المتدينون والبيبيون يشعرون بالاضطهاد ويمكن تفهمهم

حجم الخط

هآرتس – بقلم جدعون ليفي

هناك مجموعتان في المجتمع الاسرائيلي تشعران بالاضطهاد. كلاهما لها قوة سياسية كبيرة وهي مصممة على تحقيق الاهداف ولديها قيادات معجبة بها الى درجة لا توجد أي مجموعة في اسرائيل معجبة بقيادتها مثلها. مع ذلك، يجب علينا عدم الاستخفاف بمشاعر الاضطهاد لديهما، فهي مشاعر حقيقية. هاتان المجموعتان تصرخان من اجل التعاطف. وتوجد لهما قوة سياسية كبيرة ولكن لا يوجد لهما اعتراف وتقدير. لذلك، هما تصرخان. اعضاء المجموعتان اقوياء واحيانا هم عنيفون ومبتزون. ولكن مع ذلك هم يشعرون بالاضطهاد. هؤلاء الاعضاء يتحملون مسؤولية كبيرة عن الصور، ومع ذلك يمكن تفهم شعورهم بالاضطهاد والحرمان، احيانا هما تثيران الشفقة.

​المتدينون هم المجموعة الاولى. الكورونا أضرت بمكانتهم المتضعضعة أصلا في اوساط الجمهور العلماني، وهم يتحملون مسؤولية كبيرة عن ذلك. البعض منهم أزالوا عن أنفسهم العبء وتنازلوا عن مظاهر التضامن والمسؤولية تجاه الاسرائيليين الآخرين. من ناحيتهم هم سينفجرون. والاسرائيليون انفجروا. انفجروا من صور التجمعات وحفلات الزفاف وبيوت العزاء والمدارس الدينية. وقد شكلوا بصقة على الوجه. عدد من المتدينين تصرفوا مثل طابور خامس في الحرب. ومع ذلك، ملاحقتهم الآن اصبحت أمر قبيح ويثير الاشمئزاز، ويبدو ايضا أنه لا اساس له.

​أن تذهب الى المطار من اجل تصوير القبعات السوداء واحصاء من يرتدون الاسود، هذا عمل معيب لا توجد له أي صلة بالصحافة المهنية والعقلانية، في ظل غياب قاعدة بيانات اساسية مناسبة وموثوقة من اجل اثبات أبعاد الحصانة بالرشوة. متدينون كثيرون موجودون ايضا في شارع الحاخام عكيفا في بني براك لنقوم ايضا بتصويرهم والصراخ بحق السماء. ومتدينون كثيرون كانوا موجودين دائما في الرحلات الى ومن نيويورك. فهل هذا يعني أن هناك من يرسلهم بشكل متعمد ويحظر ذلك على الآخرين. شارون عيدان، المراسل البارز وغير المنحاز والذي يعتبر مطار بن غوريون بيته الثاني، هذا اذا لم يكن الاول، قام بالاحتجاج على مقولة أن المتدينين تم تفضيلهم. ربما كانت هناك استثناءات خطيرة، بعضها بالتأكيد من قبل النخبة السياسية المتدينة، ولكن هل لم يكن هناك أي تحايل للعلمانيين؟.

​أن تقف في محطة القطار وأن تقوم باصطياد المتدينين، هو أمر يثير الافكار القاسية. الشعور بالاضطهاد لدى المتدينين تعزز وبحق، خلافا لما هو دارج حول التفكير بهذه المجموعة المنغلقة، فانه يهمها جدا ما يقولونه عنها وما يعتقده حولها الاسرائيليون. حاولوا قول كلمة جيدة من التفهم أو التعاطف مع وضعهم، وستحصلون فورا على وابل من الردود الدافئة والعرفان بالجميل. مكالمات في الليل من المتدينين ومقابلات كثيرة مع محطات الراديو الخاصة، محطات لشخص واحد ومستمع واحد، مع آلة رد هاتفية مثل جهاز التسجيل، كل ذلك يحدث في الليل.

​ليس كل المجموعات تشعر هكذا. فاليسار الراديكالي، غير الشرعي والمضطهد، لم يكن يهمه في أي يوم ما يفكر فيه باقي الاسرائيليين، وهو لم يصرخ لطلب التعاطف والتفهم من المجتمع. ايضا المستوطنون لا يصرخون لطلب التعاطف. تكفيهم زعرنتهم وقوتهم وانجازاتهم. وحتى العرب في اسرائيل لا يصرخون لطلب تعاطف الاسرائيليين. يكفي أنهم على حق. فقط المتدينون ومجموعة اخرى يريدون شيء آخر، باستثناء القوة.

​المجموعة الثانية هي بالطبع البيبيين. زعيمهم يوجد منذ سنوات في الحكم بدون أي عائق. هم معجبون به، وفي الواقع هم يحبونه حب حقيقي. ومع ذلك، يشعرون بأنهم مضطهدين. هم يريدون شيء ما آخر باستثناء الحكم، وهذا الشيء لا يحصلون عليه: هم يريدون اعتراف النخب الاخرى وتقديرها. وهم لم يحصلوا على ذلك في أي يوم ولن يحصلوا على ذلك في أي يوم. وهم ايضا يتحملون المسؤولية عن صورتهم بعروضهم المهددة والبلطجية، واحيانا الغبية. ولكن لمشاعر الاضطهاد والحرمان التي توجد لديهم يوجد أساس.

​هم ايضا ممتنون لأي شخص يتعاطف معهم من المعسكر الآخر. وهم مستعدون لأن يغفروا له كل شيء، فقط يجب عليه أن يقول بضع كلمات جيدة عنهم، وبالاساس عن زعيمهم. هم يصرخون من اجل ذلك، وهذا شعور يفطر القلب وجدير بالثقة. ايضا هم يتعالون عليهم، هؤلاء ايضا يستحقون تفهم أكبر، بالضبط مثل المتدينين.