انتشرت عبر العديد من الفضائيات من بداية الانتفاضة, صوراً لاقتحام قوات الاحتلال الصهيونية لعدد من المدارس في الضفة المحتلة بصورة وحشية, وقيامها باقتياد العديد من الأطفال دون سن الـ 10 أعوام واعتقالهم من صفوفهم ومن بين زملائهم وسط صراخهم, و مساعدة زملائهم والمعلمين ولكن دون جدوى ..
الصور التي يتم نشرها ليست بالجديدة فصور الشهداء وصور اعتقال الأطفال وهم نيام يدل على مدى تعمد الاحتلال الصهيوني على إستهداف الأطفال " البراءة" وخشيتهم منهم ومحاولة قتل روح المقاومة المبكرة فيهم, سواء كان بالقتل, أو بالاعتقال أو بالتضييق من خلال نشر الحواجز امام بوابات المدارس, وخاصة في مدينة القدس والخليل وغيرها من مدن الضفة المحتلة.
17 شهيداً من الأطفال
ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بداية انتفاضة القدس في بداية تشرين أول/أكتوبر الماضي، وحتى اليوم الى 79 شهيداً، من بينهم 17 طفلاً.
أوضحت دراسة إحصائية صادرة عن مركز القدس لدراسات الشأن "الإسرائيلي"، أن "إسرائيل" باتت تعدم بشكل يومي طفلاً، وبلغت نسبة الأطفال الذين أعدمتهم خلال انتفاضة القدس 35%.
800 حالة اعتقال
الاعتقال أقصى ما يقوم به الاحتلال بحق الأطفال, وخاصة إذا ما كانوا نيام ,أو كانوا في صفوفهم, فوفقاً لعدد من شهود العيان والمحامين فإن الطفل يتعرض للضرب الشديد منذ لحظة الاعتقال بواسطة البنادق والأرجل والدعس عليهم من قبل الجنود، وإطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة عليهم، واستخدام القاصرين دروعاً بشرية خلال عمليات الاعتقال، والتعذيب والشبح والاهانات والتهديد خلال عمليات الاستجواب، وترك الأطفال الجرحى ينزفون فترات طويلة قبل نقلهم للعلاج، ونقل المصابين الى مراكز التحقيق رغم سوء أوضاعهم الصحية.
عدد الاعتقالات وفقاً لرئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع وفي تصريح خاص "فلسطين اليوم", فإن إجمالي الاعتقالات منذ بداية الانتفاضة وحتى اليوم بلغت اكثر من 800 حالة اعتقال جرت في صفوف الأطفال (أقل من 18 سنة)، والنسبة الأكبر منهم كانت من محافظة القدس.
وقال قراقع أن معدل حالات اعتقال الأطفال سنوياً كان يتراوح بين 700- 900 حالة، في حين وصل العدد في شهر واحد إلى 800 حالة, وهذا الرقم كبير جداً.
واصدر هسئة الاسرى بياناً كشف الاعتقالات بحق الأطفال اعتبر فيه 'أن اعتقالهم أصبح سياسة ومنهجية اسرائيلية، تستهدف تدمير الأجيال الفلسطينية، وتدمير حياة الأطفال الذين هم بؤرة ومركز الهبة الشعبية الفلسطينية'، مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من الاطفال تعرضوا لأساليب تعذيب وحشية وتنكيل ومعاملة لا إنسانية خلال اعتقالهم واستجوابهم على يد الجنود والمحققين.
وأوضحت هيئة الأسرى، أن 'استهداف الأطفال جاء وفق قوانين وتشريعات وتعليمات رسمية إسرائيلية، وتحت شعار 'لا حصانة للأطفال راشقي الحجارة'، وان التعلميات الاسرائيلية تجاه الأطفال تمثلت بما يلي: قنص الأطفال وإطلاق النار عليهم، وفرض أحكام فعلية على الأطفال تتراوح بين 4 سنوات وعشرين سنة، وفرض غرامات وكفالات مالية مرتفعة بحق الأطفال في المحاكم الإسرائيلية، وإصدار أحكام بإقامات منزلية، أو ابعاد عن منطقة السكن خاصة في القدس، وزج أطفال قاصرين في الاعتقال الإداري.
محاولة التجهيل
الاحتلال ينتقم بطرق مختلفة, فيحاول تجهيل أطفال سكان مدينة القدس الشرارة الأولى لانتفاضة , عبر نشر العشرات من الحواجز الإسرائيلية على مختلف مداخل أحياء مدينة القدس وتهديد اكثر منعشرة آلاف طالب مقدسي.
ونشر الاحتلال الإسرائيلي نحو 32 حاجزاً صهيونياً في بلدات وقرى مدينة القدس المحتلة، منذ منتصف الشهر الماضي، تزامنا مع انتفاضة القدس التي اندلعت مطلع تشرين أول/ أكتوبر الماضي, في الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس, تركّز غالبيتها قرب المدارس والمشافي.
ويهدف الاحتلال جراء نشر هذه الحواجز, إلى عقاب سكان وطلبة مدينة القدس بشكل جماعي والتنكيل بهم بزعم المواجهات المستمرّة التي تندلع بشكل شبه دائم، في كلّ من بلدات سلوان و"جبل المكبر" و"صور باهر" وحي "رأس العامود" والبلدة القديمة وأحياء "الصوّانة" و"الطور" وقرية "العيساوية".
وحذّرت لجان اتحاد أولياء الأمور، من توجّهات صهيونية لـتجهيل جيل فلسطيني بأكمله، بالتزامن مع انتفاضة القدس، موضحة أن هذه التوجهات تُترجم على أرض الواقع من خلال سياسة العقاب الجماعي التي تتعامل بها سلطات الاحتلال مع أهالي بلدة سلوان، بفرض العديد من الحواجز العسكرية في مختلف أنحائها.