لا أحد في العاصمة الاردنية يريد ان يصدّق رواية انتحار سيدتيّ اعمال، شقيقتين معروفتين بالجرأة والنجاح، في الوقت الذي لا تزال فيه الاجهزة الامنية تبثّ نفحات من التحقيقات تشير الى ان ما جرى كان انتحاراً فعلاً.
الرواية هزّت الشارع، فالشقيقتان ثريا وجمانة من سيدات عمّان المعروفتين بنشاطهن، ووالدهما رجل لها شهرته في مجتمع المال والأعمال حيث كان مديراً لبنك في العاصمة.
وثريا السلطي (43 عاما)، صنفت ضمن أقوى 100 امرأة عربية للعام 2014، من قبل مجلة أربيان بزنس، وهي النائب الأول لرئيس مؤسسة “إنجازات” الناشئين حول العالم لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتحمل وشقيقتها الجنسيتين الأميركية والأردنية.
حوادث غامضة تشغل الشارع الأردني بينها موت شقيقتين
أما شقيقتها جمانة (37 عاما)؛ فتعد أول لاعبة أردنية في دوري الجامعات الأميركية ، كما لعبت في نادي الجزيرة أرامكس سابقا.
السيدتان لاتزال جثتيهما في مركز الطب الشرعي، دونما إعلان عن ماهية وفاتهما إذا ما كانت “انتحار” أم أن شبهة جنائية وراء وفاتهما، بعد سقوطهما من سطح إحدى المباني جنوبي عمّان؛ خصوصا والاسرة اليوم ترفض استلام الجثتين قبل انتهاء التحقيق.
ونقلت وسائل إعلام عن والدة جمانة أن ابنتها ثريا قامت قبل الحادثة بإيداع طفلتها الوحيدة من زوجها الذي انفصلت عنه، لدى والدتها، وبعثت رسالة لوالدتها قبل وقوع الحادثة تبلغها برغبتها بالانتحار وان ترعى ابنتها، الامر الذي لا يزال يخضع للتدقيق ومقارنة الخطوط.
مصادر الامنية ابلغت “رأي اليوم” ان أي احتمال وارد، لذا وان كانت الاشارات الاولى تدلل على انتحار، فإن الاجهزة ستعمل على كل الاحتمالات الاخرى.
وبحسب المصادر، بدأت تفاصيل الحادثة بورود اتصال من قبل حارس إحدى العمارات المجاورة الذي سمع صوت ارتطام جسم في الارض، وبعد البحث عثر على جثتين غارقتين بالدماء، وأبلغ الأمن على الفور.
وبدأت الأجهزة الأمنية المختصة بمسح منطقة الحادث حيث حولت الجثتين للتشريح للوقوف على أسباب وفاتهما.
وخلال تمشيط المنطقة، عُثر على حقيبتين تعودان لجمانة وثريا، فيهما نقود وعلبة دواء لامراض الاعصاب ضمن محتويات إحداهن، ورفعت البصمات منهما وكذلك عن المركبة التي حضرن بها للمنطقة.
كما وجد مجموعة من الرجال الذين يشاهدون قطع اراضٍ في المنطقة.
في الشارع الاردني، اثارت الحادثة ارباكا للنخب فقد بدأ من يعرف الشقيقتين منها باستنكار ان تكونا اقدمتا على الانتحار، ومن ذلك ما كتبه رئيس الديوان الملكي الاسبق مروان المعشر على صفحته عبر فيسبوك “ رحمة الله على جمانة و ثريا. عرفت الاثنتين و كانتا مثالا للحيوية و النشاط و حب الحياة. كنت مدربا لكرة السلة لجمانة حين كانت في الثامنة من عمرها. اجد من الصعب تصديق أنهما انتحرتا. نأمل ان تؤدي التحقيقات لمعرفة الحقيقة. رحمهما الله و الهم والديهما عامر و ريبيكا الصبر و السلوان.”
ووصف وزير الاتصالات السابق مروان جمعة، على صفحته بموقع “فيسبوك”، خبر انتحار الشقيقتين السلطي بـ”أبعد من الخيال”، وكتب أن “ثريا وجمانة سلطي، رحمة الله عليهما، كانتا مثال للعطاء والاخلاص وحب الحياة، وكل واحد كان يعرفهم رح يأكد هذا الكلام!!”.
ويبقى معرفة ان كانت الشقيقتان انتحرتا فعلا رهن التحقيقات التي لم تنتهي بعد.