عقدت اللجنة المركزية لحركة فتح مساء يوم الإثنين، اجتماعًا برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.
وأطلع الرئيس خلال الاجتماع، أعضاء اللجنة المركزية على آخر التطورات المتعلقة بالشأن السياسي، والجهود الدبلوماسية المبذولة على الصعيدين العربي والدولي لإعادة القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام الدولي.
وأكد الرئيس على أهمية العمل مع الأطراف الدولية كافة، والمنظمات الدولية وفي مقدمتها الرباعية الدولية لدفع عملية السلام إلى الأمام وفق المرجعيات الدولية المعتمدة وقرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية.
كما رحب بقرار المدعية العامة لمحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق في الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، مشددًا على أهمية هذا القرار في تجسيد الولاية القانونية لدولة فلسطين على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وأنه بمثابة إنجاز لقيم الحق والعدالة والحرية ورفع الظلم عن شعبنا الأبي.
وهنأ المرأة الفلسطينية لمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، معربا عن اعتزازه الكبير بدورها المحوري في معركة التحرر والبناء، قائلًا: "إن شعبنا الفلسطيني بنسائه ورجاله جنبا إلى جنب سيواصل المضي قدما حتى تحقيق أهدافه وبناء دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
ورحب بالدعوة الكريمة من قبل جمهورية مصر الشقيقة للفصائل الفلسطينية لاستكمال جلسات الحوار الوطني في القاهرة، مؤكدا على أهمية الاستمرار بالاستعداد لإجراء الانتخابات التشريعية في موعدها المحدد، لإعادة الحياة الديمقراطية وتمكين الناخب الفلسطيني من المشاركة السياسية ليكون هو صاحب القرار من خلال صندوق الاقتراع.
وناقشت اللجنة المركزية عدة ملفات أهمها:
ملف الانتخابات:
استعرضت اللجنة المركزية الاستعدادات الجارية لخوض الانتخابات التشريعية القادمة في موعدها المحدد وفق المرسوم الرئاسي والمعايير التي تم التوافق عليها في الاجتماعات السابقة، مؤكدة أن "فتح" ستخوض هذه الانتخابات بقائمة واحدة موحدة تحظى بدعم وتأييد أبناء الحركة.
وثمنت الدعوة التي وجهتها مصر الشقيقة لاستكمال جلسات الحوار الوطني خلال الأيام القليلة القادمة، مؤكدة حرص فتح على إنجاح هذا الحوار الوطني لتهيئة الأجواء الإيجابية لإجراء الانتخابات التشريعية، مع الترحيب باستمرار الحوار مع كافة فصائل العمل الوطني.
ورحبت بقرار محكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق دولي بجرائم الحرب الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، مؤكدة على أن هذا القرار يعزز الحق الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وإجراءاته العنصرية وصولاً إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
الشأن السياسي:
أكدت على الموقف الفلسطيني الداعي لعقد مؤتمر دولي للسلام وفق دعوة الرئيس عباس، يقوم على أسس الشرعية وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية لحل القضية الفلسطينية.
وقالت: "إن الإجماع الدولي على ضرورة الحفاظ على حل الدولتين لا بد أن يُترجَمَ في تحرك عملي حقيقي في مواجهة المحاولات الإسرائيلية المستمرة الهادفة للقضاء على حل الدولتين، من خلال الاستمرار بالنشاطات الاستيطانية ومواصلة عمليات الهدم والتهجير والاعتقال المخالفة لكافة قرارات الشرعية الدولية".
وأضافت أن شعبنا الفلسطيني سيبقى صامداً فوق أرضه، متمسكا بحقوقه المشروعة التي لن يتخلى عنها مهما كان الثمن، وحيت اللجنة صمود أهلنا في مدينة القدس المحتلة، ومواجهتهم لكافة الإجراءات الإسرائيلية بحقهم.
كما ودعت أبناء شعبنا إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الحكومة لمواجهة انتشار وباء "كورونا" الذي يحصد أرواح العشرات من أبناء شعبنا، مجددة الدعوة للمجتمع الدولي للمساعدة في توفير اللقاحات للشعب الفلسطيني، مع ضرورة تحميل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولياته كقوة احتلال في توفير اللقاحات حسب اتفاقيات جنيف لحقوق الإنسان.
كما وجهت التحية لأسرانا الأبطال في معتقلات الاحتلال، مؤكدة أنه لا سلام ولا استقرار دون الإفراج الكامل عنهم دون قيد أو شرط، مشددة على أنها لن تسمح بالمساس بحقوقهم مهما كانت الضغوط، وأن الشهداء الأكرم منا جميعا، سيبقون الشعلة التي تنير طريق بناء دولتنا الفلسطينية المستقلة، وأن حياة عائلاتهم وأسرهم خط أحمر لن نقبل المساس به بأي حال من الأحوال.
وتطرق الاجتماع إلى عدد من الملفات الداخلية المتعلقة بالشأن الداخلي لحركة فتح، مؤكدة على أن اللجنة المركزية ستبقى بحالة انعقاد دائم لمتابعة أية تطورات تهم الشأن الوطني على الصعد كافة.
وفي ختام الاجتماع، وجهت اللجنة المركزية التهنئة للمرأة الفلسطينية بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف اليوم، مؤكدة على دور المرأة الريادي في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية كما كان دورها الطليعي في مسيرة الثورة الفلسطينية.