9/11/2015
قلم: جدعون ليفي
هيلاري كلينتون عدوة إسرائيل. وانتخابها لرئاسة الولايات المتحدة سيضمن استمرار عملية غرق اسرائيل ودمارها. لذلك فان كلينتون ليست صديقة بل عدوة. من المحظور أن نسمح لها بأن تقدم نفسها على أنها صديقة لإسرائيل، كما حاولت من خلال المقال الذي نشرته في «فور وورد» وفي «هآرتس» قبل أيام. إن تذكر مساعدتها لنجمة داود الحمراء في أن تُعتمد كمنظمة صليب احمر دولية مؤثر حتى الدموع، كما تفاخرت في مقالها، لكن هي ومن يشبهها من اصدقاء الكذب لاسرائيل، هم لعنة من اللعنات على هذه الدولة منذ سنوات. فبسببهم تستطيع اسرائيل الاستمرار في فعل ما تريد وادارة الظهر للعالم وعدم دفع أي ثمن؛ وبسببهم تستطيع سحق نفسها دون أي عائق. وسواء آمنت بما كتبته أم أنها أرادت مرة اخرى أن تبيع روحها للحصول على حفنة من الدولارات من حاييم سبان ومتبرعين يهود آخرين، فان النتيجة واحدة وهي مخزية جدا. في كتابة التملق لاسرائيل لا يكتب مثلها أي سياسي أميركي لأي دولة اخرى. «إسرائيل في نظر الأميركيين هي أكثر من دولة – إنها حلم». معظم العالم يقول كابوس وكلينتون تقول حلم. أي حلم بالضبط؟ حلم السيطرة القمعية على شعب آخر؟ العنصرية؟ القومية المتطرفة؟ قتل الاولاد والنساء في غزة؟ ماذا حدث لهيلاري رودهام التي ناضلت وهي شابة من اجل حقوق السود وضد حرب فيتنام وتخصصت كمحامية في حقوق الاولاد؟ ألم تسمع ما تفعله دولة الحلم بالاولاد الفلسطينيين؟ ماذا حدث للمرأة التي اعتبرت ذات مرة ليبرالية وتريد العدالة؟ كل شيء نسي وكأنه لم يكن؟ الاموال تشتري كل شيء؟ أم أن الامر عندما يصل الى اسرائيل تتبدل المبادئ فورا؟. لم تسمع وزيرة الخارجية السابقة عن الاحتلال الاسرائيلي – وهي لم تذكره ولو مرة واحدة في مقالها. هذا ليس الوقت ولا المكان لإغضاب سبان. اسرائيل في نظرها «ديمقراطية مزدهرة» وليذهب الى الجحيم النظام العنيف والمطلق في ساحتها الخلفية. لذلك فان كلينتون ايضا عدوة العدل والسلام: لن تجدوا عندها ولو رمزا لالحاق الضرر بحقوق الفلسطينيين. الاسرائيليون يُطعنون في القدس – مرة اخرى هم الضحايا الوحيدون – كلينتون متزعزعة؛ الفلسطينيون الذين يُقتلون بدون عدل – لا يؤثرون فيها؛ في الجادة الخامسة سيحبونها جدا. رجال الدين الذين يشجعون القتل هم مسلمون فقط، والأمن يجب أن يتم ضمانه لاسرائيل فقط. وهذا ايضا سيحبونه في كنيس منهاتن. تتعهد كلينتون بأنها ستلتقي مع بنيامين نتنياهو في الشهر الاول من تسلمها الحكم وأنها سترسل قادة الجيش الأميركي الى اسرائيل. لماذا؟. بالنسبة لها المسألة ليست فقط سياسة بل «تعهد شخصي للصداقة والحلم». بالامكان اعتبار الدافع من وراء اقوالها هو الحاجة الى تبرعات اليهود. لكن لا يمكن تجاهل الجوهر. كلينتون هي المرشحة المتفوقة لمنصب رئاسة الولايات المتحدة وتعهدها باستمرار الاحتلال الاسرائيلي وتمويله قد تم اثباته في الماضي. الفلسطينيون ايضا يقرؤون اقوالها – وما الذي يفترض أن يفكروا فيه على ضوء هذه الاحادية المتطرفة؟ وما الذي يمكن أن يتوقعوه على ضوء هذا التجاهل الفظ لمصيرهم؟ الأمل في التغيير الذي تعرض لضربة قوية اثناء ولاية باراك اوباما لن يرتفع اذا اصبحت كلينتون رئيسة. اغلبية يهود الولايات المتحدة سيؤيدونها. بعضهم قد يعتقدون أنها جيدة لاسرائيل. أيها الاخوة الاعزاء – هي ليست كذلك. من يؤيد استمرار الاحتلال يشبه من يستمر في تمويل المخدرات لأحد اقاربه المدمن. هذا ليس اهتماما ولا صداقة؛ إنه إفساد. كما يبدو يفضل جاهل جمهوري في البيت الابيض، لكن بعد اعادة التفكير يتبين أنه ممول من قبل شلدون ادلسون. عن «هآرتس»