كشف رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري، عن وجود حزمة من المشاريع الاقتصادية ستنفذ في قطاع غزة ومدينة القدس المحتلة خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح المصري في حديث على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقده الأربعاء الماضي، في افتتاح محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في المنطقة الصناعية (كارني) بغزة، أن لديه قرارا بالاستثمار في الأماكن الصعبة في فلسطين “غزة والقدس”.
ولفت إلى أنه خلال شهرين سيكون هناك مشروعاً كبيراً في مدينة القدس وبعدها في قطاع غزة، دون الكشف عن تفاصيل تلك المشاريع، مبيّنًا أنّ زيارته لقطاع غزة جاءت بعد عشرين عاماً من أجل افتتاح مشروع توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية في المنطقة الصناعية.
وعزا زيارته للقطاع بسبب الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يسمح له بدخول القطاع طوال الفترة الماضية، مشيراً إلى أنه كان له مكتباً في غزة ويزوره أسبوعياً سابقاً.
وأكّد المصري على أنّ قطاع غزة بحاجة إلى خلق فرص عمل جديدة للحد من البطالة غير الطبيعية.
ورأى المصري، أن الصناعات التصديرية البحتة هي بمثابة الخيار الوحيد، للحد من البطالة المتفشية في قطاع غزة؛ لأنها ستفتح عشرات الآلاف من فرص العمل أمام الطاقات الهائلة لدى الشباب الذين يريدون الفرصة، لافتًا إلى أنّه تحدث مع مجموعة من مدراء المصانع نظراً لأهمية التصدير.
وقال: "بدونها حتى في ظل الطاقة الشمية لن ترى مصانع كبيرة، لأن الطاقة الاستهلاكية في قطاع غزة محدودة، وتتوسع وتكبر مع كبر عدد السكان، وتنكمش أيضاً مع قلة الدخل".
وأضاف:” أسعى وسأستمر في السعي لإقامة صناعات كبيرة بشركات عالمية هدفها التصدير البحت، وسأسعى لأن تكون غزة الصناعية منطقة صناعية حرة، رغم الصعوبات، الأمر الذي يتطلب من الجهات الرسمية أخذ هذا الأمر في عين الاعتبار.
وعن إمكانية وجود استثمار حقيقي للشباب وقدراتهم، أكّد رجل الأعمال الفلسطيني أن الجامعات الفلسطينية تخرج أجيال شابة عظيمة بإمكانيات قوية ولكن ليس هناك فرص عمل لهم.
وشدد المصري على ضرورة أن تعمل الجامعات مع القطاع الخاص من أجل أن تحدد أين نقاط الضعف، وتُخرّج شباب يتشابهوا مع احتياجات السوق أكثر.
ورداً على التساؤلات حول وجود صعوبات في الاستثمار بقطاع غزة فترة الانقسام، قال: ” للأسف الشديد نعم.. ولكن بوجود إصرارنا نحن الفلسطينيون يجب أن نعمل على تطوير المشاريع في غزة”.
وتابع: “اليوم نحن نفتتح مشروع لنا في القطاع للطاقة الكهربائية على الطاقة الشمسية... كان من المفترض أن أزور غزة قبل أشهر من أجل افتتاح مشروع الطاقة الشمسية، ولكن حصلت بعض الأمور أخرتنا، مؤكد أنه ستكون له مشاريع في غزة قريباً".
وحول الانتخابات الفلسطينية، أكد رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري، على دعمه الكامل لإجراء الانتخابات الفلسطينية، مشدداً على ضرورة تحقيقها بكل السبل والوسائل لإنجاحها.
وقال:” على مدى العقود السابقة، ونحن ننادي بدولة علمانية ديمقراطية”، وهذا شعار منظمة التحرير التي تربى الشعب الفلسطيني عليها.
ودعا حركتي فتح وحماس لإنهاء الانقسام الفلسطيني وحل خلافاتهما التافهة بأسرع وقت ممكن، وذلك للالتفاف لشعبنا وخاصة فئة الشباب التي تعاني من عدم توفر فرص عمل لهم.
وتحدث ” شبابنا لديهم طاقات هائلة ومشجعة ولكنهم بحاجة إلى فرصة خصوصاً من شباب قطاع غزة”.
وفيما يخصّ علاقته مع السلطة الفلسطينية، ووصف المصري علاقته معها بـ“القوية"، مشيراً إلى أنه يقابل الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتيه بشكل مستمر.
وأكّد على عدم وجود أي دعم مالي منه للسلطة الفلسطينية، لأن السلطة تأخذ ضرائب، مضيفاً: "ولكن قدمنا دعم مباشر للشعب الفلسطيني في كل الأماكن ولا زلنا نقدم".
ورداً على سؤال حول الاستثمار في مدينة أريحا التي تشهد استيطان اسرائيلي غير مسبوق، أكد المصري أن لديه الكثير من الأراضي في أريحا لعدة مشاريع، في ظل تهدد منطقة الاغوار بالاستيطان ومناطق أخرى.
وقال: "أنا شخصيا قمت بعمل مبادرة باسم “ع الأرض” لدعم الأفكار النيرة التي تقاوم الاستيطان"، مضيفاً أنّ مقاومة الاستيطان هو حق للفلسطينيين وسنستمر في مقاومة الاحتلال بالطرق المناسبة.
ورأى المصري أن الطرق السلمية هي الأنسب في هذه المرحلة في مقاومة الاحتلال ومشاريع الاستيطان، واصفاً الاستيطان بأنه أسوأ ظاهرة في الاحتلال والتي من خلالها يقوم بترسيخ حقائق على الأرض.
وأردف: ” لذلك مشاريعنا في أريحا هي حقائق عكسية على الأرض، وما مدينة روابي إلا حقيقة على الأرض كأمر واقع أمام الاستيطان”.
وبيّن أنّه” يحب أن نعمل بأيدينا وعقولنا لننقذ أنفسنا من المأزق الكبير، رغم وجود الاحتلال والانقسام اللذان يمثلان مشكلة كبيرة".
وحول إمكانية بناء مدينة في غزة على غرار “روابي”، قال رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري إنه ” لا يوجد شخص في العالم أو أحد من القطاع الخاص قام بعمل مدينة عامة”.
واستطرد: “عندما بدأتُ مشروع مدينة روابي في عام 2007 كان لدينا مشروعين مشروع في الضفة وأصبح اسمه روابي ومشروع بغزة".
وأوضح أنه بعد شهرين حدث الانقسام الفلسطيني، تم إيقاف العمل بالمشروع، وذلك لأن غزة قبل نحو 10 سنوات وأكثر لم يدخل لها مواد بناء وأسمنت، متسائلاً كيف لي أن أبني مشروعاً ضخما في غزة بدون أسمنت؟!.
وأوضح المصري أنّ عمل مشروع مثل روابي بحاجة إلى طاقات كبيرة ومهولة، مشددًا على أنه من الصعب بالوضع الحالي العمل عليها في غزة.
واستدرك بقوله: "لكن في المستقبل نتمنى أن يتغير الوضع ونذهب شيئاً فشيئاً لأن غزة بحاجة إلى هذا التسارع وبحاجة إلى مشاريع كثيرة”، لافتاً إلى أنّ مشروع توليد الطاقة الشمسية هو مشروع استراتيجي ومحفز، وسيعطي كهرباء مستدامة للمصانع وبسعر أقل.
وأشار إلى أنّ المصانع في المدينة الصناعية بغزة سيزيد انتاجها وستشجع مصانع أخرى على إقامة المنطقة الصناعية وخلق آلاف فرص العمل.