رأى النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، حسن خريشة، أن علاقة الفلسطينيين بالاحتلال الإسرائيلي "صدامية، وليست سلام ومفاوضات"، مؤكداً أن انتفاضة القدس "أعادت العلاقة الطبيعية مع الاحتلال".
وقال خريشة إن المواجهات التي بدأت منذ الأول من تشرين أول/ أكتوبر الماضي، هي "بداية ثورة غضب شعبي، ستتدحرج حتى تصل إلى انتفاضة شعبية فلسطينية عارمة في مواجهة المحتل".
وأكّد "المواجهات والهبة الشعبية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية لن تتوقف إلا بزوال وإنهاء الاحتلال"، مشدداً على ضرورة دعم انتفاضة القدس وإسنادها بقرار وغطاء سياسي، وفق قوله.
وبيّن خريشة أن حالة الإحباط التي أصابت الشباب الفلسطيني، جرّء العبث المتواصل بالقضية الفلسطينية والمفاوضات الهزلية ومحاولة قتل روح المقاومة، كلها أدت لاندلاع الانتفاضة، على حد تقديره.
وأفاد خريشة، بأن انتفاضة القدس وما يرافقها من أحداث وعمليات فردية تؤكد أن الشعب هو من يقود المواجهة مع الاحتلال، "وهو ما يؤكد وجود هوة بين جيل أوسلو والجيل الذي عاش سلبيات الاتفاقية"، حسب رأيه.
وقال "إن دور الفصائل الفلسطينية بأن تقوم بسد ذلك الفراغ، والإعلان عن قيادة ميدانية للحراك الذي تشهده الساحة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال". مؤكداً على ضرورة أن تعمل الفصائل على "سد الفراغ القيادي للانتفاضة".
وطالب خريشة بتشكيل "قيادة موحدة" لتنظيم وتطوير ما وصفها بـ "مظاهرات الغضب"، مؤكداً على ضرورة أن تأخذ الفصائل الفلسطينية دورها، داعياً السلطة الفلسطينية لأن يكون لها موقف واضح، وأن تتحرك لمواجهة جرائم الاحتلال.
وندّد خريشة بـ "عدم وضوح الموقف الرسمي الفلسطيني من الأحداث"، مطالباً السلطة بتحمّل المسؤولية عمّا يقوم به الاحتلال من قتل وإعدامات بحق المواطنين.
واستطرد خريشة "يجب على السلطة تدويل ما يحدث من جرائم وانتهاكات بحق الفلسطينيين، والعمل على تقديم قادة الاحتلال لمحكمة الجنايات الدولية".
وكشف خريشة، النقاب عن تعرض قيادة السلطة الفلسطينية لضغوط من قبل أمريكا وحلفائها لوقف الانتفاضة "بعد فشلها في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بسبب انحيازها لدولة الاحتلال"، وفق قوله.
واستدرك "جميع القرارات الدولية لن تحرّر شبراً واحداً من فلسطين ولن تمنع المستوطنين من دخول الأقصى، والقادر الوحيد على ذلك هو المقاومة الفلسطينية بمظاهرها وأدواتها المختلفة والتي تلاحق المحتل في كل مكان".
وأشاد خريشة ببطولات الشباب الفلسطيني "التي أسقطت صورة الجندي الإسرائيلي وبدّدت الهالة التي كانت حوله، وأرعبت المحتل بمختلف تشكيلاته وألوانه"، موضحاً أن "الانتفاضة أوجدت توازناً في الرعب، وحدّت من اعتداءات المستوطنين في القدس وضواحيها".
ورأى أن انتفاضة القدس أوقفت مشاريع سلطات الاحتلال الرامية لتقسيم المسجد الأقصى وتغيير الواقع الذي كان سائداً.