أكّد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الأربعاء، على أنّ فلسطين جسدت تجربة رائدة في الشراكة بين مكونات الشعب المختلفة.
جاء ذلك خلال كلمته عبر تقنية زووم في إطلاق المؤتمر الوطني الأول للحوار الاجتماعي تحت عنوان "معالجة تحديات سوق العمل" الذي نظمته وزارة العمل.
وكان المؤتمر بحضور مدير عام منظمة العمل الدولية جاي رايدر، ومدير عام منظمة العمل العربية فايز المطيري، والأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية والزراعية الفلسطينية عمر هاشم، وعدد من الوزراء، والنقابات العمالية وممثلين عن الجهات ذات العلاقة.
وقال اشتية: "الحوار الاجتماعي بالنسبة لنا مهم؛ لأننا لا نريد للشركات أن تفلس ولا نريد للعمال أن يطردوا من أماكن عملهم، ونريد أن نبقي على مداخيل لهؤلاء الناس، ولذلك تجربتنا في مواجهة كورونا كانت تجربة رائدة".
وأضاف أنّ اتحاد عمال فلسطين قدم مساهمات لصندوق وقفة عز، والقطاع الخاص والغرف التجارية قدمت، والحكومة أيضًا ولذلك الفلسطيني عندما يصل مرحلة الوجع، توحدنا المعاناة ويجمعنا الألم واعتقد أن التجارب علمتنا هذا الأمر".
وأوضح أنّه "على الحوار أن يكون شاملًا يضم الجميع لكيلا يكون هناك أحد ليس جزءًا من هذا الحوار، ولكن المهم أيضًا أرضية الحوار هي مقدمة للوصول الى تنمية مستدامة، إذا أردنا فعلًا أن نصل إلى تنمية مستدامة لا بد للجميع أن يكونوا شركاء في هذه التنمية".
وتابع: "لقد جسدت فلسطين تجربة رائدة في الشراكة بين مكونات الشعب المختلفة، وأكّدت أطراف الإنتاج الثلاثة على إإيمانهم بالحوار والشراكة كأساس لتطوير بناء قطاع العمل مدركين سرعة تغير العالم ومستفيدين من الدروس والتجارب، خاصة في الأزمات".
وبيّن أنّ هذا المؤتمر الذي جاء تتويجًا لحوار اجتماعي ثلاثي بين الحكومة وممثلي العمال وممثلي أصحاب العمل وهو منبر لتبادل الآراء وعرض وجهات نظر الأطراف اتجاه ما يواجهه الاقتصاد الفلسطيني وانعكاساته لسوق العمل.
ولفت إلى أنّ "الحكومة وحدها لا تستطيع تحمل العبء، لا يوجد حكومة في العالم تستطيع أن تتحمل التبعات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والمعنوية ما يجري في العالم من هذه الجائحة لذلك روح الشراكة مهم ان نحمل مع بعض هذا الهم لنتقاسم العبء ويصبح هناك الأمر بالنسبة لنا ليس استراتيجية خسارة-ربح، بل استراتيجية ربح- ربح".
وشدّد على أنّ "الحوار الاجتماعي يعزز القدرة التفاوضية لجميع الأطراف وهذا فعلًا ممكن أن يوصلنا الى استراتيجية الربح لجميع أطراف علاقات العمل".
واعتبر أنّ الحوار الاجتماعي يلعب دورًا مهمًا في تشكيل الاقتصاد والعمل والسياسيات الاجتماعية، ويعزز ويرتقي في ظروف المعيشة والعمل في فلسطين إلى الأمام، ويعزز الصمود المقاوم لشعبنا الذي يعيش تحت استعمار استيطاني إحلالي إبدالي في ظروف غير مسبوقة.
وأردف: "ونحن نسعى للحصول على حقوق عمالنا في "إسرائيل"، وأنا أعلم علم اليقين أن هناك فريق يعمل من جانبنا في هذا الأمر وأعتقد أن هذا الموضوع سيتوج بنجاح قريب".
واستطرد اشتية: "كان عام 2020 عامًا صعبًا على العالم كله وكذلك فلسطين، الانكماش الاقتصادي في فلسطين وصل 11.55% ولكن نتوقع النمو في العام الجاري يصل 6%، وهذا أمر مهم لأن قوة الدفع والإمكانيات والأفاق التي ستفتحها العملية الانتخابية من جهة وانفتاح وحركة البضائع بين الضفة وقطاع غزة إذا لم تقم "إسرائيل" بعرقة ذلك، أعتقد أنّ هذا الأمر سيخلق نشاطًا اقتصاديًا جديدًا متجددًا، يعطي بريق أمل في نمو اقتصادي أفضل".
ونوّه إلى أنّه "خلال هذا الشهر سنطلق أربعين وثيقة تشمل خطة التنمية الشاملة والوطنية لعام 2021-2023، واستراتيجيات قطاعية والتنمية بالعناقيد، واليوم نطلق الاستراتيجية الوطنية للتشغيل".
وأوضح "حاولنا جاهدين في أزمة كورونا أن نوفر المساعدة للمتضررين من الوباء، وقدمنا مساعدات للعمال، وقروض ميسرة للشركات الصغيرة والمتوسطة، وخصصنا حوالي 410 مليون دولار جزء منها قروض من الاتحاد الأوروبي وجزء منها من سلطة النقد ويستفيد منها كل من تضرر في الجائحة".
واختتم رئيس الوزراء: "المؤتمر الذي نطلقه اليوم مهم وأتمنى لكم مؤتمرا ناجحا وموفقا والحكومة سوف تتبنى كامل التوصيات التي تأتي من هذا المؤتمر".