلى أنّ الحريات أمر مهم وأساسي وجرى بحثه في القاهرة، حرية الدعاية والتنقل والترشح وحرية التعبير، وحرية استخدام مقدرات السلطة
وبما يتعلق بمشاركة الجبهة الشعبية بقائمة مشتركة، أوضح أنّ هناك حراكات شبابية، وهي تدير حوار جدي مع الكتل، من أجل تشكيل قطب شعبي، لافتةً إلى أنّه من المبكر أنّ نُعلن عن القائمة والأسماء.
وشدد على أنّه قبل الموعد المحدد والمقرر سيكون هناك قائمة وطنية تشمل المرأة والإخوة المسيحين، مراعين معايير فيها الكفاءة والاستقامة والنزاهة.
وأكمل مزهر: "رؤيتنا تقوم بالتمسك على الثوابت وموقف الجبهة المقاومة بكل أشكالها ونسعى إلى تحرير فلسطين وكل فلسطين وقابلنا بالحل المرحلي دون الاعتراف بـ"إسرائيل"، مُنوهاً إلى أنّ الجبهة ستشارك سياسيًا من أجل إسقاط اتفاق "أوسلو" ورفع شعار واضح بتبني المقاومة بكافة أشكالها.
وأردف بالقول: "إنّ البعض يُريد من الانتخابات تجديد الشرعية الفلسطينية ويعتقد أنّها ممكن أنّ تكون جسر للعودة مرة أخرى لمسار التسوية والمفاوضات لكننا نريدها رافعة حقيقية من أجل إلغاء اتفاقات "أوسلو" وإدامة الصراع مع الاحتلال وصولاً إلى الانتفاضة الشعبية".
وبين أنّ الجبهة الشعبية تُشارك على هذا الأساس وصولاً إلى الاشتباك الكامل مع هذا العدو، قائلاً: "من يراهن على المفاوضات يراهن على الوهم والسراب، واليوم نحن أمام انتخابات "إسرائيلية جديدة ومن سيأتي هم الأكثر يمينيّة .
واختتم مزهر حدثيه بالقول: "إننا ذهبنا إلى القاهرة ونحن نحمل الأمل لكل أبناء شعبنا، وحملنا كل معاناة المواطنين ووضعناها على الطاولة"، مُؤكّداً على أنّ أبرز ما ركّزنا عليه هو البرنامج والرؤية السياسية التي تتصادم مع اتفاقيات أوسلو التي ألحقت الضرر بشعبنا الفلسطيني.
