إفتحوا الباب. القانون الاهم في سجل القوانين عندنا هو قانون العودة. بدونه لا معنى برأيي لتميز اسرائيل كدولة يهودية. يصف القانون “اليهودي” كمن امه يهودية او تهود، وليس ابن دين آخر. وبنية مقصودة ليس هذا قانونا عن شكل التهويد، وعليه فكل من تهود وفقا لاحد التيارات في اليهودية يعد يهوديا.
غير أن ثمة مفارقة، لانه بينما شخص تهود في الخارج وجاء كمهاجر الى البلاد يعد يهوديا، فان من جاء مهاجرا الى البلاد وقرر ان يتهود في البلاد تهويدا محافظا او اصلاحيا، لا يحظى بذلك. الارثوذكسية، التي تكافح في سبيل احتكار السيطرة علينا جميعا، استقبلت هذا الاسبوع قرار محكمة العدل العليا بان الدولة ستعترف ايضا بيهودية المتهودين في البلاد في تهويد محافظ او اصلاحي، بغضب. كما اقسمت على أن تلغي “شر القضاء”، رغم ان القرار كفيل بان يحل مشكلة بعض من مئات الاف المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق، المعنيين بالتهود دون غش والتعهد بتربية ابنائهم تربية ارثوذكسية.
آمل ان يحل اليوم الذي يعرف فيه كل شخص نفسه يهوديا (ولن يكون سبب للشك به في ان دوافعه ليست مشروعة) يمكنه أن يعرف من قبل المملكة بصفته هذه.لن يكون في هذا، بالطبع، ما يلزم الحاخامين بالاعتراف بيهوديتهم، واذا كان المعرفون كيهود من قبل الدولة يرغبون في الزواج بغير الزواج المدني، فسيتعين عليهم ان يتهودوا. ولكن دولة الشعب اليهودي لا يحق لها – أخلاقيا – ان ترفض من يطلب ان يصبح جزءا من الشعب اليهودي بغير الطريق الارثوذكسي او بطريق دينية اخرى.
اعادة ا¬حتساب المسار. لقد كان هو الامل الاكبر للغرب. للحظة، ابوه، سلمان ملك السعودية، اعتبر كزعيم لفترة انتقالية، وتنبأ الكثيرون بان يصبح ابنه، الامير الشاب محمد، ولي العهد. وكان التقدير ان المنصب سيؤخذ من يد محمد بن نايف، المجرب والمقدر الذي عينه سلمان مع تتويجه في 2015. وبالفعل، بعد سنتين، أطاح الملك بولي العهد الذي عينه وتوج مكانه ابنه ابن الـ 31. واصبح محمد بن سلمان ايضا نائب رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس مجلس شؤون الاقتصاد والتنمية.
استقبل الشاب المفاجيء في البيت الابيض كرئيس دولة، وهكذا ايضا في اماكن اخرى في العالم. بدا انه براغماتي، حديث، منصت، الممثل الحقيقي للسعودية الحديثة. وما كان يمكن للعالم أن ينتظر الى أن ينزع ابوه تاجه وينقله الى ابنه “الليبرالي”. لقد كسب ولي العهد السعودي عالمه في أنه الغى حظر قيادة النساء للسيارات. ولكن بعد ذلك واصل اعتقال النساء والرجال ممن كافحوا في سبيل الاصلاحات، اعتقال اغنياء السعودية الى أن وافقوا على دفع الضرائب، ورط بلاده في حرب رهيبة في اليمن وقام باعمال غريبة اخرى كانت ذروتها ضلوعه في القتل الفظيع للصحافي السعودية الامريكي جمال خاشقجي في تشرين الاول 2018. تميزت امريكا غضبا، والعالم شجب، ولكن ترامب منح حماية للزعيم الشاب.
اصبح ابن سلمان متعلقا تماما بنزوات ترامب، وخشي أن يكون بايدن، الاكثر حساسية لموضوع حقوق الانسان، سيؤدي الى نهاية حياته السياسية. وحقيقة ان الرئيس الجديد لم يتصل بولي العهد، واعلن عن أنه لن يتحدث الا مع ابيه، كانت اشارة اكثر من واضحة. قبل بضعة ايام كشف بايدن التقرير الاستخباري الذي فضل سلفه اخفاءه. امريكا الرسمية تمنح الان شرعية للتقدير بان ابن سلمان امر بقتل خاشقجي.
يحتمل جدا أن في الحديث بين الرئيس بايدن وبين سلمان ألمح الرئيس للملك بانه سيكون من الحكمة من جانبه ان يبدل ابنه المتهور بالرجل الذي اضطر لان يقبل حذاءه ويتخلى عن ولاية العهد قبل أربع سنوات فقط. فهل سيكون هذا جيدا لاسرائيل؟ اذا كان هذا جيد لحليفتنا الحقيقية الوحيدة – فهذا سيكون جيدا لنا ايضا.